ممل علي أبو تراب بن معمه الأقوشي الدركي
تاريخ الوفاة | 1348 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
(الحاج مَمَّل على أبو تراب بن مَعَمَّه الأقوشى الدّركى) كان مولده فى بلدة أقوشه من بلاد داركه ونشأ فيها ولما كمل رشده قرأ القرآن والعلوم الدينية ثم اشتغل بالعلم وأخذ عن علماء عصره ولا سيّما عن الشيخ الفقيه حجلعلى الأقوشى ولزمه برهة ثم رحل الى الأقطار وأخذ فى بلدة كبدان عن الشيخ القاضى دازى الكبدانى وغيره قرأ كتاب التحفة عن علماء عصره تفـقّه فى المذهب الشافعىّ رضى الله عنه كان مشتغلا بالعلوم فى جميع عمره وممارسا لها درّس وافاد المحصّلين وكان فريد عصره ووحيد دهره ولقى الشيخ الياس الزدقارى رضى الله عنه وأخذ عنه الطريقة وأجاز له الشيخ للارشاد والتبليغ.
رحل الشيخ الى البلاد والممالك الاخرى وذهب الى بخارى وما ورآء النهر وولاية شروان وشماخى ولقى فيها العلمآء والمشائخ ورحل الى الدّولة العثمانية ولقى الأكابر هنالك ونزل فى استانبول ولقى فيها شيخ الإسلام فى البلاد العثمانية (أبا الهدى الصّيادى الرفاعى) صاحب المؤلفات النافعة أهدى هو من مؤلفاته اليه كديوانه فى المديح ولقى أيضا فيها (الشيخ محمد ظافر المدنى) وأهدى هو اليه أيضا كتابه (النور الساطع، والبرهان القاطع) ووصل الى بلاد الشام ودخل دمشق وحما وحمص وغيرها من بلاد الاسلام ولقى فيها الاكابر والمشائخ والعلمآء الأعلام ووصل الى مكة المكرّمة حج واعتمر وزار المشاهد الشريفة ثمّ وصل الى المدينة المنوّرة وزار النبى صلى الله عليه وسلم ولقى فيها الأكابر والعلمآء واستفاد منهم وأجازوه كلّهم بالاجازة المطلقة ورضوا عنه وكان متـقـنا فى العبادة مداومًا على الجماعة والجمعة وسائر الطاعات وكان أمّارًا بالخير والمعروف نهّايًا عن المنكر والمعاصى واعظا ناصحا منصحا وكان جلّ همّـته وقصده المدارس والمكاتب واقامتهما وكان يحثّ الناس على ذلك ويحرّضهم كان كثير المودّة بأهل العلم ومشتغليه وكان ينكر الناس بعدم اقرائهم القرآن بالتجويد.
كان (رحمه الله) ذا هيبة حسنة وسيمة منورة كان الناس يتحابونه من جلالته وكان رحلة للطالبين من جميع النواحى قد درّس وأفاد الناس قدر أربعين سنة خرج عنه تلامذة كرام وكان له مريدون واتباع من جميع النواحى ويوجد له آثار فى العلوم والمسائل.
وكان ظنه حسنا بأئمة الاسلام ومشائخه كان لا يحبّ الطائفة الذين يدعون الاجتهاد المطلق الآن وكان ينكرهم غاية الانكار وكان أيضا لا يحبّ الطلبة الذين يقرأون العلوم العصرية ويدخلون دار العلوم والفنون وكان يقول: "ان أصل مادة الاغترار والكفر يتولد منها" ولمّا وقع الانقلاب الروسى قد تصدر الناس باسم شيخ الاسلام واجتهد على احياء الشريعة الاسلامية بقدر جهده وقابل الكفار بعساكره وأتباعه وكان قد أقام سياسة شريفة بفكره وعقـله ولكون أصحابه من علماء السوء وشرار الناس ولكثرة وقوع النفاق والفسوق بين الأهالى وفقد الاتّحاد فيما بينهم صار ما صار ووقع ما وقع وقدر الله محيط بالاشياء فالله يعفو عنه ويصفح والله غفور رحيم توفى سنة 1348 فى 9 ذى القعدة يوم الثـلثآء.
نزهة الاذهان فى تراجم علماء داغستان - نذير بن محمد حاج الدركيلى الداغستانى