الاسم الكامل والنسب والمولد
محمد الصادق بن الحاج محمود بن محمد بسيّس، شريف النسب، وأصل أسرته من بني خيار. وُلد بمدينة تونس في 15 ذي الحجة سنة 1332 هـ / 2 نوفمبر 1914 م.
النشأة العلمية والتعليم
تلقّى تعليمه في جامع الزيتونة والمدرسة الخلدونية، وتحصل على شهادة العالمية من الزيتونة. نال خطة التدريس، فباشرها بفروع الزيتونة في العاصمة، ثم التحق سنة 1962 تقريبًا بكلية الشريعة وأصول الدين أستاذًا بها.
المشايخ والأساتذة
اتصل بالشيخ الطاهر بن عاشور، ودرس عليه، كما استفاد من شيخه وصديقه محمد العربي الكبّادي، وشيخه الأستاذ محمد الشاذلي النيفر. وقدّمه الشيخ الفاضل بن عاشور في محاضرة بقاعة الخلدونية وأثنى على أسلوبه في البحث.
المحطات الجهادية
انضم في مطلع شبابه إلى الحزب الحر الدستوري الجديد، وكان خطيبًا نشيطًا فيه، واعتُقل بعد أحداث 9 أفريل 1938. عُرف بمناصرته المتحمسة لقضية فلسطين، ولقّب بـ"الشيخ الفلسطيني".
النشاط الدعوي والتربوي
ألقى محاضرات منذ الأربعينيات عن القضايا الإسلامية والفكرية، خاصة على منبر الخلدونية. كتب في الصحف منذ سنة 1930، وساهم بمقالات اجتماعية وفكرية وتراجم، وألقى أحاديث إذاعية في تبسيط تفسير القرآن الكريم والآداب الإسلامية. تحدّث عن جمعية الإخوان المسلمين سنة 1946 في محاضرة شهيرة، واستُشهد به في فهم نشأتها.
أخلاقه وسلوكه
كان قوي الذكاء، واسع الاطلاع، دائم المطالعة في المخترعات والمكتشفات، والمذاهب الفلسفية والسياسية. كان صريحًا، عالي الهمة، معتدًّا بشخصيته، لا يساوم في المبادئ، حسن الأخلاق، صادق الصداقة، رفيع النقاش، متجنبًا للسفاسف، متواضعًا، حريصًا على التكوين الذاتي. وصف نفسه بأنه "رجل شريف في خصوماته" لا يُسفّه خصمه ولا يخرج عن الأدب. لا يُخفي معاناته ولا يتخلّى عن قناعاته.
المواقف السياسية والخطابية
كانت له صلات وثيقة بالحركات الوطنية والفكرية. خاض معارك فكرية في الصحف، أبرزها مع محجوب بن ميلاد حول كتاب "من هنا نبدأ". انتُقد بسبب تمسكه الشديد بأفكار محمد عبده ورشيد رضا، وكان لا يحتمل أن يُنتقدا. شارك في توعية الناس بالقضية الفلسطينية، وألقى محاضرات للتعريف بها حين خلت الساحة من تناولها.
المؤلفات
شكيب أرسلان وصلاته بالمغرب العربي، وكان له معه صلات بالمراسلة منذ أن كان طالبا لإعجابه بجهاده السياسي وصدقه في خدمة قضايا العروبة والإسلام، وخصوبة مواهبه. وكان يتتبع إنتاجه ويعرف مراحل حياته وبعض الفقرات من رسائله. حدثني مرة أن الشيخ محمد الكامل التونسي نزيل دمشق هاجم مرة شكيب أرسلان بدون حق ولا حسن فهم وتأثر شكيب أرسلان من ذلك وفي إحدى رسائله قال في حقه:
محمد الكامل لا كمّله الله.
الشيخ عبد العزيز المهدوي الصوفي دفين المرسى وقد أعلمني في السنوات الأخيرة أنه يعد دراسة واسعة عنه، وطلب مني هل عندي ما يمت إلى الموضوع بصلة فأرسلت له ترتيب علي بن عبد الرحمن البجائي لرسالة عبد العزيز المهدوي «محجة القاصدين وحجة الوافدين» ورسالة أخرى له صغيرة في التصوف نسختها من مجموع في التصوف كان موجودا بمكتبة الشيخ علي النوري التي نقلت إلى المكتبة الوطنية وأعلمني أنه وجد من كتاب البجائي مخطوطة في مكتبة الشيخ الطاهر ابن عاشور وأنه استعارها منه للمقابلة بين المخطوطتين، ولبثت مخطوطتي عنده ما يقرب من خمس سنوات وأرجعها لي قبل موته بنحو أربعة أشهر.
ولما سمعت خبر نعيه من الإذاعة قلت: لا شك أن الرجل صادق كاسمه وصالح إذ أرجع لي نسختي قبل وفاته بزمن يسير.
التصوف في العصر الحفصي وهو من أول مؤلفاته.
الشيخ محمد العربي الكبادي، وهو شيخه في الأدب وكان معجبا به وقلّ أن يخلو حديث من أحاديثه من التنويه به.
خطة الحسبة في تونس.
الرعاية الصحية في الإسلام.
دفاعا عن السنة النبوية.
محمد السنوسي، حياته وآثاره. ربض سنوات طويلة في الدار التونسية للنشر أسوة بغيره من الآثار التي تدخل هاته الدار ولا يمن عليها مديرها بإطلاق الاسار أو الارجاع لأصحابها. وفي كثير من رسائله تشكى من قضية النشر في تونس، ويضرب المثل بكتابه هذا، ويبدي يأسا وتساؤلا عن فائدة التأليف في مثل هذه الأوضاع. وكنت أشجعه على الاستمرار وعدم اليأس، ومثل هذه الحالة الطارئة يرجى لها الزوال.
طبع الكتاب بعد وفاته بأشهر في 207 ص عدا الفهارس من القطع المتوسط.
أبو عبد الله محمد المرجاني، وهو صوفي من رجال العصر الحفصي.
مكانة الاجتهاد في الإسلام.
نظرات في التصوف الإسلامي.
نظرة في حياة الإمام الرازي وآثاره.
حقق كتاب «خلاصة النازلة التونسية» للشيخ محمد السنوسي وصدره بمقدمة حافلة طويلة نفيسة، ط في تونس 1976.
الوفاة
توفي يوم الخميس 10 ذي القعدة سنة 1398 هـ / 12 أكتوبر 1978 م.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الأول - صفحة 98 - للكاتب محمد محفوظ