الدكتور جميل الكواكبي
هو الدكتور جميل بن المرحوم أسعد الكواكبي، ولد في حلب سنة ١٩٠٩ وتخرج من جامعة الطب سنة ١٩٢٩ ويعتبر طبيباً متفنناً اشتهر بالتتبع باختصاصه والعفة والصدق فكان موضع الثقة والإعجاب، وهو من أبرز الخبراء في علم الآثار وخاصة في النقود الأثرية وله الفضل بتمويل المتحف الوطني بدمشق بنصف موجوداته الأثرية القيمة وأتقن علم التصوير فأخرج لوحات فنية رائعة ويجيد اللغات العربية والتركية والفرنسية وله المام بالفارسية.
وذر كبدى تفنى من البؤس والاسى
فحق عليها ان تذوب وتعدما
فقد كنت قبل اليوم افصح ناطقاً
وقد صرت من هذي الحوادث ابكما
شعره: له شعر كثير غير مجموع، فيه الغث والسمين، اغتالت أكثره أيدي الضياغ وقد جمع شتاته بعض أدباء حلب ومن تخاميسه البديعة.
فؤآد لاعراض الحبيب تصدعا
وقلب لترحال الطبيب توجعا
فيامن حفظت العهد فيه وضيّعا
متى نلتقي حتى أقول وتسمعا
لقد كاد حبل الود ان ينقطعا
جعلت هوى الاحباب دأبي وديدني
وقلبي من فرط المحبة قد فُني
ذهبت غراماً من هواهم وليتني
أذكر أيام الحمى ثم انثني
على كبدي من خشية يتصدعا
لحا اللّٰه من صب بحب ووالع
صبور على الاحباب ليس بطامع
فيا قلبي المخزون مت موت طائع
فليست عشيات الحمى برواجع
اليك ولكن خل عينيك تدمها
نكبته الثانية: رحل عن حلب عقيب نكبة اصابته كاد يهلك بسببها ثم اكتفى الحاكم بسجنه وتغريمه ضريبة فقد بها كل ما يملك، حتى عجز عن أداء باقيها فرفده المرحوم عبد اللّٰه الدلال احد وجوه حلب بمال وفى به ما عليه، ولما تخلص من السجن فارق حلب الى مصر سنة ١٨٢٨ واتصل بحبيب البحري الحمصي الأصل رئيس ديوان الكتاب في حكومة محمد علي باشا الكبير فصار من كتابه، وتحسنت أحواله وقدمه إلى محمد علي باشا فأحسن اليه واصبح من المقدمين عنده، وله قصائد كثيرة يمدح بها آل البحري اعترافاً بفضلهم واحسانهم اليه.
ثم اتهم في اخلاصه وحسن نواياه فنكب ثانية ولازم بيته الى آخر حياته، فمات مهملًا كئيباً وتوفي في حدود سنة ١٨٤٠ ميلادية.
أعلام الأدب والفن – لأدهم الجندي - الجزء2. ص 15