الأستاذ سليم اليازجي
(1910م)
هو ابن الشاعر العبقري المرحوم عبد الله السليم اليازجي، ولد في مرمريتا من أعمال قضاء تلكلخ سنة 1910م وتلقى دراسته في الكلية الإنجيلية في حمص، وأنهى دراسته الثانوية في كلية دير الحميراء الوطنية في قضاء تلكلخ، ثم أكمل دراسته في المدرسة الزراعية.
خدماته الثقافية: لقد ورث المترجم حب العلم عن أجداده الذين لهم الفضل في توطيد دعائم النهضة الثقافية العربية فعزف عن العمل باختصاصه في الزراعة، وأتى دمشق وعناصر العصامية تحفه، فأسس مدرسة ثانوية بدمشق سنة 1948م وهي أهلية للبنين والبنات داخلي وخارجي، تتضمن كل الفروع، من الحضانة للابتدائي، للمتوسط، للثانوي، وتجلت رجولة هذا المربي الأجل وعصاميته في إدارته الحكيمة، والسير بهذا الصرح العلمي إلى درجات الكمال، ولا يبتغي من وراء ذلك غنماً ولا جاهاً، بل خدمة الثقافة والعلم والأدب التي فرضها الدهر على الأسرة اليازجية فرضاً للقيام بأعبائها كابراً عن كابر. وعني بانتقاء الأساتذة الأكفاء، فكانت دورات الفحوص السنوية لطلابها بتفوق ظاهر، فذاع صيته وكثر طلابه وطالباته.
ومن أفضل مزاياه، الحزم والعزم في إدارته مقرونة بنبل العاطفة والخلق الكريم، والتجرد والنصح الرشيد والقول السديد، فهو أديب وخطيب، ذو حجة بالغة في إقناع من يخاطبه من طلابه والمتلمذين عليه، كأن كلامه روحاً تسري في عروقهم ودمائهم فيخضعون ويستسلمون.
وهكذا نرى الأسرة اليازجية قد أسدت إلى المجتمع خدمات ثقافية باهرة في الوطن والمهجر.
أعلام الأدب والفن لأدهم الجندي ج 2 ص 288