شمس الدين محمد بن علي بن ملك داد التبريزي (587–645هـ / 1185–1247م تقريبًا):
صوفي فارسي من مدينة تبريز.
عُرف بمقامه الروحي وبصحبته لجلال الدين الرومي، إذ كان له الدور الأكبر في تحوّل الرومي من فقيه وعالم إلى شاعر عارف وصوفي.
يُقال إنه التقى الرومي في قونية سنة 642هـ تقريبًا، فحصل بينهما انجذاب روحي شديد أثمر عن ميلاد أشعار الرومي الملتهبة في الحب الإلهي (خصوصًا "ديوان شمس تبريزي").
شخصيته يغلب عليها الغموض، حتى أن أخباره متناقضة: بعض المصادر تذكر أنه قُتل في قونية، وأخرى تقول إنه رحل إلى خوي (قرب تبريز) ودُفن هناك.
لم يُعرف له تصنيف علمي واسع، وإنما بقي أثره الروحي في أشعار الرومي.
سيرة شمس الدين التبريزي مع مولانا جلال الدين الرومي:
جلال الدين الرومي كان قبل لقاء شمس فقيهاً ومعلماً بارزاً في قونية، يدرّس الفقه والحديث والتفسير.
في سنة 642هـ/1244م تقريباً، وصل شمس التبريزي إلى قونية، والتقى الرومي عند خان "شكر فروشان".
كان اللقاء حاداً: سأل شمسُ الروميَّ أسئلة قلبت كيانه (منها سؤاله: "من أعظم عندك: النبي ﷺ أم البايزيد البسطامي؟").
أعجب الرومي بعمق شمس وجرأته، فانجذب إليه كلياً، وانقطع لمجالسته أياما وليالي، حتى هجر التدريس وأصحابه.
هذا الارتباط أثار غيرة تلامذة الرومي ومريديه، إذ رأوا أن شيخهم صار أسيراً لشخص غريب.
نتج عن هذه الصحبة أن انفتحت قريحة الرومي بالشعر العرفاني الملتهب، خصوصاً "ديوان شمس تبريزي" الذي سمّاه باسم صديقه.
غياب شمس المفاجئ (سواء بالقتل أو الرحيل) فجّر في قلب الرومي نار الشوق والحنين، التي تحولت إلى إبداع شعري وروحي ضخم، وأصبحت أساس طريقتهم المولوية.