القاضي علي بن حسين البشري، ولى قضاء زبيد من جهة القاضي الأوحدي، جمال الدين قاضي قضاة المسلمين، أبي محمد عبد الله بن عمر الدمشقي. قدم اليمن صحبة السلطان شمس الدولة، في شوال سنة تسع وستين وخمسمائة،مات القاضي علي بن حسين البشري في قرية المَصْبِري بمخلاف الساعد، قافلاً من مكة سنة تسع وسبعين وخمسمائة غريباً هنالك. وقد قال عليه الصلاة والسلام: «موت الغريب شهادة». وكان هذا القاضي البشري رحمه الله، عالماً مجوداً، ورعاً نظيف العلم، تفقه على شيوخ زبيد، أجمع على تفضيله ومدحه وتبجيله المؤالف والمخالف، يقال أنه أجاب على ألف مسألة، وردت عليه، من التعنت الذي يمتحنه به أهل زبيد، على يد القاضي ابن النجاب، ولقد سمعت من بعض المشايخ السادة الفضلاء بشَواحط، حماها الله تعالى، من بعض فضائله وكرمه، ما يتعجب منه السامع، ويقصر عن بلوغه الطامع، وكان مقطوعاً بأمانته وديانته، رحمه الله.
طبقات فقهاء اليمن، تأليف: عمر بن علي بن سمرة الجعدي ص: 242-243