[ محمد ابن أبي الحب ] « 3 » محمد بن أحمد ابن أبي الحبّ - بضم الحاء المهملة ، ثم موحدة - الحضرمي التريمي . قال الخطيب : ( كان فقيها زاهدا عالما عاملا ورعا ، وكان مسموع الكلمة ، مقبول الشفاعة ، مهابا عند السلاطين وغيرهم ، يسعى بين الناس بالصلح ، وله شعر حسن ، منه ما كتبه إلى السلطان مستشفعا لأهل العطب في حط الخرس « 4 » - وكان السلطان قد همّ بل جدّ على أن يجعل على حظائر العطب بحضرموت شيئا من الخرس ، ولم يكن على العطب خرس قبل ذلك - : [ من الطويل ] مساكين أهل العطب ووا رحمتي لهم * فقارا عجافا من صرير المعاجل « 1 » يرومون أهل العطب أن يلحقوا الغنى * وأين الثريّا من يد المتناول فقبل السلطان شفاعته ، وترك ما أراد ، فكان بعد ذلك كل من أراد من ولاة الأمر بتريم [ أن ] يجعل على الأعطاب شيئا من الخرس اعتاق بعائق من الأمور : إما أن يزول الوالي ، أو يصيب الأعطاب شيء من العاهات فتهلك ، ولم يقض أحد منهم من نيته وطرا ، ولم يقدر أحد منهم يخرس شيئا من الأعطاب إلى الآن ببركة شفاعة الفقيه ، أنفذها اللّه حيا وميتا . توفي المذكور ليلة الأحد لأربع وعشرين خلت من ذي الحجة سنة إحدى عشرة وست مائة ) « 2 » . وفي النسخة التي نقلت منها سمّى الفقيه الشافع في العطب صاحب السر محمد بن أحمد ابن أبي الحب ، ولم يذكر تاريخ وفاته ، وسمّى الذي أرخ وفاته بالتاريخ المذكور محمد بن علي ابن أبي الحبّ ، فما أدري هل هما شخص واحد أخطأ في اسم أبيه في إحدى الموضعين ، أم هما شخصان ؛ فإن في بني أبي الحب جماعة علماء فضلاء « 3 » . قال في « البرقة » : ( ومن فقهاء تريم : الفقهاء الأئمة الخطباء آل أبي الحب ، الذين منهم الإمام محمد بن أحمد ابن أبي الحب ، ووالده وأعمامه ، وإخوانه وولده ، الأئمة الصالحون ، والعلماء العاملون ) اه « 4 » وأصلهم من ظفار ، ثم انتقلوا إلى تريم ، واللّه سبحانه أعلم .
https://ablibrary.net/book_content/12904/45