الشيخ جاد الحق علي جاد الحق
المولد والنشأة:
على ضفاف النيل الذي يجري في أحضان دلتا مصر تقف مدينة المنصورة في إطلالة حانية على هذا الشريان الحيوي الذي يفصلها عن مدينة طلخا والتي تقف هي الأخرى في الجانب الغربي شامخة.
وعلى مسافة غير بعيدة من طلخا في الطريق إلى دمياط تقع قرية بطره وبطره قرية صغيرة مثل كثير من قرى الإقليم يعيش أهلها في أحضان أرضهم يأتيهم رزقهم رغداً من خير هذه الأرض التي توارثها الأبناء والأحفاد والأجداد وفوق هذا البساط الأخضر لهذه الأرض ولد ونشأ طفل صغير من أطفال هذه القرية وفي ظل أشجارها وعلى ضفاف قنواتها كانت حياته ونشأته كسائر أطفال هذه القرية، يعشقها أهلها بقلوبهمويروونها بعرقهم.
تفتحت عينا الطفل أول ما تفتحت على النبات الصغير الأخضر وهو يجاهد لينفض عن ساقة الرقيقة تراب الأرض ولينعم بالنمو والتفتح تبلله قطرات الندى وتبعث فيه روح الحياة شمس ساطعة لا تحجبها حجب ولا ستار.
في هذا المحيط السريع الدوران تفتحت عينا هذا الطفل كذلك على أبوين طيبين ريفيين يشغلهم ما يشغل أبناء الريف من حب للأرض ولصوق بها وإنتماء لها ومواصلة لحرفة الآباء والأجداد في الزراعة وحرص على استمرارها.
ومن هنا كان قرار الأب حاسما وحازما حين وجه هذا الابن إلى فقيه القرية لينشأ مع أقرانه من الصبية في كتاب هذا الفقيه وليتعلم مبادئ القراءة والكتابة وليحفظ القرآن الكريم.
وقعت عين الغلام أول ما وقعت في رحاب سيدنا صاحب الكتاب على عصا طويلة لا تكاد تغادر يمين الشيخ السيد البهنساوي محفظ القرية فهو يهوي بها على أجسام الأطفال الرقيقة النحيفة بسبب وبغير سبب وهو يتمايل يمنة ويسرة بالتلاوة يوجهها بصوته ونظره لكل طفل ويطلب محاكاته في القراءة في المحافظة على الحركات والسكنات والاهتزازات.
كل هذا والطفل في أيامه الأولى في الكتاب وعينه شاخصة لا تكاد تغادر حركات الشيخ البهنساوى.
ومضى الولد الصغير في رحلة يومية لا تتخلف إلى مصيره المحتوم إلى سيدنا الشيخ سيد البهنساوي ذي الوجه الصارم والعصاة الطويلة، وحركته الدائمة التي تشبه بندول الساعة الكبيرة في مسجد القرية، وظل في الكتاب يتابع سيدنا وهو يقرأ القرآنويقرئه للأولاد الذين يشاركونه الحركة والاهتزاز وهم يرددون معه قصار السور من القرآن الكريم.
الوالد الكبير لا يكف عن متابعة ولده من اللقاء الدائم للشيخ البهنساوي ليعلم منه مدى إقبال الولد على الحفظ وعلى التعلم وأداء الواجب من حفظ للألواح ومراجعة للماضي وما سبق حفظه، وقد اطمأن الوالد على انتظام ولده وعلى سيره المنتظم في حفظ القرآن الكريم وعزم مواصلة ابنه للتعليم وقرر إلحاقه بالأزهر الشريف.
تخرج الشيخ جاد الحق علي جاد الحق من كلية الشريعة في يونيو 1943م.
تخرج من تخصص القضاء الشرعي عام 1945م، فكان أحد الخمسة الأوائل الذين تكرمهم الدولة ممثلة في حاكمها الملك فاروق، وكان هذا التقليد جديدا، استعد له الشيخ بعدها وجد نفسه يخطو بدهشة وهو في طريقه إلى القصر الملكي برأس التين بالإسكندرية حيث تقدم أوائل الكليات الأزهرية يتقدمهم الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر ليقدمهم بأسمائهم إلى الملك، حيث يتسلمون منه شهادة التقدير وصورة تذكارية كأنه لم يصدق عينيه وهو يجد نفسه جنبا إلى جنب مع شيخ الأزهر وشيوخ الكليات الأزهرية الثلاث ترى هل دار بخلد الشيخ الشاب وهو في مواجهة الشيخ المراغي أشهر شيوخ الأزهر سياسيا واجتماعيا أن يعد نفسه ليوم قريب يتبوأ فيه عرش الوزارة ، وقمة الأزهر؟.
وفق الشيخ في إحدى هذه المسابقات فعين أمينا للفتوى في دار الإفتاء وكان ذلك في عهد الشيخ حسنين مخلوف مفتي الديار المصرية في ولايته الثانية.
في دار الإفتاء والقضاء:
منذ عمل الشيخ أمينا للفتوى اتخذ لنفسه منهجا بالإضافة إلى النظام الذي كان متبعاً آنذاك فكان يعرض طلبات الاستفتاء التي ترد من الداخل أو من الدولة أو من الخارج - بعد تسجيلها - على الزملاء المختصين لدراستها وإعداد ما يسمى بمشروع الفتوى.
وكان الشيخ في كل الفتاوى يحرص على التأصيل الفقهي والشرعي، وكان له أسلوب سلك فيه مسلكاً جديداً من حيث النظر إلى الفتوى كموضوع متكامل أو بحث علمي شامل يعتمد على المصادر الأصلية ومعرفة كل ما كتب في هذا الشأن، مستنداً إلى ذلك كله مشيراً إلى المراجع التي اعتمد عليها.
وكان يرى أنه استفاد في هذا المسلك من أسلوب ومنهج المرحوم الشيخ عبد المجيد سليم.
وكان الشيخ جاد الحق - بما له من خبرة حصل عليها من أمانه الفتوى ثم من القضاء وتفتيش القضاء - قد اتجه اتجاهاً استراحت إليه نفسه حين يميل إلى تسبيب الأحكام عملياً مؤصلا ذلك بالفقه وبالقانون.
وكان فضيلته يرى أن الحاجة الماسة إلى الاطلاع المستمر والسهر المضني أمام كل قضية وتجاه كل حكم على الرغم من أن المعلومات مهيأة في الذهن والأحكام واضحة في الذاكرة، ولكن تعدد الرجوع إلى المصادر على اختلافها وتنوعها يضيف الكثير من المعلومات، وربما تغير الحكم نتيجة الوصول إلى حكمة كانت خافية، أو الاطلاع على رأيكان غائبا أو غامضا.
ولعل هذا التقدير هو الذي وصل به في زمن وجيز إلى وظيفة رئيس محكمة ثم إلى العمل مفتشاً قضائياً إيمانا واستشعارا من المسؤولين بأن هذه الوظائف لا تكون إلا لأصحاب السلوك الجاد والبحث الدائب والتقارير الممتازة.
ومن هنا كان تدرجه السريع من هذه الوظائف إلى التعيين في وظيفة مستشار في محاكم الاستئناف، ثم في وظيفة المفتش الأول بالتفتيش القضائي للتفتيش على القضاة وفحص أعمالهم وكتابة التقارير الوافية عن هذه الأعمال.
وكان التقليد المتبع في الدولة أن يختار المفتي من بين رجال القضاء الشرعي كما كان التقليد أن يكون حنفي المذهب، وكان يشترط في القاضي الشرعي أن يكون حنفيا الأمر الذي ألجا بعض خريجي القضاء الشرعي - من غير الأحناف - إلى مجلس الدولة فحكم لهم بأحقيتهم في هذه المناصب مهما كان مذهبهم كما كان التقليد المتبع، وأن يكون اختيار المفتي من بين رؤساء المحاكم الشرعية.
فلما انتهت مدة عمل مفتي الجمهورية في عام 1978م كان يوجد اثنان وعشرون مستشاراً في وزارة العدل ممن تنطبق عليهم قواعد التعيين في وظيفة المفتي وبعد الدراسة وقع اختيار وزارة العدل على الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، ليشغل وظيفة مفتي جمهورية مصر العربية عام 1978م.
تسلم فضيلته العمل في أغسطس 1978م، ولم يكن مكتبه جديدا عليه فقد كان كل عمله وهو أمين الدار يتم في إطار هذا المكتب وفي محيطه، وقد استهل عمله - على ضوءعمله السابق - بأن جدد وطور أسلوب العمل، فلم يجد في المكتب سوى مستشار واحد يساعد المفتي في إعداد الفتاوى وكان على هذا المستشار أن يراجع الفتوى ويوقعها قبلعرضها على المفتي.
ومن أجل تحقيق هذه الغاية اتصل الشيخ بوزير العدل وطلب تخصيص بعض كبار رجال القضاء الشرعي للنهوض بمشروعات دار الإفتاء فوافق الوزير على ندب ستة من المستشارين إلى جانب اثنين من الباحثين.
وضع الشيخ قاعدة ثابته لاختيار الفتاوى وترتيبها وتبويبها حسب أبواب الفقه ويتم في المقام الأول - اختيار الفتاوى التي تتميز بمبدأ فقهي جديد وكذلك ذات الطابع العام، ثم وضع المبادئ المناسبة لكل فتوى والقواعد الفقهية المستنبطة منها.
قد تحققت أمنية الشيخ فظهرت الفتاوى الإسلامية، بعون من الله تعالى، وجهدمتواصل من كل العاملين المخلصين الذين أعانوه وتعاونوا منه.
وظهرت المجموعة - حتى الآن - فيما يزيد على العشرين جزءاً وما تزال المسيرة مستمرة.
وقد تضمنت هذه الفتاوى ما جمع ووضع منها من عام 1895م وحتى يناير 1982م وفي الثامن من أغسطس عام 1980م، صدر القرار الجمهوري رقم 432 لعام 1980 بتعيين الشيخ جاد الحق علي جاد الحق عضواً بمجمع البحوث الاسلامية في الأزهر الشريف، فتابع مسيرته في إثراء البحوث الفقهية، والدراسات الإسلامية امتدادا لعمل موصول وجهد دائب في هذا المجال.
في وزارة الأوقاف:
في الرابع من يناير عام 1982م عين فضيلته وزيراً للأوقاف، فبدأ يدرس توجيه سياسة الوزراء التي تمثل الركيزة القوية في ميدان الدعوة الإسلامية وليتواكب عمل الدعاة فيها مع الوعظ والإرشاد في الأزهر الشريف، دعما للرسالة التي نيط أمرها بعلماءالأزهر الشريف في إدارة المساجد بوازة الأوقاف وفي قسم الدعوة في الأزهر، وشاء الله - سبحانه - أن يترك فضيلته وزارة الأوقاف بعد شهرين ونصف من شغله لوزارتها.
مشيخة الأزهر:
في السابع عشر من مارس 1982، صدر القرار الجمهوري رقم 129 لعام 1982 بتعيين الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخاً للأزهر الشريف، ليستكمل مسيرة شيوخه السابقين، ولكل منهم فضله، ومنزلته، وعلمه، وجهاده في سبيل الدعوة إلى الله، وليتمم عملاً بدأه أولئك الأوائل للنهوض بالأزهر ليواكب العصر ويصحح مسيرة الانطلاق في إدارة حازمة رحيمة، وتطلع دائم إلى الأفضل إيمانا بمبدأ السبق في الخيرات.
ففي كل يوم نجد إضافة جديدة أو فتحا جديدا في رحاب الأزهر الشريف.
فهذه لجنة الفتوى في الأزهر التي كان عملها محصورا في إحدى قاعات الجامع الأزهر في مدخل المسجد، فعمل الشيخ - إيمانا منه برسالتها وبحاجة الناس جميعا إليها - على دعم هذه اللجنة حيث أنشأ خمسا وعشرين لجنة للفتوى تضم كل منطقة أزهرية في كل محافظات مصر لجنة منها.
كما تم اختيار أفضل العناصر من علماء الأزهر الذين يتولون إصدار الفتاوى وتلبية حاجات الجماهير في هذه المحافظات الذين يتوجهون إلى علماء الأزهر في ثقة وإيمان.
وأيضا قرر فضيلته إمداد هذه اللجان بالمراجع الفقهية المتنوعة وبما صدر من فتاوى وأحكام لتكون عونا للجنة على الحكم الصحيح.
حرص الإمام الأكبر في إطار التوسع الرشيد في معاهد الأزهر على استكمال إنشاء المناطق الأزهرية حيث وصل عددها إلى 26 منطقة على مستوى الجمهورية، ومثل ذلك في مناطق الوعظ والإرشاد في الأزهر حيث رفع أيضاً إلى 26 منطقة تنتشر في كافة محافظات مصر وزودها كذلك بالمكتبات الشاملة، وعن رأي فضيلته في اختياره للأزهر وأسلوبه في العمل يقول:
الأزهر شأنه شأن كل ساحة من ساحات العمل ما دامت النوايا صادقة وما بقي الإخلاص في العمل غاية يسعى إليها كل مسؤول عنها.
فتاوى الإمام:
نشرت دار الإفتاء للشيخ الأكبر ثلاثة مجلدات تقع في ثلاث وتسعين وألف من الصفحات تسجل مختارات مما أدره المفتي الجاد في الفترة التي تولى بها الافتاء وهي لا تزيد عن ثلاث سنوات وأربعة شهور كما نشرت الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة الإسلامية حتى الآن أربع مجلدات، والخامس تحت الطبع، تحتوى على عدد 2800 من الصفحات تحت عنوان (بحوث وفتاوى إسلامية في قضايا معاصرة) هذا من الناحية الكمية ومن يعرف دقة المفتي الأكبر وبعد غوصه، وصبره على الاجتهاد المستند إلى القواعد الراسخة في علم الأصول، مع بصر لطبيعة العصر وملابسات الحياة، يعرف قيمة الكيف الثمين لهذه المؤلفات الدقيقة ذات الوزن الراجح لدى الدارسين، وهذا غير ما لم يجمع بعد، إذ تتهيأ اللجنة العليا للدعوة الإسلامية لمتابعة إصدار هذه المجموعات، مما يتوالى صدوره بقلم الإمام الأكبر.
والذي يقرأ فتاوى الإمام الأكبر - ولا يدري أنه حنفي المذهب - لا يشعر إطلاقا بأنه حنفي، لأن مراجعه في الفتوى الواحدة تشمل مذاهب الأئمة جميعا، لا أئمة السنة وحدهم من الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة، بل من جميع أئمة الفقه، ظاهرية وإباضية وزيدية وإمامية ومن لا أحصي، وهو بذلك ضرب المثل الحي لمن يريد أن يبحث عن الحق حيث وجده.
رسالة الأزهر إعلاميا وعالميا:
يحرص إعلام الأزهر على إبراز مهمة الأزهر نحو العالم الإسلامي التي كثيرا مارددها الإمام الأكبر جاد الحق وتتلخص في:
- نشر الدعوة الإسلامية دون تعصب لفكر أو مذهب.
- تعليم اللغة العربية بنشر علومها المختلفة.
- الاهتمام المتواصل بأمر المسلمين.
وقد قدرت الحكومات الإسلامية في الأزهر هذه السمة الواضحة فألقت إليه بأفلاذ أكبادها مطمئنه إلى مورده العذب ومنهله الصافي، واثقة من هدفه النبيل الذي لا يستتر خلفة هدم ولا تخريب فأصبحت مصر – بحق - موئلا وملاذا لأكثر من خمسة عشر ألف طالب من مختلف أنحاء العالم الإسلامي والأوروبي والأمريكي يتلقون العلم فيه بمختلف أروقته العلوم العربية والإسلامية.
كذلك أمد الإمام الأكبر هذه البلاد بخمسة آلاف مبعوث من علماء مصر ينشرون فيها الدعوة الإسلامية واللغة العربية على نفقة مصر.
الإمام قاضيا:
إذا كان القضاء هو الذي مهد للشيخ الإمام أن يكون مفتيا بعد أن كان قاضياً وأن يكون بعدها وزيرا للأوقاف ثم شيخا للأزهر وإماما للمسلمين فإن القضاء بكل ما يمثله من هيبة والتزام ظل هو المنهج الذي سلكه ويسلكه في كل أعماله وقراراته وأحكامه.
ففي القضاء رأت الدولة فيه هيبة ووقاراً وعلماً وعقلاً، وحكماً عادلاً لا تشوبه رغبات أو نزعات، ذلك أن الشيخ الإمام منذ كان قاضياً جزئياً في محكمة أخميم عام 1958م، ومن قبلها عام 1956م، في محكمة منيا القمح ثم في محاكم مصر الجديدة مرتين، ثم في الزيتون وقليوب والزقازيق حتى عام 1964م - أصدر من خلال عمله في هذه المحاكم مجموعة من الأحكام القضائية التي تتسم بعمق البحث، وثبات الدراسة، وقوة الأسباب والحيثيات، وكل هذه الأحكام كان سجلا للمبادئ الرشيدة التي جاء أصلها من الشريعة الإسلامية منهجا وتطبيقا، وتطلعا إلى يوم قريب تنتشر فيه مبادئ الإسلام في كل أنحاءالدنيا لينعم الناس بعدالة ترتفع بها هاماتهم وليعلو شأنهم، في ظل قانون ثابت بعيد عن كل دخيل.
فالإمام الأكبر من منصة القضاء كانت تتكشف هويته التي لم تغادره ولم يغادرها، رجل منسجم مع نفسه، منضبط في كل تصرفاته لا ميل مع الهوى، ولا يخشى في الحق لومة لائم، يسبق عقله كل حواسه، ولذا فهو يجمل روحه بكل زينة الفضائل، ويعيش في وئام نفسي مع الناس، وكلما أنبأ هذا الوئام عن خصال الخير فيه من ينميها إيمان بأن الله هو الحق المبين وكان إقبال الناس عليه وحبهم له، وتعلقهم به، حكاما ومحكومين، رؤساء ومرؤوسين إحدى نعم الله عليه.
الأخلاق والقرآن:
يرى فضيلة الإمام أن الإسلام بعد أن أرسى قواعد الدين وجه أنظار المسلمين إلى وجوب تغيير أنماط سلوكهم ومراجعة عاداتهم وأعرافهم التي تخالف السلوك المشروع للإسلام وربط هذا التغيير بصلاح المجتمع واستشهد بآيات من كتاب الله تعالى، وبين فضيلته أن تغير أنماط هذا السلوك غير المشروع لا يتأتى إلا بوقفة مع النفس كما أشار سبحانه في النصين السابقين وتطرق فضيلته إلى بيان مصادر العادات والأعراف غير المشروعة، فرأى أنها في الغالب ترجع إلى فساد الطبقة القادرة على التوجيه بالكلمة النافذة المعبرة عن المفاسد والمساوئ التي تشوه وجه المجتمع نواحيه، إنهم أصحاب الولاية، هم أولوا الأمر كل في موقع إبتداء من الرجل في بيته وإنتهاء بولاية الحاكم، فإذا صلح هؤلاء وكانوا أسوة حسنة في الاستقامة والأمانة والنزاهة والعدل، والالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة فروعاً وأصولاً صلح المجتمع
من مؤلفات الإمام الأكبر وبحوثه:
بعضها تحت النشر
- مع القرآن الكريم.
- النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم.
- مختارات من الفتاوى والبحوث.
- الفقه الإسلامي - مرونته وتطوره.
- رسالة في الاجتهاد.
- رسالة في القضاء في الإسلام.
- كتاب أحكام الشريعة الإسلامية في مسائل طبية عن الأمراض النسائية.
- موسوعة الإمام الفقيه التي أصدرها في عدة مجلدات صدر منها حتى الآن أربع مجلدات والخامس تحت الطبع تحت عنوان (بحوث وفتاوى إسلامية في قضايا معاصرة تحت إشراف الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر).
وبعض هذه الكتب مقرر في المعهد العالي للدراسات الإسلامية وفي مركز الدراسات القضائية بوزارة العدل.
وفاته: توفي الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق بالقاهرة في يوم الجمعة الموافق 25 من شوال عام 1417هـ (15/3/1996م) ودفن بقريته بطرة التابعة لمحافظة الدقهلية.
أنظر كامل الترجمة في كتاب شيوخ الأزهر تأليف سعيد عبد الرحمن ج6 – ص 5 – 59.