معين الدين أبي الفضل الأفغاني

تاريخ الولادةغير معروف
تاريخ الوفاة1442 هـ
مكان الولادةغزنة - أفغانستان
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • أفغانستان - أفغانستان
  • غزنة - أفغانستان
  • باكستان - باكستان

نبذة

معين الدين ويُکنی بأبي الفضل، و قد لقب بالعلامة،کان عالما شهيرا بالتدين والتقوی، صوفيا بعیداً عن البدع وأهلها، ملتزما بسنة النبي صلی الله عليه وسلم، شاعرا واديبا بلغته الأم، وقد کتب بعض الأشعار بالعربية والفارسية. ولد في افغانستان ولاية غزني مديرية جيلان منطقة اغوجان قرية جمبران، واصله من کندهار مديرية شاه وليکوت منطقة بوري، و أمه قد ماتت عنه وهو صغير، وابوه کان قارئا وذو خط حسن، و کفَّل الشيخَ عمُّه.

الترجمة

فقيد الأمة الشيخ أبو الفضل معين الدین الأفغاني.

ترجمة الشيخ الفقید الراحل ابي الفضل محمد معین الدین الأفغاني رحمه الله تعالی.

 

نحمدك يا من نوَّرتَ قلوبَنا بنورِ الايمان، وعطَّرَّتَ الستَـنا بذکرِك وتلاوةِ القرآنِ، وأَرَحـْتـَنا من ظلماتِ النفسِ والشيطانِ.

وصلِّ اللهم علی من بَعـثْـتـَه بالرأفةِ والرحمةِ، وخصَّصْتَه بالفضلِ العظيمِ والشفاعةِ، واصحابَه ذوي العزةِ والکرامةِ، اللهم فصلّ عليه وعلی آله واصحابه ومن تَبِعهم إلی يوم القيامة.

اما بعد: فقد قال النبي صلی الله عليه وسلم: انَّ اللهَ لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ منَ النَّاسِ، ولَكن يقبضُ العلمَ بقبضِ العُلماءِ، حتَّى إذا لم يترُك عالمــًا اتَّخذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا، فسُئلوا فأفتوا بغيرِ عِلمٍ فضلُّوا وأضلُّوا. الترمذي

 

وقد جرت منذ سنوات سلسلة قبض العلماء، فارتحل کثير من العلمآء العظام والمشائخ الکرام، أيتموا الأمة بفراقهم، وترکوا فينا أجمل الذکريات وأسماها.

وقد انتقل قبل شهر او أکثر منه الی رحمة الله تعالی الشيخ أبو الفضل محمد معين الدين رحمه الله تعالی، وترك فراغا لانظن يملأه أحد، رحمه الله تعالی رحمة واسعة.

في هذا المقال نريد أن نلقي الضوء علی شخصيته، وحياته وخدماته للأمة الاسلامية.

 

ترجمة العلامة الشيخ أبي الفضل:

اسمه معين الدين ويُکنی بأبي الفضل، و قد لقب بالعلامة،کان عالما شهيرا بالتدين والتقوی، صوفيا بعیداً عن البدع وأهلها، ملتزما بسنة النبي صلی الله عليه وسلم، شاعرا واديبا بلغته الأم، وقد کتب بعض الأشعار بالعربية والفارسية.

 

ولد في افغانستان ولاية غزني مديرية جيلان منطقة اغوجان قرية جمبران، واصله من کندهار مديرية شاه وليکوت منطقة بوري، و أمه قد ماتت عنه وهو صغير، وابوه کان قارئا وذو خط حسن، و کفَّل الشيخَ عمُّه.

کان الشيخ العلامة رحمه الله تعالی مولعا بالعلم وتحصيله، ورحالا جوالا لأجله، حتی رزقه الله تعالی علما نافعا لدنيا، وصار بارعا علی الأقران وفائقا، وکان الشيخ رحمه الله تعالی ذاکرا لله تعالی وداعيا لسبيله، و ثابتا علی دينه، متمسکا بسنة حبيبه، کان مبغضا لله ومحبا له، يذکر الله صباح مساء، مستغرقا في ذکر الله تعالی و خدمة دينه، وقد انقسمت اوقاته الی ذکر الله تعالی والوعظ والتدريس والتصنيف، وکان قد أدی حق العلم والکتاب بأحسن ما يمکن، محترزا أشد الاحتراز عما فيه مذلة العلم.

وکان جريئا في قول الحق، لا يبالي بما يواجهه من أجله، خاصة أمام الحکام والولاة والوزراء وغيرهم.

وقد رأی في حقه کثير من المسلمين منامات صالحة مبشرة، قبل الرحلة وبعدها، وقد دلت علی علو منزلته عند الله تعالی وقبول علمه وعمله، واخلاص نيته في الاعمال کلها.

وکان عمره حوالي ۷ أو ۸ سنوات حين بدأ عمله في رعي الغنم، کان يرعي غنم أهله لمدة.

وهذا ايضا من المناقب والمفاخر الذي فاز بها الشيخ رحمه الله تعالی، ففي الحديث ان النبي صلی الله عليه وسلم قال: مامن نبي الا وقد رعی الغنم، قالوا وأنت يارسول الله، قال: کنت ارعيها علی قراريطَ لأَهلِ مکة.

ويدعو الله تعالی أن يرزقه علما، وکان حريصا علی تحصيله وطلبه.

في يوم من الأيام رأی النبيَّ صلی الله عليه وسلم في المنام، يحکي الشيخ حفظه الله تعالی عن منامه ويقول: کنت ارعى الغنم فاذا النبي الحبيب صلی الله عليه وسلم و حوله اصحابه، فاردت أن التقي به، ولکن منعني بعضهم، ثم قال له النبي صلی الله عليه وسلم: دَعْه، فلقيته صلی الله عليه وسلم وکلمته، وقلت : يا رسول الله فداك نفسي! اشتاق العلم کثيرا، فادع الله تعالی أن يرزقني علما، فاعطاني النبي صلی الله عليه وسلم کفـين من بعض الحبوب الحلوة، و نسيمه بالبشتو (نکل) ..الی آخر القصة.

وقال الشيخ النابلسي رحمه الله تعالی في کتابه مانصه: من رأی أن النبي صلی الله عليه وسلم اعطاه شيئا فان ذالك يدل علی العلم النافع، ذالك فضل الله يؤتيه من يشاء، نفعنا الله تعالی والمسلمين بعلومه.

وبعد ذالك بأشهر بدأ في طلب العلم ورحل في تحصيله الی مناطق عديدة داخل افغانستان ، وبعد مضي ثلاث سنوات أو أربع فاز بمنصِب الوراثة، وتشرف بتاج العزة، وتعمم بعمامة الفراغة باذن الله وعونه، وصار فارسا قويا شهما في ميدان العلم والعمل. وقد کثرت نعم الله تعالی عليه حتی أصبح وحيد العصر فقيد المثل وذا الفضائل التي تفرد بها ولله الحمد.

 

تدريسه:

الشيخ رحمه الله قد درَّس خمس وأربعين سنة علی الأقل وربی جما غفيرا من المسلمين، وقد تخرج بيده عدد کبير من العلماء والشيوخ والمصنفين، والمجاهدين، وقد عين کمدرس في کثير من المدارس الواقعة في مناطق متعددة من افغانستان وباکستان، وقد درَّس في المدرسةِ التابعة لأمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد رحمه الله رحمة واسعة سنواتٍ، وکان يقوم بتفسير القرآن الکريم عبر اذاعة کندهار، وله محاضرات عبر تلك الاذاعة باسم «امر بالمعروف والنهي عن المنکر»کان يلقي الضوء من خلال تلك المحاضرة علی مانهی الله تعالی عنه وما أمر به، و «تصوف او عرفان» وکان يبين فيه حقيقة التصوف ويميز التصوف الحقيقي عما يُسمی بالتصوف زورا، و يفرق بين الحق والباطل، ويوضح مصالح أهل التصوف الحق واضرار أدعياء التصوف.

وکان يصلي العصر بجماعة في مسجد «خرقه شريفه» ويقوم بتفسیر القرآن الکريم ايضا بعد الصلاة، ويحضر لحلقته کثير من العامة والخاصة من العلماء والصلحاء والطلبة و الأمراء، فماکان شغله الا خدمة الاسلام وأهله.

وبعد الاحتلالِ الأمريکي هاجرَ الی باکستان وترك وطنه حفظا لدينه واهله، والتزم بيتَه وصارَ لايخرجُ من البيت طُول السنةِ الا لصلاة الجمعة وخطبتها، ويديرُ امورَ المسلمين ويقومُ بمصالحهم من مکانه، وليس ذالك الا حرصا علی دينه وحفاظا علی مَـنصِبِ العلمِ الشريفِ.

 

شغله:

کما قلنا آنفا أنه ملتزم غرفته فيشتغل بذکر الله تعالی والتصنيف والتأليف والتعليم والتدريس، لا يجالس الناس ولايخالطهم الا للضرورة، وکان أصحاب مجلسه العلماء والطلبة واهل الصلاح والفقراء، ولا يخرج لدعوة الطعام وغيره، وذالك لأمور : الأول: استغلالا للوقت الثمين، الثاني: لأن أکثر الناس اليوم لايميزون بين الحرام والحلال ويکسبون کل ما تيسر لهم، فقد قال النبي صلی الله عليه وسلم : « و الذي نفسي بيده إنَّ العبدَ لَيَقذِفُ اللقمَة الحرامَ في جوفه مَا يُتقبلُ منه عملٌ اربعينَ يومًا، وأيما عبدٍ نبتَ لحمُه من سحتٍ فالنارُ اولی به. [رواه الطبراني مرفوعًا].

وقال النبي صلی الله عليه وسلم: «الحلالُ بَـيِّـنٌ والحرامُ َبَـيِّـنٌ، وبينهما مُشتبهاتٌ فمن اتَّقَی الشُّبُهاتِ فقدِ اسْتَبْرَأَ لِدينـِه».

 

وقد كان الشيخ رحمه الله تعالی متوکلاً علی الله، مقبلاً عليه، ومعرضاً عن مدح مادح وذم ذام، لايشغله عن ذکر الله وخدمة دينه حسدُ حاسدٍ ولا شرُّ شريرٍ، ويُسَلِّي نفسَه بأن الله ينصر عباده المؤمنين، ولا يضيع أجر العاملين، وبما وقع لأهل الله علی مر الأيام من حسد الحساد وظلم الظالمين.

 

وصاياه:

- دوما يوصي باخلاص النية لله تعالی ، في الأعمال کلها، ويقول: أهمُّ الأمورِ وأصعبِها في زماننا اخلاصُ النيةِ .

- يُوصي من یتخرج من العلم بان لا يترك الدرسَ والتعلمَ، فانَّ من ترك التعلمَ فهو أجهلُ الناسِ.

- يوصي الطلبة والعلماء والمجاهدين بأن يطالعوا الکتب التي تشتمل علی سير الطلبة والعلماء والمجاهدين في الزمنِ السالفِ، وتُذکر فيها خصائلهم وشمائلهم وصفاتهم التي فازوا بها ونجحوا.

 

ومن وصاياه: عاملوا الناسَ بکلِّ محبة واخلاص وأخوة، وعاشروا بينکم بإيثار ومودة، فان التعاملَ الحسنَ والمعاشرةَ الحسنةَ ألذ و أحلی من التعامل السيئ والمعاشرة السيئة، وأن في التعامل الحسن والمعاشرة الحسنة فوز الدنيا والآخرة، وأما غيرهما فيتسبَّبان في خسرانهما.

 

ومن وصاياه: لا تُضيِّعوا أوقاتِکم الغالية، فانها لن تعود، من أضاع منکم المال فکم يتحسر ويتأسف بذالك؟ فحافظوا علي العمر فانه أغلی من کل شيء !!!!!

وغيرها من الوصايا الهامة جدا، ولنعم ما قيل: کلام الملوك، ملوك الکلام.

 

مؤلفاته:

  • تفسير فضل الرحيم، الذي اختص بخصائص واشتمل علی العجائب والنوادر.
  • فضل الباري شرح صحيح البخاري.
  • فضل القوي شرح سنن الترمذي.
  • فضل الغني شرح مختصر القدوري.
  • کتاب الأذکار (الصغير).
  • حق البيان شرح بديع الميزان.
  • فضل المتعال شرح ملا جلال.
  • فضل اللاهوت شرح مسلم الثبوت.
  • فضل الله شرح حمد الله.

ومن الجدير بالذکر أنه کان يکتب بالعربية ویصنف بها، و بعد ما رأی حاجة الشعب للکتب الدينية بلغتهم البشتوية وأصر بذلك غَيـّر لغةَ تأليفه وبدأَ يکتب بلغة الأم (الأفغانية). رحمه الله تعالی.

 

وفاته:

انتقل الی رحمة ربه الکريم صباح الخميس ۷ رجب ۱44۲ه الموافق ۱۸ فبراير۲۰۲۱.

ولا زالت تفوح من مرقده رائحة طيبة يحس بها کثير من الصلحاء ومتعلقيه، وغرفته التي قد قضی جميع ايام عمره الغالي فيها لازالت معطرة وتحس فيها روائح طيبة ومسکنة.

أفاض الله تعالی علينا من فيوضاته وبرکاته، ورفع الله تعالی درجاته ورزقه لقائه ولقاء حبيبه صلی الله عليه وسلم.

 

كتب الترجمة: ولده فاضل الأفغاني

عفی الله عنه ورزقه علماً نافعاً

    20 / 07 / 1442