السيالة (كان حيا 1270 هـ) (1874 م)
محمود بن محمد ابن الحاج محمد السيالة الصفاقسي «أحد عدول تونس وأعمالها، ومن علماء صفاقس وحكمائها، الشاذلي، القادري «هكذا عرف بنفسه في بعض رسائله، وهو من أحفاد الشيخ علي الأومي للبنت، ولا نعلم من شيوخه الذين تلقى عنهم ببلدة صفاقس سوى الشيخ المؤرخ محمود بن سعيد مقديش وابنه العالم الرياضي محمود مقديش حينما كان مدرسا بصفاقس قبل أن ينتقل إلى تونس، ويحترف التجارة، ويتصل بالوزير أبي المحاسن يوسف صاحب الطابع الذي عينه وكيلا على عشر الزيت وشرائه للدولة، ونالته محنة على يد الوزير شاكير صاحب الطابع، فهاجر إلى المشرق، وتوفي بجدة سنة 1250/ 1835، وقد قرأ عليه الرياضيات والمنطق وعلم الكلام.
هذا غاية ما استطعت أن أجده عن حياته العلمية بصفاقس، ويستروح من رسالة له خاطب بها القاضي المالكي بالحاضرة تشكى أثناءها من بعض خصومه أنه تلقى العلم عن شيوخ جامع الزيتونة بتونس حيث قال فيها: «ثم بلغني أنه يبحث عن أصلي وعلمي، ويبحث عن فرعي وفهمي، فأخبروه بأصلي وعرفوه بنسلي، وقولوا له: قد انتشأ أصله ندرا لجوهر، وحلى بالياقوت والكوثر، ومعارفه في العلوم لا تخفى، ونظامه ونثره لا يجفى، قد روى روايات العطر والزبد، وله اجازات في العلوم من الاكابر بالسند»، وأكابر العلماء موجودون بتونس إذ ذاك، وبهذا يصح له الافتخار، ولو اقتصر في التلمذة على علماء بلده لم يصح له الافتخار، ولا اقناع خصمه بمكانته العلمية.
ويبدو أنه بعد استكمال معلوماته درس بصفاقس بصفة حرة، وانتصب شيخا مربيا بالطريقة القادرية. وفي 9 رمضان 1242/ 1827 صدر له أمر من حسين باي الثاني في ولايته عدلا موثقا بصفاقس. وكان هو ووالده من مستوري الحال فافتقرا بعد أن لحقتهما مظلمة باعا فيها أملاكهما من منقول وعقار وكان الجو مظلما والعلاقات متوترة بينه وبين قاضي صفاقس الشيخ محمد شيخ روحه وأحد أتباعه من العدول محمد كريشان.
ولم يكن القاضي نقي الماضي، نظيف السيرة نزيها على ما يستفاد من رسالة لصاحب الترجمة وجهها إلى الوزير صاحب الطابع غير مؤرخة جاء فيها «فقد كنت أنا ووالدي نستغني بالله عن الزمان، إلى أن وقعت لنا محنة من بعض أهل الطغيان، فبعنا فيها أثاثنا ودار سكنانا، وبعد وفاة والدي بعت ما بقي من ذلك، خلصت ما بقي علينا من دين، بما يبكي به القلب والعين، ولا بقي علي من بعض مخلفاته إلا بعض رسوم فيها دين على العربان، فطلبت أهلها إلى شريعة النبي العدنان ومكثت أياما أتردد على محكمة هذا القاضي، وهو مشغول بالبيع والشراء، وليس لحكم الشريعة قاضي، والناس على بابه واقفون يتهارجون بالخطاب، ولم يشعر بهم ويرد عليهم الجواب، ففي بعض الأيام وأنا مستند إلى حائط في هذا المقام، إذ بازائي ثلاثة من الرجال يتحدثون على هذه الأحوال، فسمعت بعضهم يقول: إن مال هذا القاضي أصله من مال القائد أحمد السبعي لأن والد هذا القاضي كان وكيله في القبض والدفع، وقال الآخر: وكذلك صار له أيضا من شركة الشيخ المكي من غير ظن عندي ولا شك، وقال الآخر:
كذلك صار له من مال الغربي الغشام، وربطوهم على ذلك الحكام، فبادرت إليهم بالاعلام - واللسان لا يرجع عن الكلام - فقلت لهم: إني أعرف هذا وأعرف شيئا آخر سمعته من خالي العدل محمد الأومي قال لي: كان رجب رايس والجيلاني رايس، كل واحد منهما وضع أمانة عند هذا القاضي عن كرات ليدخروها للشدائد والغصرات، فمات الريسان في الجهاد، وبقي هذا المال بيد هذا القاضي ووالده إلى الآن، فسمع هذا القول مني بعض الوشاة، وبلغوه إليه فخلفني حافي بين العراة، ومع ذلك في الخصام يعاكسني، وفي مطالبي يدفعني، ويقطع عني المنافع، وضيّع لي كل حق ساطع، وبقي ديني ودين والدي عند العرب ولا رأيت منه خلاص ولا أمان
وأعلم - يا سيدي - أن لزوجتي زيتونا ببلد حزق فغار علينا هذا القاضي وافتك منا أربعة قراريط وكذلك صاحبه محمد كريشان افتك لنا من ذلك عدة قراريط، وكذلك أصحابهما الطغاة من أهل حزق قد استولوا على عدة قراريط واستغلالاتها».
وهذه المضايقات المستمرة من القاضي والعدل التابع له الجأته إلى الهجرة إلى الحاضرة مباشرا لخطة العدالة نفسها، وقد أشار إلى ذلك في خطبة رسالته «المنافع الحاضرة في النوازل الحادرة» إذ قال: «وقد هتكني بالتهمة قاض جهول، وافترسني بالحيلة عدل ذهول، إذ هو عن تعديل العدالة مكبول، وعن معرفة الحقائق مفصول، فارتحلت إلى مدينة تونس الخضراء لنحتمي بمن يفرج كربتي والغصر فصرت بها كاني طير بلا وكر، وعابر بلا مقر».
وفي تونس أصبحت له علاقة طيبة مع الشيخ محمد البحري بن عبد الستار (ت 21 ربيع الأول 1254/ 13 جوان 1830) ومع الشيخ محمد الخضار، ولم تطل إقامته بتونس بعد وفاة القاضي الشيخ محمد البحري بن عبد الستار، إذ كان موجودا بصفاقس في سنة 1270/ 1874 على ما يستفاد من بعض رسائله.
هذا وآخر ما علمنا أنه كان حيا في سنة 1270/ 1874 على ما يستفاد من بعض مؤلفاته.
وتعاطى الطب، وألف فيه ولا ندري عمن أخذه وتخرج فيه، وله نظم ضعيف ونظمه بالدارجة أحسن من نظمه بالفصحى، منه قسيم مربع عن الاحتلال الفرنسي للجزائر وكان على صلة متينة طيبة بآل النوري، وربما ربطت بينهما وشائج القرابة، وكل تراثه كان موجودا بمكتبة الشيخ علي النوري وهو في كثير من رسائله يشتكي من حساده وأضداده، ويتسخط الزمان وأهله، ويتألم من مضض الفقر وقلة ذات اليد.
وله مؤلفات ورسائل، والملاحظ أنه لم يتم أي كتاب أو أية رسالة.
مؤلفاته في الطب:
الجواهر النورانية في الأدوية الجسمانية والروحانية، وسماه مرة أخرى الجوهر النوراني في الدواء الجسماني والروحاني، وهو شرح وتهذيب ل «تذكرة» داود الانطاكي، في أربعة أجزاء كما ذكر في المقدمة، ورتبه حسب ترتيب «التذكرة» واستدرك ما فات داود الانطاكي، وما وقع له من الأوهام، وأضاف أسماء مفردات ومعاجين وأدوية من مستوردات المدنية الحديثة غير معروفة في زمن الانطاكي كالتاي والشكلاطة.
جاء في خطبة الكتاب «وقررت فيه بعض أدوية ومفبردات حادثة، وقد كنت شديد الحرص على المسائل الأنيقة، والمركبات الحادثة والعتيقة، حتى صارت عندي في مسودات غزيرة وكراريس كثيرة فطررتها في هذا الشرح السعيد».وهو في الغالب عند ذكر المفرد يبين اسمه بالبربرية والتركية واللهجة التونسية والمغربية، ويعين مكان وجوده بالقطر التونسي، وينقل عند ما يستدرك على الأصل عن الزهراوي، وابن جلجل، وابن سيد الناس، والصقلي، وابن الحشا، واعتمد هذا الأخير في الأسماء البربرية ولهجة المغرب الأقصى، وفي تشخيص الامراض وأدويتها ينقل أحيانا ما استقر عليه الرأي عند أطباء الحاضرة وصفاقس.
نسق هذا التأليف وجمعه عند استقراره بمسقط رأسه في شيخوخته على ما يفهم من رسالة خاطب بها صديقه محمد ذياب سنة 1263/ 1867 توجد من الجزء الأول 33 ورقة، وغالبها مسودة من خطبة الشرح، وشرح أوائل «التذكرة» وبعض الأوراق بها خرم.
قطعة أخرى منه في 213 ورقة، بها نقص من أولها ومن آخرها ومن وسطها، غالبها أوراق متفرقة وبعضها مخروم وبعضها به أثر رطوبة، وغالب الاوراق غير متساوية الحجم.
قطعة من الجزء الثالث والرابع في 118 ورقة، غالبها أوراق متفرقة وبعضها مخروم، وبعضها به أثر رطوبة
المنافع الحاضرة في النوازل الحادرة، ألفها برسم قاضي المالكية بالحاضرة الشيخ محمد البحري بن عبد الستار تلبية لرغبة صديقه الشيخ محمد الخضار أحد المتصلين بالقاضي، جاء في خطبتها «إلى أن جمعني الله بجمع من أحسن الاخوان، ممن علا قدرهم والشان، وناظرت فيهم شيخا لبيبا وعاقلا مصيبا، ممن طاب خيمه، وصفا
نديمه، ذو فكر وفطانة، ونباهة وديانة، الأوحد العالم العلامة الفقيه الفهامة، الذكي المحقق، اللبيب المدقق، العدل الاعدل، والمتفنن الافضل، المتوكل على ربه الستار، أبو عبد الله سيدي محمد الخضار ... فوجدته محققا لنوازل الطب، ومدركا لأحوال النبض والعصب، ولا زلت أبحث معه بالتدقيق كبحث المحب مع الصديق، إلى أن أخبرني - حفظه الله بأن الشيخ الهمام، العالم المقدام أبا عبد الله سيدي محمد البحري بن عبد الستار قاضي قضاة المالكية بالديار الافريقية ... بأن هذا الشيخ الهمام، المتفنن بالأحكام قد وقعت له نوازل باردة مع هذه الارياح الفاسدة وهو يتألم من أسقامها، ويتوجع من حدوث آلامها، ففهمت من إشاراته القولية: على معرفة أدوية سليمة، وما يقوم بهذا الشيخ وحظه، وما يوافق ذهاب مرضه، إذ لم يف أحد بدواء جليل، ولا من يشفي بمعرفته الغليل، ولا من يحقق هذا المرض ودليله ولا من يقوم بأدوية تنقع عليله.
وقسمها إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، فالمقدمة تحتوى على تقسيم هذا المرض وأحواله، وعلى بيان انتمائه وأسبابه، والفصل الأول يحتوي على معالجة من ابتلي بالنزول، والأدوية التي يذهب معها كل مرض ويزول، والفصل الثاني في علاج أمراضها الحادرة، والفصل الثالث في علاج أمراضها الباردة، والخاتمة تحتوي على مسهلات عجيبة، ومركبات قديمة وجديدة، توجد منها نسختان بخطه، الأولى في 24 ورقة من القطع المتوسط، ناقصة من آخرها، وبعد الورقة العاشرة، والثانية في عشر ورقات ناقصة من أولها ومن آخرها.
سر اللب في الحكمة والطب - نهج فيه منهج داود الانطاكي في «التذكرة» ولعله تلخيص أو بسط وزيادة لما في تأليفه الجواهر النورانية اتسم الجزء الأول منه سنة 1270، وهو يشتمل على عدة اجزاء ويظهر من المقدمة أنه ألفه بتونس عند ما هاجر إليها، ومن العجيب أنه ينقل عن ابن عبد الرفيع التونسي ولم يكن معروفا بالاشتغال في الطب، ولعله اطلع له على كنش في الموضوع أو نحو ذلك.
وهذا الكتاب لم أقف عليه وإنما أفادني بهذه المعلومات عنه الصديق القاضي الفاضل الاستاذ محمد الطيب بسيّس، وهو لم يره كله وإنما اطلع على اوراق من الجزء الأول على ما أفادني به كتابة في 7/ 1982/20 ولعله آخر ما تركه من الآثار إذ أن تاريخ آخر رسائله يقف في سنة 1265.
في الموسيقى:
قانون الاصفياء في علم نغمات الاذكياء، في 29 ورقة من القطع المتوسط، ناقص في آخره لأنه لم يكمله، وهو بخطة وتوجد منه نسخة في مكتبة المتحف العراقي ببغداد على ما أفادني به صديقنا الاستاذ محسن الحبيب الذي اطلع على هذه النسخة هناك عند ما كان طالبا بكلية الآداب بجامعة بغداد، وكتب عنه دراسة مفيدة أذاعتها الاذاعة الجهوية بصفاقس.
أوله: «الحمد لله الذي أنعم على الانسان بأسرار العلم والنطق وزينه بمجالس الصناعة والفصاحة والصدق، ونوره بالتمييز والعقل والبراعة».
اشتمل على مقدمة وعشرة فصول.
المقدمة قال في أولها: «أذكر ما يجب تقديمه في هذا العلم بالصناعة ... جمعته يشمل ما نقص منه وتبددا، وقيدت ما كان من أوابده متشردا».
وقسمت هذا العلم إلى فصول، الفصل الأول أذكر فيه معرفة قواعده، فالقاعدة الأولى يجب فيها معرفة النقرات، وكيفية تأليف الأصوات منها، ولها أصول كالأسباب والاوتاد في العروض.
القاعدة الثانية في معرفة الايقاع هو هنا تنزيل الاصوات بالنغمات على الآلات المعروفة، وطرق الضرب عليها.
والقاعدة الثالثة في معرفة التسمية، ومعرفة البمّ وهو الوتر الأول إذا كان عدد منازله مثلا ستين طاقا فيكون الثالث وهو الوتر الثاني ثلاثة أرباع الأول قدر ثمانية وأربعين طاقا، وأن المثنى وهو الوتر الثالث يكون ثلاثة أرباع المثلث قدر ستة وثلاثين طاقا، وإن الزير وهو الوتر الرابع يكون ثلاثة أرباع المثنى قدر سبعة وعشرين طاقا.
والقاعدة الرابعة في معرفة تفكيك الدوائر التي وضعتها الحكماء، وبيان ما بين المقامات من النسبة واشتقاق النغمات، وذلك كاشتقاق نغمة من نغمة أو نغمتين من نغمة، ونحو ذلك.
والقاعدة الخامسة في معرفة التلحين، وهو الموشحات والاشعار الرائعة إلى نغمة مخصوصة بحركاتها التامة.
الفصل الثالث ذكر أحوال المنشد، ومنافع السماع أيضا، وفي بيان منافع العود.
الفصل الرابع لما كان الحسن والقبح في نظام الكلام والنغمات يستدعي حينئذ الكلام على ماهية الفصاحة والبلاغة وبعض ما يلتحق بهما.
الفصل الخامس ذكر فيه صناعة الموسيقى، وبيان حدودها، وكيفية الضرب على العود وميزانه بالحروف وبيان النغمات.
الفصل السادس ذكر فيه معرفة هيئة العود، وكيفية الضرب على أوتاره بالعلامات الدالة على النقرات والدس عليها طريقة الحكماء.
الفصل السابع ذكر فيه معرفة الصوت الذي تتم به النغمات وتقاسيم حركاته وتعديل الايقاعات إلى غير ذلك.
الفصل الثامن ذكر فيه أن جميع الآلات والايقاعات تختلف كالأزمنة والبلدان.
الفصل التاسع ذكر فيه أحكام الطباع وميزاتها وضوابطها وتفاصيلها وبيان دوائرها، واسمائها اللغوية بالفارسية والعربية والعجمية.
الفصل العاشر في معرفة المطبوع ونغماتها المجردة على الآلات المصطلح عليها في عصره وتركيب فروعها، وما يشتق منها على طريق العلماء من العرب وغيرهم،
والكتاب مزين ببعض الصور كصورة العود ودوائر الأنغام. في صائفة عام 1975 زارني في مكان عملي بالمكتبة العمومية بصفاقس كتبي من بغداد ذكر أنه أخو قاسم الرجب صاحب مكتبة المثنى المشهورة، وكان مصحوبا بالكاتب العام للجنة الثقافية الجهوية، وأعلمني أنه يريد نشر كتاب «قانون الاصفياء» اعتمادا على النسخة الوحيدة الموجودة ببغداد، وطلب مني مده بالمعلومات عن المؤلف، فأعلمته بأن النسخة التي بخط المؤلف موجودة بالمكتبة الوطنية بالعاصمة، وأطلعته اللجنة الثقافية على عدد من مجلة «الفكر» التي نشرت لي ترجمة موجزة له، وأعطيته أوراقا بخطي فيها تفاصيل عن حياته ومؤلفاته وهي الأصل الذي نقلت عنه المسودة، ويبدو أنه لم يرقن ما بمجلة «الفكر» ولا الأوراق، وساورني شك في كفاءته العلمية ولا أدري هل نشر الكتاب أم لا؟ .
رسالة فيما يلزم المنشد من معرفة القواعد الموسيقية، وهي شديدة الشبه بما في آخر الجزء الثالث من كتابه «تلقين المقالات الادبية في معرفة الطريقة القادرية».
في التصوف:
تلقين المقالات الادبية في معرفة الطريقة القادرية، أصل الكتاب في ثلاثة أجزاء الموجود منه الجزء الأول في 286 ورقة من القطع المتوسط، وهو ناقص من أوله وآخره وفي أماكن متعددة من وسطه، وكثير من الأوراق مترهل ولطخ المداد تصعب قراءة ما فيه، وبغالب الاوراق أثر رطوبة.
والجزء الثالث والأخير فيه 14 ورقة وبه نقص بعد الورقة 13، وفي آخره نبذة عن الموسيقى (قارن برسالة فيما يلزم المنشد من معرفة القواعد الموسيقية).
عطر الازهار في مدح أهل الاسرار ومذمات الجهلاء الاغمار، وسماه مرة ثانية «عطر الأخيار» يحتوى على 135 ورقة ناقص من آخره وفي مواضع كثيرة من وسطه، وبعض الأوراق مترهل ومخروم، ألفه بعد كتابه «الجواهر النورانية» و «تلقين المقالات الادبية» جمع فيه مدائحه وتوسلاته بالشيخ عبد القادر الجيلاني واوراده واحزابه وصلواته على النبي صلّى الله عليه وسلم.
وقد حكى في أوله ما لقيه من خصومه وأضداده، وفي آخره دعاء منظوم على جماعة من الحكام والعدول وخطبة الكتاب مكررة في خمس ورقات، ومع ذلك فهو ناقص من أوله وآخره.
في الأدب:
كنش به منتخبات شعرية، وطرائف أدبية، وفيه بعض أشعار من نظمه فرغ منه يوم الاثنين 15 جمادي الأولى 1223 هـ.
في العروض:
حكمة اختصار العروض لمن له بشاشة وحظوظ.
به نقص من آخره، يبدو أنه لم يتم، ويحتوى على 5 ورقات، ومنه قطعة أخرى ناقصة من أولها ومن آخرها في 3 ورقات أوله:
«الحمد لله الذي أحكم السنة العقلاء بالفاظ الشعر وتنويع اتقانه المنظوم».
في المناقب:
مناقب أبي عنبسة خارة بن عنبسة الغافقي، المدفون قرب حصن يونقة (بالقاف المعقدة) البيزنطي غربي صفاقس فرغ منها في أول صفر 1238 في 7 ورقات، اعتمد فيها على تاريخ شيخه مقديش، وفيها زيادات قليلة.
في سر الحرف والاوفاق:
العرف في تصريف الحرف به نقص من أوله وآخره وبعض الأوراق مترهل وبعضها مخزوم، في 14 ورقة.
قطعة من كتاب في سر الحرف ناقصة من أولها ومن آخرها وفي أماكن من وسطها، وببعض الأوراق أثر ترهل ورطوبة بها 55 ورقة من القطع الكبير.
في الفلك:
لولب السيادة لصعود سلم السعادة، وهو شرح لسلم سعادة لمعرفة سمت القبلة وأوقات العبادة تأليف شيخه محمود ابن الشيخ محمود بن سعيد مقديش، ابتدأ تأليفه سنة 1249، منه قطعتان كل واحدة منهما في أربع ورقات من القطع الكبير، ولعله شرع في تأليفه ثم انقطع عنه.
الرسائل:
المنارة الذهبية في الآداب العقلية، رسالة كاتب بها حميدة الشباب (1) من المقربين لدى المشير أحمد باشا باي، وأولاه الخطط النبيهة كالكمرك وغيره، توفي سنة 1263/ 1847.منها نسخة تامة في 17 ورقة من القطع المتوسط، وثلاث نسخ أخرى ناقصة.
رسالة السر في تهنئة أهل البر، وهي في تهنئة الشيخ محمد بن سلامة المفتي المالكي بالحاضرة بزواج انجاله فرغ منها في 15 رجب 1263 منها ثلاث نسخ ناقصة.
الرسالة البشرية في المطالب الحكمية، خاطب بها القاضي الحنفي بالحاضرة الشيخ مصطفى بيرم كتبها يوم الجمعة أواخر جمادى الأولى سنة 1263، في 6 ورقات.
شهد الشهود في بيان مرتبة الشهود منها 8 نسخ كلها ناقصة.
رسالة الارواح ومرجانة السرور والافراح تهدي الانشراح إلى أهل الصلاح، خاطب بها صديقه المنشد الحاج أحمد الاكودي منها نسخة تامة في 7 ورقات ونصف، وثماني نسخ ناقصة.
الجواهر المثمّنة والاشابر المكمنة، كل جوهرة مخصوصة بمخاطبة أحد أصدقائه كالشيخ محمد الباهي ومحمد خلف، وشيخه علي الشريف شيخ الطريقة العيساوية بتودس، منها ثلاث نسخ ناقصة.
شكاية المقهور بالفي إلى الملك الأعلى أحمد باي.
مضمون الرسالة الشكاية من إلزام القائد محمود الجلولي له بأداء خطية باع فيها أثاثه واقترض بالفائدة، وما ناله من الجلد والسجن بأمر القائد وشاوشه سعيد ملاك.
قطعة من رسالة، الغالب على الظن أنها موجهة إلى المشير الأول أحمد باشا باي في بيان مساويء القاضي الشيخ محمد شيخ روحه وأسلافه ومحمد كريشات تابع القاضي، وقائد صفاقس. ناقصة من أولها ولم يستوف كتابتها في ورقة ونصف.
رسالة إلى الوزير صاحب الطابع في بيان مظالم القاضي صفاقس، ومنشأ ثروته واغتصابه مع تابعه العدل الشيخ محمد كريشان لقراريط من أرض بحزق لزوجة الكاتب.
استخلصت معلوماتي عنه من رسائله ومؤلفاته التي هي مسودات لم تبيض يكثر فيها التشطيب والإخراج حتى أن قراءتها تحتاج إلى صبر وعناء يتعبان الناظر ويكدان الخاطر، وقد سبق لي أن نشرت له ترجمة مقتضبة في مجلة «الفكر» ع 6 ديسمبر 1962 ص 55 - 59: واعتمد عليها الزركلي في الأعلام 7/ 184 (ط 5/).
رسالة في الدعاء وآدابه، تشتمل على فضل الدعاء، والاسم الأعظم، وادعية واوراد، ناقصة من آخرها لأن المؤلف لم يكملها على ما يظهر، في 12 ورقة.
مؤلفاته كلها بخط يده موجودة بالمكتبة الوطنية، أصلها من مكتبة الشيخ علي النوري
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثالث - صفحة 99 - للكاتب محمد محفوظ