ومنهم العالم الفاضل عطاء الله التـتارى القزانى الامام القاضى فى بلدة (ينغى قله).
وكان الشيخ من عجائب العصر لطيفا عفيفا تقيا ورعا حسن االنطق كثير الهيبة ذات لحية بيضاء وكانوا لديه كأنما على رؤسهم الطير كانوا لا يقدرون أن ينظروا الى وجهه المنور وذلك لغلبة هيبته وشدة سطوته (اتقوا فراسة المؤمن).
كان فيّاضا عارفا بدقائق الطريقة وبعلاج النفوس المريضة والقلوب القاسية وله أتباع كثيرة من الخواص والعوام أكثرهم ماتوا.
والحاصل أنه أحيى مراسم الطريقة النقـشبندية بعد الثغورى رضى الله عنهم.
كان ناصحا لله ذاكرا كثير العبادة مجاهدًا فى سبيل الله محى الليالى والأيام بالدعوة والارشاد والوعظ والنصيحة كان يتكلم الى الناس بالكلام اللّين ويميل قلوبهم القاسية الى الحق كان ممتازا فى ضرب الأمثال فى المحاورات وكان كثيرا ما يرسل الى الأرجاء نصائح يدعوهم (فيها) الى الله ودينه وكان ابنه محمود خادمًا له ومعينا فى جميع شؤونه وكان محمود وامّه زوجته زازه ابنة على الزدقارى يمكثان معه وله ابن آخر أصغر منه اسمه محمّد، وللشيخ آثار ومؤلفات ومن مؤلفاته (سلّم المريد) بلسان العرب طبعوه فى مطبعة قازان و(كفاية المريد) بلسان غموق وله قصائد كثيرة فى الزهديّات والمدحيّات وغيرها.
كان الشيخ فى آخِرِ عمره عاجزًا لا يقدر أن يقوم ويمشى وذلك لكونه مريضا بقى كذلك قدر سبع سنوات فى (نووزنسكه) وتوفى فيها سنة 1322 فى 15 ربيع الاولى ثم حملوه الى داغستان بالتابوت على العجلة النارية ودفنوه فى قرية (فاراول) من بلاد تميرخان شوره (وهو) مشهور يزار رضى الله عنه.
نزهة الاذهان فى تراجم علماء داغستان - نذير بن محمد حاج الدركيلى الداغستانى.