محمد عبد الصمد فدا
متوسط القامة معتدل الجسم أسمر اللون له لحية خفيفة يضع نظارة على عينيه ويرتدي العباءة والعقال.
ولد الأستاذ محمد فدا بمكة المكرمة عام 1343 هجرية وتلقى تعليمه في مدارس الفلاح بمكة المكرمة ثم ابتعث إلى مصر والتحق بكلية الشريعة بجامعة الأزهر متخصصا في القضاء وعاد منها إلى الحجاز عام 1370 للهجرة وعين عقب تخرجه قاضيا بمدينة رابغ إلا أنه كان يرغب العمل في سلك التعليم فاعتذر عن قبول الوظيفة التي أسندت إليه ومن ثم عين مدرسا بالمعهد العلمي السعودي أوائل عام 1371 هـ وحينما ظهرت مواهبه في التدريس عين في 1/ 11/ 72 هـ مديرا للمدرسة الرحمانية الثانوية وانتقل في 1/ 2/ 76 هـ إلى المدرسة العزيزية الثانوية مديرا لها ثم عين مستشارا بمكتب المستشارية لوزارة المعارف في 1/ 11/ 77 هـ إلى 1/ 5/ 78 هـ حيث اختير مديرا للمدرسة النموذجية بالطائف التي تحولت فيما بعد إلى مدرسة الثغر النموذجية بجدة.
المدرسة النموذجية بالطائف
قام المرحوم إبراهيم أدهم وهو والد سعادة الأستاذ كمال أدهم بإنشاء المدرسة النموذجية بالطائف لغرض نبيل فقد أسست المدرسة في البداية لتكون مدرسة للأمراء وقام المرحوم إبراهيم أدهم باحتضان التلاميذ اليتامى في المدرسة المذكورة، لإيوائهم وتعليمهم وسرعان ما أصبح عدد هؤلاء التلاميذ اليتامى كبيرا وأصبحت العناية بالمدرسة المذكورة ضرورة حتمية فشملها برعايته صاحب السمو الملكي الأمير فيصل النائب العام لجلالة الملك - جلالة الملك فيصل فيما بعد - وحولها إلى مدرسة نموذجية ومن ثم اختير الأستاذ محمد عبد الصمد فدا رحمه الله مديرا لها لما عرف عنه من القدرة الإدارية الفائقة وقوة الشخصية إلى جانب مؤهلاته العلمية وخبرته السابقة في التعليم حوالى الثمانية أعوام ومنذ تولي الأستاذ محمد فدا إدارة المدرسة النموذجية بالطائف استطاع أن يكتسب ثقة جلالة الملك فيصل رحمه الله فاتخذ بتأييد من جلالته الإجراءات التي تكفل لهذه المدرسة أن تكون نموذجية فعلا لا اسما وقد رؤي أن تنتقل المدرسة إلى مدينة جدة ليكون الانتفاع بها شاملا لا يقتصر على سكان مدينة الطائف وحدها ولقد بدأت المدرسة النموذجية بالطائف تكتسب سمعتها الأولى فانتقل إليها بعض أبناء كبار رجالات مكة وخاصة من موظفي الدولة وحينما تم بناء المدرسة بجدة وإعدادها انتقلت المدرسة النموذجية إليها بكامل طلبتها وخصصت لها ميزانية ضخمة في كل عام وأطلق عليها اسم (مدرسة الثغر النموذجية).
وفي هذه الفترة عرفت المرحوم الأستاذ محمد فدا إداريا قديرا ومربيا عظيما ورجلا قوي الشخصية لا يتهاون في تطبيق أنظمة المدرسة إزاء صغير أو كبير فالطالب الذي يسقط في سنة من السنوات ولا ينجح في الملحق لا بقاء له بين صفوف طلاب الثغر وإنما ينتقل إلى مدرسة أخرى، والدراسة في المدرسة علمية في مرحلة التوجيهية فالطالب الذي لا يتفوق في المواد العلمية أو الذي لا يميل إليها لا بقاء له في المدرسة ولو كان متفوقا في المواد الأدبية ولن يشفع له قط أن يكون ابن أمير أو كبير ولن يشفع له كذلك أن يكون أبوه صديقا حميما لمحمد فدا بالذات، ولعله كان أشد ما يكون صرامة مع الطلاب من أبناء أصدقائه وذوي قرباه وعلامات الطالب تراقب في الاختبارات الشهرية وترسل نتائجها إلى آباء الطلاب وكنا نترقب هذه العلامات في كل شهر بقلوب واجفة خشية أن يكون أحد الأبناء مقصرا في بعض الدروس والويل لمن تأتي الشهادة الشهرية وفيها علامة حمراء فمعنى هذا أن الخطر على الأبواب.
وتحل المصيبة العظمى إذا أساء الطلاب أحدهم أو بعضهم سلوكه في المدرسة ولم يعترفوا بما اقترفوا ويدلوا على الفاعل هنالك ينتقل الأمر إلى آباء الطلاب وأولياء أمورهم وهناك ترسل الخطابات إلى هؤلاء الآباء بطلب الحضور وكنا نعرف أن المقابلة ستكون عاصفة وإننا لا نملك فيها إلا التسليم بما يرتئيه الأستاذ فدا، وبهذه الوسائل كان البيت مرتبطا بالمدرسة أشد ارتباط وكان الآباء والأمهات على علم تام بأحوال أبنائهم الدراسية بل وبسلوكهم وأخلاقياتهم، وهكذا كان الأستاذ محمد فدا شخصية يحسب حسابها الجميع ويحبها الجميع أشد الحب، لأنهم يضعون بين يديه مستقبل أبنائهم ويعرفون أن هؤلاء الأبناء في يد أمينة كريمة.
ولتكتمل الصورة لدى القارئ عن هذه المدرسة أو المؤسسة العظيمة (مدارس الثغر النموذجية) لا بد أن نذكر أن المدرسة تضم قسما داخليا تهيئ فيه للطلاب كل وسائل الراحة من المأكل والمضجع والتطبيب إلى مختلف النشاطات الرياضية التي تحفل بها برامج هذه المدارس وكذلك البرامج الاجتماعية والفنية وكان الاختيار لكل العاملين في هذه المدارس من مدرسين وعاملين في مختلف أعمال المدرسة وشؤونها يتم على أسس مؤهلات علمية وخبرات سابقة وكان الأستاذ محمد فدا يشرف على الكبيرة والصغيرة في شؤون هذه المدارس مواصلا الليل بالنهار في تقصي هذه الأمور لضمان سيرها على الوجه المطلوب وكانت الحفلة السنوية التي تقيمها المدرسة والتي تعرض فيها نشاطات الطلاب يتخللها بعض البرامج التمثيلية الناجحة يدعى لها آباء الطلاب بل والأمراء والوزراء ويحضرها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ولي العهد - ولم ينقطع عن حضورها إلا بعد أن ولي العرش وأصبح وقته كله مشغولا بشؤون الدولة، نقول إن هذا الحفل السنوي كان أشبه بمظاهرة ثقافية يحرص الجميع على حضورها في كل عام.
وليس سرا أن مدارس الثغر النموذجية سبقت جميع المدارس إلى تقديم الوجبة الغذائية التي كانت إجبارية على جميع الطلاب والتي كانت غنية بأصناف الطعام ولقد سألت الأستاذ فدا رحمه الله لم لا تكون هذه الوجبة اختيارية؟ فقال حتى لا يشعر الطلاب الذين يحتاجون إليها بالفارق بينهم وبين زملائهم الذين يجدون مثلها في بيوتهم في كل يوم وليست هذه بأولى ملاحظات الأستاذ فدا بل ومحافظاته على شعور أبنائه من الطلاب وغرس روح المساواة بينهم، كما كانت مدارس الثغر أول مدرسة فما أعلم توحد زي الطلاب وهو إلزامي فيها، ولقد كان الأستاذ فدا يعرف قدرات طلابه ويرعاهم الرعاية الكاملة.
حدثني مرة أنه يعرف طالبين من أنجب الطلاب في مكة المكرمة وكان يترقب لهما مستقبلا زاهرا إذا أتما دراستهما وكان يرغب أن ينقلهما إلى مدارس الثغر توطئة لابتعاثهما إلى الخارج ولكن والد الطالبين كان يعارض حتى في مجرد انتقالهما إلى جدة فضلا عن السفر إلى أمريكا وأوربا فما زال به حتى أقنعه وانتقل الطالبان فعلا إلى مدارس الثغر بجدة ولقد صحت نبوءة الأستاذ فدا رحمه الله حينما عاد أحد الطالبين مهندسا عظيما من الولايات المتحدة ولم يمض طويل وقت حتى أسند إليه منصب رئيسي في مجال عمله، بل أستطيع أن أقول أن معظم من عرفت من طلاب الثغر هم من أصحاب المكانة المرموقة فمنهم من أكمل الدراسة الجامعية إلى أقصى مراحلها وأصبحوا من الأساتذة المعروفين في الجامعات ومنهم من برز في ميدان الهندسة أو في الأعمال التجارية، والجميع يذكرون أستاذهم محمد فدا بالإكبار والحب ولعلي لا أفشى سرا حينما أقول أن أبنائي وقد قرأوا ما أكتبه عن أعلام القرن الرابع عشر سألوني لماذا لا أكتب عن أستاذنا محمد فدا؟ ولقد أكبرت فيهم هذا الوفاء لأستاذهم العظيم ولم أكن له ناسيا فهو علم من أعلام هذه البلاد في مجاله يرحمه الله.
عضو جامعة الملك عبد العزيز
وفي رحاب مدرسة الثغر ولدت فكرة جامعة الملك عبد العزيز أو على الأصح ولدت الترتيبات الخاصة بها وكان المرحوم محمد فدا في رحلة في الخارج حينما ظهرت الفكرة ودعى الناس للاجتماع لانتخاب الهيئة التأسيسية للجامعة وكان المطلوب من الراغبين في عضوية هذه الهيئة ترشيح أنفسهم لها ولما كان الأستاذ محمد فدا غائبا عن البلاد فقد ارتأت الهيئة التي تشرف على فكرة الجامعة أن يكون الأستاذ فدا من ضمن المرشحين لهذه العضوية فأعلن المرحوم السيد أحمد شطا اسمه كأحد المرشحين الذين لم يستطيعوا ترشيح أنفسهم لغيابهم وقد نال في هذا الانتخاب الكثير من الأصوات لما يتمتع به من سمعة طيبة ومقام ملحوظ، ولقد اختارت الهيئة التأسيسية للجامعة مدرسة الثغر مقرا لاجتماعاتها الأسبوعية والتي كانت حافلة بالجهود الكبيرة للتأسيس ولم تنقل منها إلا بعد أن تسلمت مباني الجامعة التي قدمها لها المرحوم الشيخ عبد الله السليمان وتم إصلاح المبنى الأول فيها وهكذا ساهمت مدارس الثغر في احتضان فكرة الجامعة التي هي مفخرة من مفاخر مدينة جدة ومعلم من أكبر معالم النهضة في البلاد كما أن الحفل الذي نظم لجمع التبرعات للجامعة أقيم كذلك في مسرح مدرسة الثغر بجدة وحضره جلالة المغفور له الملك فيصل وتدفقت التبرعات السخية للجامعة في ذلك الحفل الكبير.
هذا وقد تفضل الأخ الأستاذ محمد سعيد طيب بزيارتي قبيل طبع هذا الكتاب وقدم لي قصاصات كان يحتفظ بها مما نشرته الصحف بعد وفاة المرحوم الصديق الأستاذ محمد فدا مدير مدارس الثغر النموذجية وتحدث إلي بمعلوماته عن الأستاذ فدا رحمه الله الذي كانت تربطه به زمالة الصداقة والعمل منذ فجر شبابه الباكر ولقد كنت حريصا دائما على إضافة معلومات الإِخوان الكرام إلى ما أكتبه في تراجم أعلام الحجاز وكنت ألجأ إلى أهليهم وأصدقائهم مستمدا ما لديهم من هذه المعلومات التي قد يكون بعضها بعيدا عني، وحسنا فعل الأستاذ محمد سعيد طيب لأنه أتاح لي الاطلاع على أشياء جديدة كان من الواجب أن تضاف إلى ما كتبته عنه.
محمد فدا الشاعر
إن أهم ما لفت نظري فيما قدمه الأستاذ محمد سعيد طيب عن المرحوم الأستاذ محمد فدا أنه كان شاعرا مشرق الديباجة رائع المعاني والكلمات ولقد أورد المرحوم الأستاذ فؤاد شاكر بعض قصائده التي نظمها وألقاها في مناسبات معينه ذلك أن صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل زار دار البعثات السعودية في مصر فاحتفل به الطلاب وكان محمد فدا أحد أعضاء البعثة فرحب بسموه بقصيدة شعرية ثم دعا سموه أعضاء البعثة في رحلة ترفيهية إلى القناطر الخيرية فألقى محمد فدا كذلك قصيدة في هذه الرحلة وإنني أورد هنا بعضا من أبيات هذه القصائد التي أوردها المرحوم الأستاذ فؤاد شاكر الذي كان مشاركا في هذه الحفلات:
يقول في وصف مرابع القناطر الخيرية:
مشهد الحسن والخفر … فتنة الماء والزهر
معهد الفن والهوى … متعة الروح والبصر
يسعد العاشقون في … جوها الحالم العطر
ويخاطب الأمير الشاعر قائلا:
شاكر الحسن قف تز … ود لأيامك الأخر
واندفق يا فؤاد الشعر … نشوان وابتكر
واقتبس للقصيد من … رائد الفن والشعر
ومنها:
شاعر انت عندما … اخترت ذا الربع النضر
ومثال لفيصل … في طباع له غرر
والسؤال الذي ورد على ذهني بعد قراءة ما أورده الأستاذ فؤاد شاكر هو أين ذهب شعر الأستاذ فدا؟ فمن المؤكد أن له قصائد أخرى كثيرة أو قليلة وقد عرف الناس محمد فدا خطيبا مفوها يعتلي المنبر فيرتجل من الكلام أحسنه غير مستعين بورقة مكتوبة أو بإعداد سابق - سوى الإعداد الذهني - إذا صح هذا التعبير كما أني علمت أنه كان لا يستسيغ الخطابة التي تعتمد على الأوراق المكتوبة أما اللحن اللغوي أو النحوي فإنه ينفر منه نفورا شديدا بل ويزدريه وكل هذا الذي ذكرته إنما يدل على أصالة الحاسة الأدبية وتمكنها وكل هذا يجعل ممارسة الشعر أمرا سهلا لمن توفرت له هذه الصفات ولئن استطاع الأستاذ محمد فدا أن يبعد الأنظار عنه كشاعر فلن يستطيع فيما أرى ألا يمارس نظم الشعر أو التدفق به في بعض المواقف لأن تجربتي في الشعر أنه يملي على الشاعر ما يقول وفي الوقت الذي تتجلى فيه الدوافع التي لا يملك الشاعر لها مقاومة أو دفعا.
ولهذا فإن للشاعر محمد فدا أو يجب أن يكون له قصائد قليلة أو كثيرة ضمن محفوظاته وإن كان لم يظهرها للناس ولابد أن تكون كريماته وهن المثقفات يعلمن عن هذا الأمر فلا أقل من إظهار هذه الآثار للنشر لتكون الصورة عن محمد فدا الشاعر مجلوة إلى جانب الجوانب الأخرى لهذه الشخصية الكريمة والعظيمة الصفات.
مرضه ووفاته
في أحد اجتماعاتي بالأستاذ فدا بعد أن توثقت أواصر الصداقة بيني وبينه قال لي: إنني اقرأ ما تكتبه عن رحلاتك في الخارج وأود لو رافقتك في بعض هذه الرحلات فإنني أزور انكلترا ولكني لا أعرف شيئا عن معالمها السياحية فحركتي محدودة بين الطبيب والسفارة ومنازل بعض الأصدقاء إلى جانب جولات في شارع أكسفورد (استريت) الذي أنزل في أحد فنادقه بعد العشاء، قلت إنني مسافر هذا الصيف ورحلتي فيه تشمل مدنا في أواسط أوروبا وشمالها وإنه ليسعدني كثيرا أن تكون رفيقي في هذه الرحلة وتواعدنا على الاجتماع في لندن وحضر رحمه الله في الموعد الذي عينه ونظمنا برنامج الرحلة بحيث نزور الدانمرك وألمانيا وسويسرا معا وقبل سفرنا من لندن بثلاثة أيام حضر المرحوم الصديق الشيخ محمود عطار وكان معنا في لندن وقال لي أبلغ الأستاذ فدا أن الطبيب فلان يريد أن يراه فقد علم مني عرضا أنه هنا في لندن وهو يصر على ذلك وأبلغت الأستاذ فدا ما سمعت فوجم فألححت عليه أن يذهب طالما أن الأمر يتعلق بصحته فوافق وفي اليوم التالي قال لي وفي صوته رنة حزينة لا تنتظرني فإني سأطيل القام هنا حسب نصيحة الطبيب وكنت أعلم عن مرضه فطمأنته وأعطيته أسماء الفنادق التي سأنزل بها وقلت له إنني سأتصل به فما بعد ومن مدينة ميونيخ بألمانيا اتصلت به وقلت له إنني سأكون موجودا في جنيف بعد ثلاثة أيام قال وستجدني هناك وفي فندق مجاور للفندق الذي تنزل فيه وفي الموعد المعين حضر وكان بادي الانشراح منبسط الأسارير وقضينا بضعة أيام في سويسرا نزور معالمها كما نظمنا رحلة بالسيارة تشمل كثيرا من المدن السويسرية وتخترق بعض المدن الفرنسية وتناولنا الغداء في مدينة لوزان وخلال جلسة الغداء أدهشني الأستاذ فدا بمحفوظاته من الشعر وقد أسمعني قصائد قديمة من الشعر الغزلي نشرت لي في الخمسينات فأدركت أن للرجل ذوقا أدبيا إلى جانب شخصيته الحازمة في التربية والتعليم، ثم اقترب موعد عودتنا إلى الملكة فافترقنا على أمل أن نجتمع مرة أخرى في الصيف القادم وقد صمت فجأة ثم قال يبدو لي أنه ليس في عمري بقية لرحلة أخرى إنني اقترب من النهاية قلت اتق الله يا رجل فإِنك في خير حال وفي الصيف التالي قال إنني قررت الذهاب هذه المرة إلى أمريكا فإِني لم أزرها من قبل فتمنيت له كل خير وقلت له إن الطب هناك متقدم كثيرا عنه في انكلترا التي تزورها دائما لهذه الغاية.
وسافر إلى أمريكا وما لبثنا أن علمنا أنه أدخل المستشفى ثم اشتد عليه المرض فكان هناك يتنفس في خيمة من الأوكسيجين وأن صحته تتداعى ومع ذلك فقد أصر على أن تعود زوجته وبناته إلى جدة للالتحاق بمدارسهن حيت كان موعد افتتاح المدارس قد أزف وفي مساء الخميس 11/ 7/ 1385 هـ أسلم الروح بمدينة واشنطن في أمريكا ونقل جثمانه بالطائرة حيث دفن بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة مساء الثلاثاء 16/ 7/ 1385 هـ في مشهد مهيب اشترك فيه أصدقاؤه وطلابه رحمه الله فلقد كان مربيا قديرا وأستاذا عظيما تغمده الله برحماته وأحسن جزاءه في جنات الخلود.
أعلام الحجاز، تأليف محمد علي مغربي الجزء الأول – ص 295 - 304.