الشيخ عبد الرؤوف الصبان
قصير القامة، ممتلئ الجسم، حنطي اللون، له عينان صغيرتان يضع عليهما نظارة طبية، كان يرتدي الجبة والعمامة الحجازية في العهد الهاشمي، تم أصبح يرتدي العباءة العربية والعقال بعد عودته إلى المملكة مع من عاد إليها من الحجازيين الذين غادروا البلاد في أعقاب الحرب السعودية الهاشمية.
ولد الشيخ عبد الرؤوف الصبان بمكة المكرمة عام 1316 هجرية وهو هن أسرة الصبان التي كانت طائلة الثراء في ذلك الوقت وكانت تتخصص في تجارة الجلود فتجمعها من جميع أنحاء البلاد وتصدرها إلى عدن بعد دبغها دباغة ابتدائية وكان فريق من آل الصبان يسكنون القاهرة وكانوا يعملون في أعمال المواصلات بالعربات التي تقودها الخيول قبل دخول الترام وانتشار السيارات وكانت معروفة بخطوط الصبان ثم توقفت بعد دخول الوسائل الحديثة في النقل إلى القاهرة.
تلقى الشيخ عبد الرؤوف الصبان تعليمه الابتدائي في مكة المكرمة ثم ابتعثته أسرته إلى مصر فدرس بها وتخرج من دار العلوم وهو يعتبر من أوائل المتعلمين الذين تلقوا دراسة منتظمة خارج البلاد في ذلك العهد، وحينما عاد إلى الحجاز كان ثائرا على ما تحفل به حياة المجتمع إذ ذاك من الخرافات نتيجة التأخر والجمود، وقد أخبرني أنه كان من أصدقاء الشيخ محمد حسين نصيف وكان يقضي الأماسي في مجلسه بدار نصيف وكان هو والشيخ محمد حسين نصيف يتعرضون للمواكب الخاصة بمشايخ الطرق ومريديهم فيسفهون آراءهم ويحصبونهم بالحجارة وكان هذا في أواخر العهد العثماني ثم في العهد الهاشمي لأن العهد السعودي قضى على كل هذه البدع والخرافات من اليوم الأول لتسلمه زمام الأمور وإني لأذكر أنه كان في محلة المظلوم قرب سوق الجامع زاوية السيد البدوي وكانت تعلق فيها مسبحة من الخشب كبيرة، حجم حباتها مثل حجم البيضة وكان يدعي أنها السبحة التي كان يستعملها السيد البدوي للذكر، كما كان هناك جبة خضراء وعمامة عظيمة وغيرها وكنت وأنا صغير السن أتسلق الشباك لأرى المسبحة والعمامة وكان عقلي الصغير لا يسلم بصحة ما أرى لأن المبالغة فيها والتهويل واضحان بجلاء.
كما كان في حارة المظلوم زاوية أخرى للطريقة القادرية، وفي حارة الشام زاوية للطريقة الجيلانية وفي العيدروس قريبا من مستشفى جدة الحكومي العام زاوية العيدروس، وكانت الزوايا كثيرة والطرق عديدة وكانت لهم احتفالات كثيرة ومتعددة فهم يحتفلون مثلا بالمواسم التي اعتاد الناس الاحتفال بها في ذلك الزمان مثل ليلة النصف من شعبان وليلة القدر وغيرها وغيرها علاوة على أيام خاصة بالطرق نفسها وكانت لهذه الاحتفالات شنة ورنة تذبح فيها الذبائح وتمد فيها موائد الطعام الكثيرة وتوزع فيها الحلوى ويمارس فيها شيخ الطريقة وأتباعه أسلوب طريقتهم وتتخللها الأغاني التي ينشدها المنشدون وتسير فيها مواكب كبيرة يتقدمها شيخ الطريقة وأتباعه ويشترك فيها الدهماء والأطفال وهم يغنون ما يعتبرونه ذكرا وفي مثل هذه التجمعات قد يحدث من المساوئ ما يبرأ منه الذكر الصحيح وما لا يرضاه الخلق القويم وهي في جملتها من البدع السيئة التي نحمد الله تعالى على تخلص البلاد منها فهي منافية للدين ومضيعة للمال والوقت وملهية للناس عن الصالح من الأعمال.
الهجرة من الحجاز
نعود بعد هذا الاستطراد عن الطرق ومشايخها وأساليبها إلى الشيخ عبد الرؤوف الصبان فنقول أنه كان من أصدقاء الشيخ محمد نصيف وجلسائه فهو سلفي بحكم ثقافته المستنيرة وصفاء عقيدته كما كان أحد الأعضاء البارزين في الحزب الوطني الذي طالب الحسين بالتنازل عن العرش والذي مارس نشاطه في الفترة الأولى لولاية الشريف علي بن الحسين عرش الحجاز، ولكنه لأمر ما انضم إلى قافلة الرجال الذين هاجروا من الحجاز في نهاية العهد الهاشمي، وقد علمت منه أنه سافر إلى مصر وإلى العراق، وكان في العراق يعمل سكرتيرا خاصا للملك علي بن الحسين وقد روى لي رحمه الله قصة طريفة عن الملك علي وابنه الأمير عبد الاله، قال كان الأمير عبد الاله يدرس في انجلترا ورغب في العودة إلى العراق فاستأذن أباه فلم يأذن له فلم يكن منه إلا أنه استقل الطائرة وعاد إلى بغداد ولم يعجب الملك على تصرف ابنه الشاب فأوعز إلى الشيخ عبد الرؤوف أن يلومه ويعاتبه قال الشيخ عبد الرؤوف للملك علي، إنني سأعاتبه على مخالفة أوامرك له، ولكني لا أملك إلا أن أقدر فيه إصراره على تحقيق ما يريد وهكذا كان، كما علمت من الشيخ عبد الرؤوف رحمه الله أنه كان صديقا للمرحوم الشيخ إبراهيم بن معمر وكان ابن معمر وعبد الرؤوف يقيمان في مصر بغرض الدعاية الإعلامية وكان الشيخ إبراهيم بن معمر يعمل في خدمة المرحوم الملك عبد العزيز بينما كان الشيخ عبد الرؤوف في خدمة اللك علي بن الحسين، قال لي الشيخ عبد الرؤوف كنا صديقين إلا فيما يتعلق بالعمل السياسي فقد كنا ضدين ولم يكن الواحد منا يسمح للآخر بالاطلاع على عمل الثاني بحال من الأحوال رحمهما الله جميعا.
العودة إلى الوطن
وحينما أصدر الملك عبد العزيز رحمه الله في عام 1354 هـ نداءه إلى المهاجرين بالعودة إلى بلادهم والعمل لإنهاضها كان الشيخ عبد الرؤوف من أوائل الرجال الذين استجابوا لهذا النداء وعاد إلى الملكة وكتب في جريدة صوت الحجاز يعلن استجابته لهذا النداء ويقدم ولاءه وإخلاصه وقد عينه جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله عضوا في مجلس الشورى فكان من أبرز الأعضاء العاملين في المجلس وبعد وفاة المرحوم السيد عبد الوهاب نائب الحرم - والد الأستاذ أحمد عبد الوهاب رئيس التشريفات الملكية عين محله مديرا عاما للأوقاف بمكة المكرمة ثم عين أمينا للعاصمة وبعد عودته إلى الحجاز توثقت صلته بصاحب السمو الملكي الأمير فيصل النائب العام - جلالة الملك فيصل فيما بعد - ومما أذكره عن هذه الصلة إنني حينما أصدرت قصة البعث وهي أول مؤلف لي في الستينات أهديت الشيخ عبد الرؤوف رحمه الله نسخة من هذه القصة وفوجئت بعد أيام بخطاب كريم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد العزيز يقول فيه إنني اطلعت على قصتكم - البعث – وإنني أتمنى لكم النجاح في أعمالكم الأدبية، ولم أكن قد قدمت الكتاب لسموه فلقد كنت أخشى أن يكون فيه ما لا يعجب بعض الناس لأن القصة كانت وصفا للحاضر بما فيه من نقص وتطلعا إلى المستقبل المرجو بما فيه من خير، وذهبت إلى دار المرحوم الشيخ محمد سرور فوجدت الشيخ عبد الرؤوف هناك وأطلعته على الكتاب وقلت إنني لا أعرف كيف وصل الكتاب إلى سموه وإنني محرج لأنني لم أقدمه لسموه شخصيا أو أبعثه إليه ولكني سعيد بأن الكتاب قد مر بسلام فضحك وقال إنني بعد أن قرأت القصة قدمتها لسموه وألححت عليه أن يقرأها وإنني لسعيد أن يكون سموه قد فعل وكتب إليك مهنئا بها، وإن هذه اللفتات الكريمة من هؤلاء الرجال إنما تدل على علو نفس، وأصالة طبع وكرم أخلاق.
ولقد كان الشيخ عبد الرؤوف رحمه الله دائم التشجيع لي في أعمالي الأدبية وأذكر أن المرحوم الشيخ محمد سرور الصبان أقام حفلة في موسم الحج في الستينات لمجموعة كبيرة من كبار الحجاج المصريين وعلمنا أنه ستلقى فيها بعض الخطب فطلب مني رحمه الله أن أعد شيئا لإلقائه في الحفل ردا على ما سيلقى من كلمات فنظمت على عجل قصيدة كان مطلعها.
هذا الحجاز وهذه مصر … جمعا فكان الماء والزهر
ولا أذكر الآن بقية القصيدة فقد فقدت ضمن ما لقد من شعري وألقيتها بعد أن انتهى الضيوف من إلقاء كلماتهم وكان الشيخ عبد الرؤوف حاضرا فكان أول المهنئين لي وقال لقد سددت خانة كان لابد وأن تسد فلم يكن من اللائق أن يخطب الخطباء فلا يجدون من يرد التحية بمثلها من قبلنا. وحينما رجعت في اليوم التالي إلى القصيدة وجدت فيها خطأ لغويا لم أتنبه إليه حينما نظمتها بتلك الصورة المستعجلة، وقلت للشيخ عبد الرؤوف إن القصيدة التي هنأتني عليها كان فيها خطأ لا أغفره لنفسي قال لقد أدركت هذا الخطأ وأنت تلقيها ولكني أؤكد لك أن أحدا لم يلتفت إليه وأضاف إن مثل هذه الأخطاء تغفر في هذه المناسبات على شرط تدارك الخطأ وتصحيحه، وهكذا كان الشيخ عبد الرؤوف رحمه الله رجلا واسع الأفق نير الذهن وكنت أعجب به كرجل فكر فكر تمرس بأمور الحياة وخاض لججها محتفظا بقوة شخصيته وصفاء ذهنه وكان هو يتنبأ لي بمستقبل طيب، وأذكر أنني حينما بدأت عمل التجاري لم يكن راضيا من تحولي إلى التجارة وقال لي إنني أعرف إنك ستحقق نجاحا عظميا ولكني أريد لك أن تكون محمد علي مغربي الكاتب والشاعر ومع ذلك فحينما أسندت إليه أمانة العاصمة كلفني بأعمال كثيرة للأمانة كان في حاجة إليها على وجه السرعة كما كلفني بأعمال أخرى للأوقاف العامة ولم يبخل بتشجيعه وإعلان رأيه الطيب في كل مناسبة رحمه الله.
إدخال الميكروفونات إلى المسجد الحرام
ولعل من أهم ما تميز به عهد الشيخ عبد الرؤوف رحمه الله في الوظائف الحكومية، أنه كان أول من أدخل الميكروفونات إلى المسجد الحرام وكان التبليغ سواء للأذان أو للتلاوة من الإمام إنما تعتمد على أصوات المؤذنين والإمام وكانوا يُختارون من ذوي الأصوات الحسنة والقوية في آن واحد وكان المؤذنون يرتقون المنائر العالية المشيدة في أطراف الحرم وحينما بدأت الإذاعة السعودية في البث بعد الحرب العالمية الثانية اتصل بي الشيخ عبد الرؤوف رحمه الله وقال لي إننا سندخل الميكروفونات إلى الحرم الشريف لنقل الأذان وإننا نحتاج إلى مولدات كهربائية ذات تيار معين فسألته عن التفاصيل المطلوبة فقال إن المهندس المختص بجواري وهو الذي سيخبرك بذلك وتحدث إلى مهندس مصري لعل اسمه أبو بكر ولا أذكر بقية الاسم فأخبرني بالمطلوب وأضاف أننا لم نجد هذه المولدات في المملكة وحينما رفعنا الأمر للشيخ عبد الرؤوف قال إنك تستطيع إيجادها قلت أرجو ذلك، وكان وجود المولدات الكهربائية قليلا ونادرا في تلك الأيام وكان الشيخ عبد الرؤوف يتعجل الأمر وقد وفقني الله تعالى إلى تحقيق طلبته فقد علمت أن شركة جلاتلى هنكى في جدة وهي شركة انجليزية ضخمة اشتراها فيما بعد صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل وحولها إلى شركة سعودية باسم المؤسسة العربية للملاحة، أقول علمت إن هذه الشركة الإنجليزية استوردت كمية من المعدات من مخلفات الحرب فذهبت إلى هناك ولحسن الحظ وجدت المرحوم الشيخ أحمد عشماوي مؤسس شركة - الأسواق السعودية فيما بعد - وكان مدير المبيعات في شركة جلاتلى هنكى في ذلك الوقت وأخبرته بحاجتنا إلى هذه المولدات فقال لي إننا لا نعرف إن كان الموجود لدينا ضمن هذه المخلفات تتوفر فيه المواصفات المطلوبة فاستعنت بمهندس آخر وأخذنا نبحث بين هذه المخلفات حتى وجدنا مولدين جديدين بالتيار المطلوب وأخبرت الشيخ عبد الرؤوف أن المولدات موجودة وطلبت منه أن يبعث إلي مهندسا من قبله لفحصها واستلامها وهكذا كان ونقلت المولدات إلى مكة وما هي إلا أيام قليلة حتى سمعنا صوت الأذان ينطلق من المسجد الحرام من خلال الميكروفونات مما جعل إدارة الحرم تتوسع في المشروع فيما بعد فأعفى المؤذنون من صعود السلالم الكثيرة الدرجات في المآذن خمس مرات في اليوم.
تسقيف المسعى
ولكن أهم إنجاز قام به الشيخ عبد الرؤوف رحمه الله حينما أسندت إليه أمانة العاصمة أنه قام لأول مرة في التاريخ بتسقيف المسعى، ولعل الكثيرين من الناس لا يزالون يذكرون أن المسعى كان سوقا تجاريا من أهم أسواق مكة المكرمة تقوم على جانبيه الدكاكين التجارية بمختلف أنواعها وترتفع فيه العمائر الشاهقة على جانبي الشارع ابتداء من الصفا وحتى المروة وكانت دكاكين الصرافين والحلاقين وبائعي المشروبات وأصحاب المتاجر المختلفة تنتشر على جانبي الشارع كما كانت أهم عمارات مكة المكرمة في ناحية الصفا بل وأغلاها وأعلاها، وكان الساعون بين الصفا والمروة يؤدون نسكهم في وسط هذه الأسواق وضجيجها مما يضطر المرء إلى الشعور بالخروج عن حالة النسك والعبادة إلى ضجيج الحياة وزحامها وكانت المسعى إلى ذلك في بعض أجزائها مكشوفة تخترقها الشمس فكان الناس يتحاشون السعي في أوقات الحرارة ويؤدون نسكهم بعد صلاة الفجر أو بعد صلاة العصر أو في الليل في أوقات الصيف وكان القسم الآخر مسقوفا بسقف من الخشب كئيب المنظر إن حمى من حر الشمس فهو لا يحمي من المطر في الشتاء وإنني لأذكر أنني اجتمعت بأحد كبار تجار الكويت الذي قدم حاجا في تلك الأيام فقال لي إن المسعى باقية على حالها منذ مئات السنين ألا تفكرون في إدخال شيء من التغيير عليها قلت إن هذا موضع نسك فكيف تريدنا أن نغيره؟ قال وهل من النسك أن يكون موضعه سوقا للبيع والشراء؟ والواقع أن كل عاقل كان يتمنى للمسعى أن يكون مصانا وقد أذن الله بذلك فيما بعد حينما تمت توسعة المسجد الحرام وأدخلت المسعى ضمن نطاق الحرم فتخلصت من السوق وضجيجه وغوغائه، أما دور الشيخ عبد الرؤوف رحمه الله فقد كان قبل هذه التوسعة بسنوات طويلة وقد بدأ هذا الدور بقيام الحكومة ممثلة في شخص وزير المالية الأسبق الشيخ عبد الله السليمان برصف شارع المسعى وكان شارعا ترابيا غير مبلط ومما أذكره عن هذا الرصف أن المهندس المصري الذي كان يشرف عليه وكان اسمه بهجت سليمان أعاد الرصف مرات في المنطقة التي تصل بين شارع القشاشية وأجياد جهة باب علي وما حولها وكل ما تم الرصف أو أوشك جاء السيل من أعلى مكة مخترقا شارع القشاشية فأزال الرصف في طريقه إلى أسفل مكة وأخيرا تم الرصف والحمد لله. هنالك تحرك الشيخ عبد الرؤوف فتقدم إلى المسؤولين بإكمال تجميل المسعى وذلك بإزالة السقف القديم المتآكل الكئيب المنظر بسقف جميل حديث وهكذا تم له ما أراد وأسند المشروع إلى شركة عرين التي أسسها الأستاذ كمال أدهم والتي كان يديرها مهندس مصري ضابط اسمه إبراهيم عويس وقامت الشركة المذكورة في عهد الشيخ عبد الرؤوف بإزالة السقف القديم وتركيب سقف حديث جميل مرتفع قائم على أعمدة حديدية وكان هذا السقف مع الرصف أول تحسين أدخل عل شارع المسعى في التاريخ إن صح هذا التعبير إلى أن تم العمل العظيم الكامل بإدخال المسعى نفسه كاملا في الحرم كما هو بوضعه الحاضر مما أتاح للحجاج والمعتمرين أداء نسكهم في جو صاف هادئ لا تعكره ضوضاء الشارع ولا أصوات الباعة والمشترين.
عضو مجلس إدارة الشركة العربية للسيارات
هذا وقد انتخب الشيخ عبد الرؤوف عضوا في مجلس إدارة الشركة العربية للسيارات لفترة من الوقت ثم سافر إلى مصر في السبعينات بعد أن تقاعد عن العمل وأقام بها بضع سنين ثم انتقل إلى لبنان وقد توفي رحمه الله بعد مرض قصير يرحمه الله فلقد كان من أعلام الرجال.
أعلام الحجاز، تأليف محمد علي مغربي الجزء الأول – ص 322 - 331.