بسم الله الرحمن الرحيم
ترجمة موجزة لسيدي الوالد فضيلة الشيخ المربي محمد نديم الشهابي
ولد المترجم له في مدينة الباب والتي تبعد عن حلب ستة وثلاثين كيلو متراً سنة ست وخمسين وثلاث مئة وألف من هجرة النبي ﷺ الموافق سنة سبع وثلاثين وتسعمائة وألف للميلاد من أسرة فقيرة محافظة لأم مربية فاضلة وأب عصامي لم يطعمه إلا من حلال.
وعندما بلغ السابعة من عمره اصطحبه والده مع أسرته إلى مدينة حلب لينشأ فيها وأخذ الابتدائية من مدرسة سعد الله الجابري في منطقة قاضي عسكر.
والتحق بمعهد إعداد المعلمين.
ومن كرم الله عليه تعرف على جار لهم وهو القارئ الشيخ أحمد عبد السلام كراسي فقرأ عنده القرآن الكريم .
ثم حمل راية التعليم رسالة إلى من رباهم في المدارس التي عمل فيها ، ففي مدرسة الاستقلال باللإضافة لوظيفته التعليمية قام بدوره التربوي بحث أبنائه التلاميذ على الصلاة وصنع من خلال ما يسمى في ذلك الوقت بالفانوس السحري غياث يتوضأ ثم غياث يصلي ثم جعله كتاباً يكاد لا يخلو منه بيت في حلب وهذا الكتاب من أوائل الكتب في تعليم الصلاة .
وفي سنة واحد وستين وتسعمائة وألف أكرمه الله ﷻ بالتعرف على المرشد الكامل وتتلمذ على يد سيدنا الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى ولازمه ملازمة الظل للشاخص في حله وترحاله وقد أشرف على طباعة كتاب حقائق عن التصوف في الطبعتين الأولى والثانية بتوجيه من شيخه .
إلى أن وجهه شيخه للتقدم لامتحانات الشهادة الثانوية ثم انتسب إلى كلية الشريعة في دمشق ليتخرج فيها سنة إحدى وسبعين وتسعمائة وألف .
وقد تزوج سنة خمس وستين وتسعمائة وألف من المربية الفاضلة أمينة رجاء بنت عبد السلام أسود وذلك بتوجيه من شيخه لينجب منها أربعة أولاد ذكرين وبنتين رباهما على الصلاح والتقوى .
ومن آثاره التي حفظ فيها مجالس شيخنا الشيخ عبد القادر عيسى تسجيلات من نفحات العادلية .
وفي سنة ست وسبعين عين خطيباً في جامع الفرقان في حلب حتى سنة ثمانين وتسعمائة وألف ثم سافر إلى المدينة المنورة بصحبة شيخنا الشيخ عبد القادر عيسى .
وبقي ملازما لشيخنا حتى سنة واحد وثمانين وتسعمائة وألف بعد أن صحب شيخه إلى المدينة المنورة وأقام فيها سنة كاملة مدرساً في الجامعة الإسلامية .
ثم رجع إلى حلب ليقوم بواجبه الدعوي في جامع الفتح فأقام فيه حلق القرآن الكريم التي لا زالت قائمة حتى الآن وأقام مجلس الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم بعد فجر الجمعة بالإضافة للدروس اليومية من تصوف وفقه وسيرة وحديث .
وعند وفاة شيخنا الشيخ عبد القادر عيسى سنة إحدى وتسعين وتسعمائة وألف بايع شيخنا الشيخ أحمد فتح الله الجامي خليفة شيخنا الشيخ عبد القادر عيسى على الطريقة الشاذلية إلى أن انتقل شيخنا الشيخ أحمد فتح الله الجامي سنة اثنين وعشرين وألفين ليبايع بعده خليفته فضيلة الشيخ محمد عبد الله رجو شيخاً له الذي كان في يوم من الأيام أستاذاً له في معهد الإحسان الذي أنشأه شيخنا الشيخ عبد القادر عيسى سنة ثمان وسبعين وتسعمائة وألف إلى أن لقي وجه ربه صبيحة يوم الأحد في الحادي والعشرين من صفر الخير سنة ست وأربعين وأربعمائة وألف من هجرة النبي صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم الموافق في الخامس والعشرين من شهر آب سنة أربع وعشرين وألفين للميلاد بعد درس القرآن الذي كان يعقده في حلقة في جامع عبد الله بن المبارك القريب من بيته وشهدت حلب جنازة ضخمة حيث صلي عليه في جامع الفتح في ذلك اليوم الحزين الذي فقدت حلب فيها منارة للعلم والدعوة فيها.
أخلاقه:
من أخلاقه أنه من رآه من بعيد هابه ومن خالطه أحبه هيناً ليناً إلا ما كان فيه مخالفة شرعية ، لا يغتاب ولا يرضى أن يغتاب أمامه أحد عرف عنه التواضع والإعراض عن زينة الدنيا وزخرفها وزهده في الدنيا وأهلها لا يخشى في الله لومة لائم .
له بعض المؤلفات وهي:
غياث يصلي
حكايات وعبر من هدي سيد البشر
قصص قصيرة من حياة الصحابة رضي الله عنهم
من أحسن القصص
هل الترك حجة في التحريم
أبو هريرة المتهم البريء
مكانة الصحابة وحرمة سبهم والنيل منهم
الإجهاض وحكمه في الشريعة الإسلامية
مجموعة الأوراد المباركة
هذه ترجمة قصيرة موجزة ولعلها تكون نواة كتاب في حياة هذا الشيخ الجليل رحمه الله تعالى وسكب على قبره شآبيب رحمته.
وكتبه نجله عبد القادر محمد نديم الشهابي في العشرين من صفر سنة سبع وأربعين وأربعمائة وألف هـ. الموافق في الرابع عشر من آب سنة خمس وعشرين وألفين م .