كيسان النحوي
هو أبو سليمان بن المعرَّف كيسان الهُجيميُّ. قال أبو زيد: كان ثقة. وقال أبو عبيدة: العلمُ يمسخُ على لسان كيسان أربع مرات: يسمع معنا غير مانسمع، ويكتب في ألواحه خلاف مايسمع، وينقل إلى الدفة خلاف مايكتب في لوحه، ويقرأ من الدفتر خلاف مافيه.
وقام أبو زيد يوماً من مجلسه وقال: كانت العرب تقول: ليس لحاقن رأيُ. قال كيسان: ولالمنعظ. فقال: ماسمعناه ولكن اكتبوه فإنه حقٌ.
وقرأ عليه صبيُّ شعراً مرَّ فيه ببيت فيه ذكر العيس، فقال له: ما العيس؟ فقال: الإبل البيض التي تخلط بياضها حمرة. قال: وما الإبل؟ قال: الجمال. قال: وما الجمال؟ فقام على أربعة ورغا في المسجد.
من كتاب نور القبس - أبو المحاسن يوسف بن أحمد بن محمود اليغموري (ت 673هـ)
النحوي الهجيمي كيسان بن المعرف أبو سليمان النحوي الهجيمي: قالوا: كان يخرج معنا إلى الأعراب فينشدوننا، فيكتب في ألواحه غير ما ينشدوننا، وينقل من ألواحه إلى الدفاتر غير ما فيها، ثم يحفظ من الدفاتر غير ما نقله إليها، ثم يحدث بغير ما يحفظ.
وذكر أبو الطيب في كتاب مراتب النحويين عن الأصمعي قال: كيسان ثقة ليس بمتزيد، وقد أخذ عن الخليل.
وحدث أبو العيناء قال: قال كيسان لخلف الأحمر: يا أبا محرز: المخبل كان شاعرا أو من بني ضبة فقال: يا مجنون صحح المسالة حتى تسمع الجواب.
وقال أبو زيد يوما في مجلسه: كانت العرب تقول: ليس لحاقن رأي، فقال كيسان: ولا لمنعظ، فقال أبو زيد: ما سمعناه ولكن اكتبوه فإنه حق.
وقال أبو زيد: جاء صبي إلى كيسان يقرأ عليه شعرا حتى مر ببيت فيه ذكر العيس فقال: الإبل البيض التي يخلط بياضها حمرة. قال الصبي: وما الإبل؟ قال: الجمال، قال وما الجمال؟ فقام كيسان على أربع ورغا في المسجد وقال: الذي تراه طويل الرقبة وهو يقول بوع.
وحدث المبرد عن التوزي قال: حبس عيسى بن سليمان الهاشمي كيسان، وكان أحد الطياب، وكان أبو عبيدة يعبث به كثيرا، فشفع فيه أبو عبيدة إلى الأمير فأمر بإخراجه، فقال للجلاوزة: من أخرجني؟ قالوا: تكلم فيك شيخ مخضوب. فقال: أمه زانية إن برح من الحبس: أحبيس ظلم وطليق ذل؟ لا يكون ذلك أبدا.
كيسان بن معرف بن درهم أبو سليمان النحوي.
كان مولى لامرأة من بني الهجيم، أصله من خراسان، وكان أبو عبيدة يؤذيه بالكلام ويقول: كيسان يسمع من الناس غير ما يقولون، ويكتب في الألواح غير ما يسمع، ثم ينقله إلى الدفاتر بغير ما كتب، ثم يقرأ من الدفتر غير ما فيه.
وهذا نظير قول من قال:
أقول له بكرا فيسمع خالدا ... ويكتبه زيدا ويقرؤه عمرا
البلغة في تراجم أئمة النحو و اللغة للمؤلف الفيروز آبادي ص 239.