محمد إبراهيم بن محمد عبدالله بن نور محمد الكتبي الشريف الحسني الطالبي ، أحد علماء بلاد الحرمين وأعيانه .
نسبه
هوالعلاّمة المُحدِّث الشريف محمّد إبراهيم الكُتبيّ بن محمّد عبدالله الحَسَنيّ بن نور محمّد بن عيسى بن عليّ بن الحَسَن بن محمّد بن الشريف عبدالله الداخل بن محمّد بن موسى بن إبراهيم بن عبدالله بن محمّد بن عيسى بن عليّ بن الحَسَن بن أحمد بن محمّد بن عبدالله بن محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أحمد بن عليّ بن صائم بن إبراهيم بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن عبدالله بن إسماعيل بن سليمان بن موسى بن عبدالله أبي الكِرام بن داود بن أحمد المِسْوَر بن عبد الله الشّيخ الصّالح بن موسى الجَوْن بن عبد الله المحض بن الحَسَن المُثنّى بن الحَسن بن علي بن أبي طالب عليهما السّلام .
مولده وطلبه العلم
ولد عام 1275هـ في بلدة اتكلولي من اعمال سلطان بور مدينة بالهند دخلها جده الشريف عبدالله بن محمد بن موسى الحسني الشهيرب(عبدالله الداخل )من الأشراف الحجازية الأحمديون وذلك في سنة 1114هـ ، نشأ رحمه الله نشأة دينية فبدأ بحفظ القران الكريم وجوده مع إتمامه لبعض القراءات، ثم طلب العلم على والده العلامة المحدث الشريف محمد عبدالله الحسني ، فتلقى عنه علم الحديث والفقه حتى اتقنهما ، وأدرك جده العلامة الشريف نور محمد بن عيسى الحسنى ، فدرس عليه علم الأصول والتفسير ، ثم في عام 1289هـ أرتحل إلى العراق للتزود من العلم والأنخراط فيه ، فسكن بغداد، وتلقى العلم على علمائها المشاهير ، ودرس في زاوية أحفاد الشيخ عبدالرزاق بن عبدالقادر الجيلاني الحسني، ومكث عندهم حوالي ستة عشر سنة ، حتى نال الإجازة والإذن في بث العلم ونشره ، ثم سافر إلى الحجاز ، وأخذ العلم عن علماء المدينة الجهابذة وأجازوه ، ثم رجع إلى مكة ، فطاف بحلقات المسجد الحرام يتلقى عن علماء البلد الأمين ، حتى أجازوه وأذنوا له بالتدريس ، فتصدر الشيخ الكتبي للتدريس بالمسجد الحرام ، وكانت حلقته بباب السلام يدرس فيها الحديث والتفسير والفقه وغير ذلك من العلوم ، واستمر على ذلك إلى أن اعتزل التدريس سنة 1325هـ ، وصار كتبياً يبيع الكتب بباب السلام ، فعرف بالكتبي (بالضم الكاف وسكون التاء).
الكتبي وحادثة دخول الجيش السعودي مكة
وفي يوم الخميس 17 ربيع الأول 1343هـ الموافق 16 أكتوبر 1924م سيطر السعوديون على مكة و دخلها الجيش السعودي ( الأخوان) بأسلحتهم وعتادهم وذكر بعض المؤرخون أنهم كانوا محرمين ملبين بعمرة ، فطلب وجهاء وأعيان الحجاز من الشريف حسين ضرورة تنازله عن الحكم لابنه علي ، أملاً في وقف الحرب ، فتنازل الحسين ورحل إلى جدة ، وأرسل قائدا الإخوان سلطان بن بجاد ، وخالد بن لؤي رسائل إلى معتمدي الدول وقناصلها في جدة يخبرونهم بدخولهم لمكة، ويستفسرون عن موقفهم تجاه الحرب. فتلقوا رداً من قنصل المملكة المتحدة،وقنصل مملكة إيطاليا ،ووكيل قنصل فرنسا،ونائب قنصل هولندا، ووكيل قنصل الشاه ، يعلمون ابن بجاد بوقوفهم على الحياد التام إزاء الحرب، فدخل جيش الأخوان بقيادة خالد بن لؤي مكة حتى وصولوا باب السلام ، فقام أعيان ووجهاء مكة فوقفوا أمام الخيل مانعيها من الدخول إلى المسجد الحرام ، وكان من بينهم شيخنا الكتبي الذي ذهب إلى خالد بن لؤي قائد الجيش وتحدث معه عن أمر الخيل وان دخولها سوف يحدث فتنه بين الناس ، وتحدث الشيخ محمد إبراهيم الكتبي مع خالد بن لؤي بقوله : إنك قلت إن عبد العزيز سوف يحكم البلد وينشر الأمن والاطمئنان بها فكيف يحدث هذا وجنوده ترغب بالدخول إلى المسجد الحرام بخيلهم، وذكره بقوله تعالى : (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا) وقوله تعالى :( وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا) ؛ وان أهل مكة المكرمة لامانع لديهم من المبايعة وإنهم سلم لمن سالمهم، فقال بن لؤي : وكيف تحدث البيعة فقال الكتبي : سوف يكون أهل باب السلام أول المبايعين في مكة وأنا أولهم ، وبالفعل أرسل بن لؤي جنوداً يمنعون الخيالة من دخول المسجد الحرام، واجتمع شيخنا الكتبي مع أهل باب السلام ونادوا بصوتٍ عالٍ وهو في مقدمتهم بأننا قد بايعناه بايعناه يقصدون مبايعة عبد العزيز بن عبد الرحمن ملكاً على الحجاز .
حليته
كان رحمه الله عالم وقور ذو هيبة ، صاحب أدب رفيع، وخلق عظيم ، فلم يكن يعرف له خصوم أو أعداء، وهو دائم الاطلاع، والقراءة للكتب ، ذكي، ذو ثقافة واسعة ، ومعرفة واسعة ، له عناية فائقة بالكتب ، حتى أسس عدة مكتبات لبيع الكتبي بمكة منها بباب السلام ، والقشاشية ، وباب العمرة، وكان يستورد الكتب من مصر ويبيعها بالجملة والإفراد ، وكان لهذه المكتبات الأثر الكبير والدور الفعال في إحياء الحلقة العلمية والثقافية والإجتماعية، وتعد هذه المكتبات والتي كانت مجمعاً للعلماء والمثقّفين وطلاّب العلم الذين يَرِدون عليه ، فقد كان يزوره كبار العلماء والمحدّثين من العالم الإسلاميّ وبالأخصّ في مواسم الحج والعمرة ، عرف بمساعدته للضعفاء ممن لايملكون القدرة المالية على شراء الكتب فيقدمها لهم هبة لوجه الله عزوجل، أو يقرضهم قيمتها قرضا حسنا، ومما يعد في حسن معاملته انه يعير الكتب لمن لا يستطيع شراءها ويساعد أصحاب البسطات ((المباسط)) المنتشرة في ساحة باب السلام لشراء كميات من الكتب وأدعية المناسك للتكسب من بيعها دون المطالبة بالنقد إلا بعد بيعها، وعدم التضيق عليهم في السداد، وعرف عنه قضاء الأمور بالخفية والكتمان ، وقد أخفى الكثير من جوانب حياته الشخصية والعلمية والعملية ؛ وقد ألف رحمه الله عدة كتب ولكنها فقدت جميعها ، وكان لشيخنا الكتبي أراء فقهية مشهورة بين أقرانه وطلبته ، فكان رحمه الله من المنكرين أشد الإنكار لشرب الدخان ، وحلق اللحية ، والتصوير ولو حتى شمسياً، وحين حلول الدولة السعودية طلب منه التصوير لاستخراج الهويه فأبى وعارض فاستثني من التصوير.
أعقابه
أعقب رحمه الله سبعة رجال، وهم : الشريف محمد نور ، والشريف إسماعيل، والشريف صالح ، والشريف يعقوب ، والشريف محمد أمين ، والشريف محمد جميل، والشريف يوسف مات صغيراً ، وثلاثة عشر بنت ، ويعرف عقبه بالأشراف الكتبية ، وهم حاضرة جلهم يسكنون مدن الحجاز : مكة ، والمدينة وجده،ومن مشاهيرهم : إمام المسجد الحرام قاضي المدينة الشيخ الشريف محمد نور الكتبي، والشريف إسماعيل الكتبي ،والشريف صالح الكتبي،والشريف يعقوب الكتبي عميد الأشراف الكتبية،والشريف محمد أمين الكتبي، والشريف عبدالرزاق بن محمد نور الكتبي ، والشريف محمد جميل بن محمد إبراهيم الكتبي، و الشريف الدكتور إبراهيم بن إسماعيل الكتبي عميد كلية المجتمع بجدة سابقاً، والشريف إبراهيم بن يعقوب الكتبي ، ورجل الأعمال الشريف يوسف بن عبدالرزاق الكتبي بالمدينة، ، والشريف طلال بن محمد أمين الكتبي ، والنسابة المؤرخ الشريف إيهاب بن يعقوب الكتبي ، والباحث المحقق الشريف باسم بن يعقوب الكتبي، ونسابة المدينة الشريف أنس بن يعقوب الكتبي صاحب التصانيف الكثيرة ، والمؤلفات المفيدة ، والدكتور الشريف أحمد بن عبدالرزاق الكتبي .
توفى رحمه الله يوم الجمعة 30صفر سنة 1368هـ،الموافق 31 ديسمبر سنة 1948م ، ودفن صبح يوم السبت في مقبرة المعلاة، بمشهد عظيم ، وبموته فقد البلد الأمين أحد علمائه الصالحين المجاهدين ؛ وشيّع جنازته الأفاضل من العلماء والوجهاء والأعيان وكافّة الطبقات، وقد ناهز عمره عند وفاته الثلاث والتسعين سنة رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه الفردوس دار القرار، آمين .
بقلم حفيده: باسم بن الشريف يعقوب بن محمد إبراهيم الكتبي / المدينة المنورة.
المصادر
- إبراهيم الكتبي : العقد النفيس في معرفة القريب ،ص5.
- إيهاب الكتبي، وأنس الكُتبي : الطلائع البهية في نسب السلالة الكتبية ، ورقة (22-27).
- إيهاب الكتبي :المنتقى في أعقاب الحسن المجتبى ، ص (191) .
- أنس الكتبي :الشريف محمد إبراهيم الكتبي سيرة وتاريخ (الطبعة الثانية ) ، (ورقة 3، 12 - 39) .
- أنس الكتبي : أعلام من أرض النبوة (الطبعة الكاملة ) : ص ( 527 -532).
- باسم الكتبي: تراجم كتبية ،ص(2-10) (منشور على الشبكة العالمية .
- موسوعة إسبار لعلماء الشرعية ،( 3/ 959(1256) ).
- عبدالعزيز الرفاعي :رحلتي مع المكتبات ،ص(34).
- خير الدين الزركلي :شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبد العزيز ، (2/ 330 - 333 ).
- كتاب المنهج التعليمي "تاريخ المملكة العربية السعودية" للصف السادس الإبتدائي ، وزارة التربية والتعليم ، ص(48).
- حسين الزرباطي / الوجيز في أنساب العشائر الطالبية ، ص (335).
- فتحس سلطان الرفاعي : موسوعة أنساب آل البيت النبوي ، (2/ 431).
- مهدي الرجائي الموسوي :المعقبون من آل أبي طالب ، (1/ 196) .
- محمد الأمين الحسيني : السند المانع الجامع للسادة الأشراف :ص ( 220- 221) .
- نبيل الأعرجي : اللباب شرح صحاح الأعقاب ، ص(202) .
- مناضل النفاخ :النور الوضاء في معرفة أعقاب أبناء الزهراء، (1/ 37) .
- محمد خير يوسف : معجم المؤلفين المعاصرين في آثار المخطوطة والمفقودة : محمد خير يوسف، ( 1/ 37) ، وفيه : انه من مدرسي المسجد النبوي الشريف .
- عبدالحميد عقيل : النسب المحسوب لكل جد منسوب (الطبعة الأخير 1431-1432هــ)،ص(393-395).
- عبد الوهّاب أبو سليمان : باب السلام ، ص( 114 ، 278، 324،298 ،327)، وفيه:اعتمد المؤلف على ماذكره زهيركتبي .
- عبدالباسط جحاف : الأطلس الوافي للأنساب والوسوم الحسنية والحسينية ، 2/ 1126.
- أحمد وفقي محمد ياسين : الجامع لصلة الأرحام في نسب السادة الكرام، ، (4/2) .
- الرجائي الموسوي :المعقبون من آل أبي طالب ،ج1/196.
- القوتلي : بحث مختصر في سلالة الاشراف آل الكتبي ،ص216.
- زهير كتبي : رجال من مكة المكرمة : ( 3/ 110 -113)، وفيه : وهم حفيد المترجم له في شخصية جده فظنه إبراهيم بن عبدالله يارشاه الكتبي الدهلوي شيخ الفاداني المتوفي سنة 1354هـ .
- عبدالله بن عبدالرحمن المعلمي : أعلام المكيين (2/787-790) وفيه : خلط المعلمي بين محمد ابراهيم الكتبي وبين إبراهيم يارشاه الكتبي .
- منصور بن محمد النقيب : المدرسون في المسجد الحرام (1/56)، وفيه : تبع المؤلف شيخه المعلمي في خلطه ، (تر 741-873-896-945-1096).
- ثامر عبدالحسن العامري :الوجيز في نسب الأشراف القرشيين في المملكة العربية السعودية،ص (376-378) .
- ثامر عبدالحسن العامري :جامع طبقات النسابين ،( 3/ 382-383) .
- عزيز ناجي الموسوي :الجوهر الثمين في معرفة النسب العلوي الشريف ، (2 /45- 52).
- وليد العريضي الحسيني :غاية الأختصار في أنساب السادة الأطهار ويليه المستدرك (الطبعة السادسة)، ص(42) .
- عارف عبدالغني والسادة: جهد المقلين (ذيل بحرالأنساب ) 2/944.
- علي بن إبراهيم فودة :المشجر المبسط في أعقاب الحسن والحسين ، (1/ 78-81).
- حسن الحسيني : بنو هاشم ( 1/ 132 -133) .
- أبي آدم العقيلي :دليل الأنساب لمعرفة الأعقاب ، ص98.
- ( محمد إبراهيم الكتبي / موسوعة المعرفة ) .
- (محمد إبراهيم الكتبي / موسوعة عريق ).
- (منصة صفحات مشرقة /الشيخ العلامة محمد إبراهيم الكتبي الحسني) .
- (سيرة مرئية مختصرة للعلامة الشريف الشيخ محمد إبراهيم الكتبي رحمه الله) .