الاسم الكامل والنسب والمولد
يوسف بن محمد بن سليمان بن عبد الله برتقيز، المعروف بلقب الإمام الزغواني. وُلد في بلدة زغوان سنة 1092 هـ / 1682 م. جدّه عبد الله هو أول من أسلم في هذا البيت، ويُعدّ يوسف أول من اشتهر فيه بطلب العلم. وكان يُعرف بلقب "الإمام" لأنه كان إمامًا لحسين بن علي باي مؤسس دولة البايات الحسينية.
النشأة العلمية والتعليم
حفظ القرآن الكريم وجوده بزاوية الشيخ علي عزوز بزغوان. ثم درس النحو وشرح السعد التفتازاني على العقائد النسفية على يد الشيخ أحمد الهرميلو الأندلسي الأصل. بعد ذلك انتقل إلى مدينة باجة، فقرأ على مشايخها النحو والفقه والتوحيد. ثم ارتحل إلى الجامع الأزهر بالقاهرة، فنهل من علوم فقه المذهب الحنفي، والأصول، والعربية، والمعقول والمنقول كما وصفه حسين خوجة. في سنة 1124 هـ / 1713 م، أدى فريضة الحج، وجاور بالحرمين الشريفين وأخذ الفقه الحنفي عن جماعة، والحديث عن آخرين. ثم عاد إلى مصر واستكمل تحصيله في الأزهر، إلا أن سفينته تعرّضت لقرصنة نصرانية في ثغر الإسكندرية فنهبت كتبه ومكاسبه.
المشايخ والأساتذة
درس على الشيخ أحمد الهرميلو الأندلسي بزغوان، وعلى عدد من مشايخ باجة، وعلى علماء الجامع الأزهر، كما أخذ عن جماعة من فقهاء الحرمين الشريفين.
الطلاب الذين تأثروا به
كان معلمًا لأبناء الباي ومماليك القصر وخدّامه،
النشاط الدعوي والتربوي
بعد عودته من مصر، قرّبه حسين بن علي باي واتخذه إمامًا يصلي به الخمس، وولّاه تعليم أولاده والمماليك وخدّام القصر. كما قُدّم للخطط العلمية كالإفتاء والخطابة.
المواقف السياسية والخطابية
كان مقرّبًا من حسين بن علي باي، مما جعله عرضة للانتقام السياسي بعد الثورة، فقتله علي باشا الأول خنقًا بسبب تلك الصلة. وقد أشار شيخ الإسلام محمد بيرم الثاني إلى أن علي باشا صفّى كل من كان على صلة بعمه، حتى من وُشي بأنه يراسل أبناء عمومته في الجزائر.
المؤلفات
له كتاب المني على شرح مختصر القدوري لأبي الحسن، قال في مقدمته إنه ألّفه لتوضيح العبارات وبيان الإشارات وضبط المباني، وأشار فيه إلى شيخه الحموي، وأنهى تأليفه يوم الخميس أواخر ربيع الأول سنة 1144 هـ. توجد منه نسخة في جزءين بالمكتبة الوطنية بتونس (أصلها من المكتبة العبدلية الصادقية الزيتونية)، ونسخة أخرى في أربعة أجزاء.
منظومة في العبادات، توجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية، وعليها شرح محفوظ في أصلها من المكتبة العبدلية.
الوفاة
كان حيًّا سنة 1147 هـ / 1748 م. وتوفي بعد هذا التاريخ خنقًا في عهد علي باشا الأول. لم يُحدد تاريخ وفاته بدقة.
كتاب تراجم المؤلفين التونسيين - الجزء الأول - صفحة 84 - للكاتب محمد محفوظ