الفقيه القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الأغر، ولىَ القضاء في المعافر سنة ثمانين وخمسمائة، من جهة أثير الدين قاضي قضاة المسلمين.
قدم اليمن صحبة السلطان سيف الإسلام طغتكين بن أيوب، سنة تسع وسبعين وخمسمائة، فأخبرني القاضي الأثير أنه ابن اثنتين وسبعين سنة.
وذكر أنه سمع «الشهاب» وهو ابن ثلاث سنين، فقرأه عليه في جامع عدن، سنة قدومه، إبراهيم بن أحمد بن عبد الله القاضي، وسمعه بقراءته جماعة من أهل عدن كنت فيهم، فأدرك القاضي الأثير رئاسة في اليمن وحالاً من الدنيا، إلى أن غضب عليه السلطان سيف الإسلام، فأدحض حجته، وانتهك حرمته، وصغر جاهه، واحتقره وخاصمه، وثلبه وغمصه، ونسبه إلى الخيانة وانتقصه، فعند ذلك ارتحل إلى الحجاز، سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وحمله سيف الإسلام الرسالة إلى بغداد، فقضى وطره فيها، ثم رجع إلى مكة سنة إثنتين وثمانين.
وكتب إلى السلطان سيف الإسلام قوله:
وما أنا إلا المِسْك ضاعَ عندكم … يَضيعُ وعند الأكرمين يَضُوعُ
وعاد ولم أدرِ أي الجهات قراره، ولا أي بحر أغاره.
طبقات فقهاء اليمن، تأليف: عمر بن علي بن سمرة الجعدي ص: 230