خير الدين (1324 - 1387 هـ) (1906 - 1967 م)
أحمد بن سليمان بن أحمد بن خير الدين كاهية دار الباشا، وأطلق اسم هذا الجد لقبا على الأسرة، الأديب، الشاعر، الكاتب المسرحي.
ينحدر من أسرة كرجية، وجد أبيه خير الدين كان في أواسط الماضي على عهد المشير الأول أحمد باشا باي نائب دار الباشا، وكانوا يطلقون عليه الكاهية.
احترف والده التجارة، وكان محبا للعلم والمعرفة، واعتنى بتربية وحيده هذا، ورغبه في حب العلم فأدخله الكتاب في الرابعة من عمره فأتم حفظ القرآن، وأعاد حفظه على مؤدب خاص لما انتقل والده إلى ضاحية سيدي أبي سعيد، ولما عاد الوالد إلى العاصمة أدخله جامع الزيتونة سنة 1336/ 1918 فقرأ على إبراهيم المارغني، وعثمان بن الخوجة، ومحمد مناشّو، وغيرهم، وأحرز على شهادة التطويع في سنة 1343/ 1926 وعلى أثر تخرجه باشر التدريس بجامع الزيتونة بصفة متطوع من سنة 1343 إلى سنة 1360، 1926 / - 1941 ثم في سنة 1941 سمي متوظفا بادارة جامع الزيتونة، ثم سمي قيما بالمدرسة الخلدونية سنة 1956 - 1957 ثم أحيل على الاذاعة فبقي منتجا فيها إلى وفاته.
كان شغوفا بالمطالعة في عهد التلمذة يتردد باستمرار على مكتبات الخلدونية، ومكتبة جامع الزيتونة، وقدماء الصادقية، والعطارين (المكتبة الوطنية الآن) يطالع ما يقع بين يديه من مصادر الشعر الجاهلي، والأدب الأندلسي، وآثار أدباء المهجر كجبران خليل جبران، وأمين الريحاني، وميخائيل نعيمة وغيرهم، وكان يحضر دروس العروض في المدرسة الخلدونية التي يلقيها أمير الشعراء محمد الشاذلي خزنه دار.
وكانت له علاقة بمفكري جيله وأدبائه كعثمان الكعاك، ومحمد الحبيب، والشيخ محمد العربي الكبادي ومصطفى آغه، وأحمد توفيق المدني، وأحمد الدرعي، وأبي الحسن بن شعبان، والطاهر الحداد، وجماعة تحت السور.
شارك في عدة جمعيات مسرحية، وكتب بعض الآراء حول عدة تمثيليات ما بين 1923 - 1926 وألقى الكثير من المحاضرات حول فن المسرح واتجاهاته ومدارسه.
قال المرحوم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور عن ظهور بواكير انتاجه المسرحي: «ثم اقتفى سبيله (أي محمد الحبيب) في الكتابة القصصية شاب زيتوني ظهر نبوغه الأدبي بتوجيه الأستاذين محمد مناشو وعثمان بن الخوجة، وهو الشيخ أحمد خير الدين فأظهر من التخيل وجمال الوصف وجاذبية التعبير ما مكن لرواياته رواجا ولسمعته الأدبية منزلة ثابتة».
كما أمد المسرح والاذاعة بكثير من الروايات تجاوب معها الجمهور مثل مسلسل الحاج كلوف (باللغة الدارجة) الذي قلد فيها شخصية كموش الفكاهية لعلي الدوعاجي، أو رواية يزيد بن خالد العبسي التي قال عنها في سنة 1937: «هاته الرواية قطعة تاريخية تمثل فتوح العرب للشمال الافريقي واستقرارهم بها نهائيا بعد أن اخضعوا شوكة من تولى القيادة والسلطة من مختلف الأمم والدول».
وفيها نرى ما لاقاه الفاتحون من المشاق والمقاومة التي كادت تهزمهم من جراء المقاومة العنيفة التي خاضها الافريقيون.
وانتاجه الصحفي متنوع منه البحث الاجتماعي، والنقد للكتب، والقصيد الفصيح والدارج، وتغلب على قصائده مسحة التوجيه والارشاد، ونظم كثيرا في الإسلاميات والوطنيات، والاجتماعيات، والغزل والرثاء توفي في 25 جويليه 1967.
مؤلفاته:
أغاني أحمد خير الدين، طبع بعد وفاته بتونس 1968.
الجمهورية في الإسلام (مخطوط).
ديوان شعر، ط. تونس 1981.
العواصف والعواطف (مخطوط).
الغرام الصادق، رواية طبعت في تونس سنة 1344/ 1925.
فتاة الدير، رواية (مخطوطة)
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الثاني - صفحة 268 - للكاتب محمد محفوظ