نذير أحمد بن سعادة علي بن نجابة علي الدهلوي

تاريخ الولادة1247 هـ
تاريخ الوفاة1330 هـ
العمر83 سنة
مكان الولادةبجنور - الهند
مكان الوفاةدهلي - الهند
أماكن الإقامة
  • بجنور - الهند
  • بنجاب - الهند
  • دهلي - الهند
  • كانبور - الهند

نبذة

المولوي نذير أحمد الدهلوي الشيخ الفاضل نذير أحمد بن سعادة علي بن نجابة علي الأعظم بوري البجنوري ثم الدهلوي، أحد الأدباء المشهورين. ولد سنة سبع وأربعين ومائتين وألف ببلدة بجنور، وقرأ المختصرات على مولانا نصر الله الخويشكي الخورجوي ببلدة بجنور، ثم دخل دهلي سنة ثمان وخمسين وقرأ العلم على أساتذة المدرسة الكلية بها

الترجمة

المولوي نذير أحمد الدهلوي
الشيخ الفاضل نذير أحمد بن سعادة علي بن نجابة علي الأعظم بوري البجنوري ثم الدهلوي، أحد الأدباء المشهورين.
ولد سنة سبع وأربعين ومائتين وألف ببلدة بجنور، وقرأ المختصرات على مولانا نصر الله الخويشكي الخورجوي ببلدة بجنور، ثم دخل دهلي سنة ثمان وخمسين وقرأ العلم على أساتذة المدرسة الكلية بها، وولي التدريس بكنجاه من أرض بنجاب سنة إحدى وسبعين، وبعد سنتين ولي نظارة المدارس ببلدة كانبور، وتعلم اللغة الإنكليزية، ثم أعان الولاة في نقل تعزيرات الهند من اللغة الإنكليزية إلى الأردوية، وأصلح ما كان فيه من خلل في تعبير المعاني ووضع المصطلحات، وصار سعيه مشكوراً في ذلك، فناب الحكم في إحدى المتصرفيات، ثم استقدمه نواب مختار الملك وزير الدولة الآصفية إلى بلاد الدكن وولاه على بعض الأقطاع، فأقام بتلك البلاد عشر سنين، وأحيل إلى المعاش، فرجع إلى بلدته دهلي واعتزل في بيته.

وكانت له اليد الطولى في العلوم العربية، والكعب العالي في الفنون الأدبية، وكان يقع في الحديث الشريف وفي رواته ويقول: هم جهال لا يعرفون العلوم الحكمية ولا معاني الأحاديث الحقيقية، وكان حفظ القرآن الكريم في كبر سنه، ونقل معانيه باللغة الأردوية، ومال في تفسير القرآن إلى أقوال مرجوحة، وكان كثير الافتخار بترجمته للقرآن، لتضلعه من اللغتين، ومعرفته لأساليبهما، ويؤخذ عله أنه قد يختار التعبير الذي لا يليق بالملك العلام وجلال الكلام، لغرامه باستعمال ما جرى على لسان أهل اللغة، وشاع في محاورة بعضهم لبعض، وقد يتورط بذلك فيما يثير عليه النقد واللائمة، ووقع له ذلك في كتابه أمهات الأمة الذي حدثت عليه ضجة، وكثرت فيه الأقاويل.
كان عصامياً، صنيع نفسه، وجده واجتهاده في العلم والأدب والتأليف، وكان يفتخر بذلك وكان خطيباً بارعاً، لاذعاً في النكت، كثير التهكم، قد أيد حركة السيد أحمد خان التعليمية وانتصر لها بخطابته ومحاضراته، وأعان خليفته النواب محسن الملك، وكان ذا عناية بتنمية الأموال وتثميرها مقتصداً في إنفاقها، حلو الحديث فكه المحاضرة، كثير الدعابة، خفيف الروح، حاضر البديهة، زار الأمير حبيب الله خان والي أفغانستان الهند، فقابله المولوي نذير أحمد في دهلي، وقد اجتمع العيد مع الجمعة، فأنشده ع:
عيد وعيد وعيد صرن مجتمعه وجه الحبيب ويوم العيد والجمعة
ففرح الأمير بحسن اختياره، وحضور بديهته، وأقبل عليه يقبله ويعانقه ويبالغ في الثناء عليه.
وكان أسمر اللون، طويل القامة مائلاً إلى السمن، بطيناً، كبير الهامة، أصلح، له عينان صغيرتان غائرتان تنمان عن ذكاء مفرط، جهوري الصوت، أفوه واسع الشدقين، صغير الأنف كبير المنخرين، صغير العنق غليظه، متجملاً في اللباس إذا برز للناس، مقتصداً فيه إلى النهاية إذا دخل البيت، واشتغل بذات نفسه.
وله مصنفات ممتعة، أحسنها ما يغنيك في الصرف في التصريف، ومبادىء الحكمة في المنقط في أسلوب عصري مبسط كلاهما بالأردو، والحقوق والفرائض وله غير ذلك، نحو مرآة العروس، وبنات النعش، وتوبة النصوح، وابن الوقت، والأيامي، كلها روايات أخلاقية تجمع بين الأدب والعلم، وتعليم الدين والأخلاق، وتلقيت بقبول عظيم وله أبيات رقيقة رائقة بالعربية.
منها قوله في مدح سر وليم ميور.
تمنيت أن القلب كان لساني يبوح بسر يحتويه جناني
فإني إذا ما رمت إظهار شكركم تقصر عنه منطقي وبياني
ولم أر قبلي قط من نال غاية تخلف عنها أهل كل زمان
يلاطفه بحر الندى وعبابه ويكرمه ليث الوغى وطعان
دعاني فأدناني وأعلى محلتي وأجلسني من قربه بمكان
وزودني ما إن تنوء بعصبة أولى قوة لهذ أشق عوان
نقودي فلي في ألفه ألف حاجة قضاء ديون وافتكاك رهان
وغيرهما ما لا أكاد أعدها وذا ساعتي صيغت من العقيان
أقلدها جيدي ليعلم أنني لسر وليم في ربقة الإحسان
وله في قدوم الأمير حبيب الله خان ملك أفغانستان:
جمعت فيك التقى والملك والأدبا والله إنا نرى في شأنك العجبا
ذكرتنا الخلفاء الراشدين فدم على الهدى وتبع منهاجهم رغبا
إنا لفي زمن في أهله خبل لا يحسنون اكتساب العلم والطلبا

لا سيما المسلمون الغافلون فهم يرجون أجراً ولا يقضون ما وجبا
الدهر ذو خول والمرء مرتهن يجزي سواء بما ألغى وما كسبا
الله قدر في الدنيا بحكمته لكل واقعة أو حادث سببا
الأمر والحكم أيام مداولة بين الخلائق والدنيا لمن غلبا
الحرب ترفع أقواماً وتخفضهم وإن للناس في تسليطهم نوبا
أما الحديث فقد زالت مهابته كن حامل السيف أو من تحمل الخشبا
لا يعصمنك من ضرب البنادق لا وإن تطبقت تحت الجوشن اليلبا
فالعلم في عصرنا اشتدت سواعده وعن ان لنا في جمعه أربا
وربنا الله لا تحصى مواهبه والعلم أكبر ما أعطى وما وهبا
بالعلم كرمنا والعقل فضلنا لولاهما للقينا الكد والنصبا
كل يريد علوا لا يليق به فإن في العلم سراً كان محتجبا
المترفون هم الفساق أكثرهم يبذرون تلاد المال والنشبا
إن ينتهوا ينتهوا عن سوء فعلهم للعجز والضعف لا خوفاً ولا رهبا
أخلاف قوم علوا في الأرض مرتبة وآمنوا بنبي شرف العربا
ضلوا طريق الهدى والدين قد نبذوا وراءهم فاستحقوا المقت والغضبا
لتهلك القوم حتى لا معاش لنا ولا كفافاً إذا لم ناله دأبا
الجهل فقر وداء لا شفاء له ولا نهاية إلا الموت والعطبا
بالقل والذل دنيانا مكدرة والدين فينا ينادي الويل والحربا
إلى غير ذلك، مات بالفالج سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف ببلدة دهلي.

الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)