أحمد ناظم العمري
1888 - 1952
مولده ونشأته: هو المرحوم أحمد ناظم بن عبد المجيد بن سليمان بن عبد الباقي بن سليمان بن محمود العمري، ولد بالموصل سنة ١٨٨٨ م وشب وقد تقمصت فيه أرفع معاني الرجولة والشهامة، لم يشترك في وظائف الدولة لزهده فيها غير انه كان من المؤازرين في بناء كيان المملكة العراقية عن طريق الاحزاب، وقد تقلب في ارفع الوظائف الشرفية في بلده الموصل، وأدى خدمات في العهد العثماني نال على اثرها النيشان الحميدي الثاني، وفي العهد الوطني نال وسام الهلال الاحمر الذهبي تقديراً لخدماته في الحقل الانساني، وقد كان عضواً ضمن وفود ذهبت إلى بغداد في شتى المناسبات الرفيعة، وفي سنة ١٩٣٦ تقلد عضوية مجلس إدارة اللواء لدورتين.
مواهبه: كان اديباً باللغة العربية والتركية وكان له المام في اللغة الفارسية، ونال قسطاً وافراً من الثقافة.
جهوده العلمية: قام بجولتين، كانت أولاهما سنة ١٩٢٦ م إلى استانبول، والثانية تجول فيها بأوربا سنة ١٩٣٧ جمع تراث العمريين في مكتبات أوربا العديدة، ورجع بثروة أدبية كبرى، ومن مآثره انه قام بجهود جبارة فجمع من زوايا النسيان اشتات الرجال العمريين الذين كانوا كالجنود المجهولين في الخدمة الأدبية والتاريخية والعامة، وبذل الغزير من نقده والكثير من وقته في جمعها وتدوينها وتصويرها، وكوّن مملكة معنوية لأسرته النبيلة وحوى مكتبة عامرة بالكتب والمخطوطات القيمة.
وقد بلغ من شدة تذوقه للأدب أن جعل من قصره في الموصل ندوة عمرية يرتادها العلماء والشعراء والادباء.
لقد كان المترجم المشعل الوهاج في الشجرة العمرية، فقد جمع اشتات افذاذ هذه الشجرة وكوّن منها مكتبة عامرة حفظت الفروع والاصول، ومن آثاره انه اشتغل مدة طويلة يؤآزره ولده الفاضل الاستاذ حازم العمري بكتابة تاريخ تراجم الاعلام من الاسرة العمرية وأنجزاه بعنوان (آل الفاروق) وألفا تاريخ الموصل وما زالا مخطوطين لم تتح الظروف لطبعها، والأمل ان ينال العون من المجمع العلمي العراقي في تحقيق ذلك.
وفاته: وفي عام ١٩٥٢ وافاه القدر المحتوم ودفن في مقبرة أسرته بمدينة الموصل.
أعلام الأدب والفن لأدهم الجندي ج 2 ص 177