المعلم نعوم البستاني
(1885 ـ 1950م)
هو ابن سليمان أفرام البستاني، ولد في دير القمر سنة 1885م، تعلم الصرف والنحو في مدرسة الآباء اليسوعيين الخارجية في مسقط رأسه ومبادئ الفرنسية، وكان من صغره محبًّا للغة العربية، ونشر قصائد مدرسيةٍ كثيرة، إلى أن عرف باسم الشاعر البستاني، ثم أتم علومه في مدرسة قرنة شهران، وبرزت مواهبه فعينته إدارة المدرسة أستاذاً للغة العربية، وتخرج عليه نشء كثير.
مواهبه: لم تدع له مهنة التعليم الوقت الكافي للتأليف، وله روايات تمثيلية دبّجها نثراً وشعراً، ومواضيعها كلها عربية، واشتغل بالصحافة فأنشأ جريدة دير القمر، وكتب مقالات وطنية، وكان عرضة للدس والوشايات في عهد جمال باشا السفاح التركي فتوقفت عن الصدور، ثم عادت في سنة 1920م إلى الظهور، فاستأنف المترجم عمله الصحافي وجهاده الأدبي، وقد كان في الوقت نفسه رئيساً لمجلس بلدية دير القمر زهاء اثنتي عشرة سنة متواصلة وأستاذاً في مدرسة الفرير.
على أن المقالات التي كتبها في جريدته والقصائد التي نشرها فيها لو جمعت لكانت مجلداً ضخماً من روائع النظم والنشر.
لقد اشتهر بمواقفه الخطابية، وأدار مدرسة الرابطة الوطنية مدة سنتين، فكان أستاذاً ممتازاً، متضلعاً من اللغة العربية، وشاعراً مطبوعاً وأديباً كبيراً، وصحفيًّا بارعاً، وسياسيًّا محنكاً، وبقي دائباً في خدمة العلم والأدب حتى توفاه الله سنة 1950م في دير القمر.
أعلام الأدب والفن لأدهم الجندي ج 2 ص 262