مشتاق حسين بن فضل حسين الأمروهي
وقار الملك
تاريخ الولادة | 1257 هـ |
تاريخ الوفاة | 1335 هـ |
العمر | 78 سنة |
مكان الولادة | مراد آباد - إيران |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
نواب مشتاق حسين الأمروهي
المشهور بوقار الملك
الشيخ الكبير مشتاق حسين بن فضل حسين الحنفي الأمروهي نواب انتصار جنك وقار الدولة وقار الملك، كان من الرجال المشهورين في الصدق والديانة والعزيمة الراسخة بحيث لا يزعجه عما يبدي من العزائم شيء.
ولد سلخ محرم سنة سبع وخمسين ومائتين وألف في قرية سراوه من أعمال مراد آباد، وأصله من كنبوه - أسرة مشهورة بالذكاء وحسن الإدارة، ومات أبوه وله ستة أشهر، فنشأ يتيماً في حجر أمه، وعنيت بتربيته وإنشائه على الخصائل المحمودة.
قرأ بعد ما انتهى من الكتاب مبادىء العربية والشريعة على الشيخ راحت علي الأمروهوي، ثم التحق بمدرسة حكومية، ثم دخل في كلية الهندسة في روزكي واجتاز الامتحان حوالي سنة ست وسبعين ومائتين وألف.
وعين مدرساً في المدرسة المحلية التي تخرج فيها براتب شهري لا يزيد على عشر ربيات، وتعرف بالسيد أحمد خان مؤسس الحركة التعليمية الشهير، فعينه على مراقبة دار العجزة والفقراء في أمروهه، وكانت أيام مجاعة عامة في الهند.
وتنقل في وظائف مختلفة حتى عين موظفاً في محكمة عليكزه، واشتغل مدة تحت رئاسة السيد أحمد خان، وأعجب السيد أحمد بنجابته وأمانته ونصحه، ودخل في امتحان جديد في المصلحة المالية ونجح، وعمل مع السيد أحمد خان في مجاعة سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف في مديرية كوركهبور، وأقر الحكام الإنجليز بحسن خدمته، وتجلت عصاميته واستقامته على الدين والمبادىء في الحوادث التي وقعت أثناء خدمته في الحكومة ومعاملته للحكام الإنكليز، وظهرت قوة نفسه وأنفته، وإباؤه للضيم، وأعان السيد أحمد في مشاريعه التعليمية، وقام بنشاط ملحوظ في رفع شأن المسلمين، ونشر العلم والآداب فيهم، وتأسيس المؤسسات الخيرية في المناطق التي خدم فيها، وظهر نبوغه في الأمور الإدارية، وفهم لعلل المسلمين وأسباب انحطاطهم.
واستقدمه سالار جنك وزير المملكة الآصفية بحيدر آباد لإصلاح الإدارة وتنظيم المالية، والتقدم بالبلاد، في من استخدمهم من نوابغ الهند وفضلائها، وتوجه إلى حيدر آباد سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، وعين ناظم العدلية، وارتقى في مدة قليلة إلى أمانة وزارة العدلية، وقام بإصلاحات دقيقة، واسعة المدى في الإدارة والتشريع، وتنظيم المالية، ورفاهة البلاد، وعين حاكماً في كلبركه في سنة تسع وتسعين ومائتين وألف، ومات سالار جنك سلخ ربيع الأول سنة ثلاثمائة وألف، وعين عضواً في المجلس المالي للدولة في سنة إحدى وثلاثمائة وألف بزيادة في الراتب، وانحل المجلس خلال عام واحد، ورقى المولوي مشتاق حسين إلى منصب حاكم الولاية ولقب بانتصار جنك بهادر، وقام كالمعتاد بإصلاحات وتنظيمات مفيدة، تعود على البلاد بالخصب والرفاهية وحسن الإدارة، ونقل إلى أمانة وزارة المالية في سنة أربع وثلاثمائة وألف، وأثار نجاحه وما حصل له من القبول في الشعب حسد الحساد والمنافسين، وأعانت على ذلك صرامته وعدم مداهنته وإيثاره لمصلحة الشعب والبلاد على كل مصلحة، حتى اضطر إلى طلب الإحالة على المعاش، ورفض هذا الطلب، ولقب بوقار الدولة وقار الملك، وأنعم عليه الأمير محبوب علي خان صاحب الدكن بالمنصب والعلم والنقارة، وكان ذلك لثلاث بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثمائة وألف، وعين مساعداً للوزير، وتوسعت دائرة حكمه في البلاد، ونشط الحساد في الوشاية والسعاية، ووجهت إليه تهم هو منها بريء، فعاد إلى طلب الإحالة على المعاش، ووفق عليه في الرابع والعشرين من ربيع الأول سنة عشر وثلاثمائة وألف.
وأقام المولوي مشتاق حسين مدة في وطنه، منصرفاً إلى الأمور المفيدة، ومساعدة المشاريع الخيرية وتشجيعها، وسافر في شوال سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف للحج والزيارة، واستقام خلال هذه المدة كلها على مساعدة مدرسة العلوم في عليكزه، وبذل النصح لها، من غير محاباة أو مداهنة، وقد اضطره إخلاصه مراراً إلى أن عارض السيد أحمد خان الذي كان يجله ويحبه معارضة شديدة أغضبته عليه، واتسعت الفجوة بينه وبين شيخه السيد أحمد خان حين اختار ابنه السيد محمود خليفة له في إدارة الكلية.
واختير أميناً عاماً للكلية على وفاة النواب مهدي علي خان المعروف بمحسن الملك في عاشر ذي القعدة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف، وكان من خيرة من تقلد هذا المنصب، وشمر عن ساق الجد والاجتهاد في إصلاح الحال، وتربية الشباب الذين يتعلمون في هذه الكلية، ورفع شعائر الإسلام، والحث على التدين، والقيام بالواجبات الدينية والشعائر الإسلامية، ووقف موقفاً قوياً صارماً تجاه العنصر الإنكليزي الذي كان قد استولى على الكلية، وتدخل الحكام الإنكليز في شؤون الكلية، وأثبت عصاميته واعتداده برأيه واعتماده على المسلمين، وبيض الله وجهه في هذه المواقف، وإثارة النخوة القومية في المسلمين، وكان له فضل كبير في تأسيس العصبة الإسلامية وتقويتها، وفي تأييد القضايا التي تؤثر في حياة المسلمين، وتقدمت في دوره الكلية الاسلامية تقدماً واسعاً، ووجد اتجاه إلى الدين، وأيد ندوة العلماء، وشجع على التعليم الديني.
وفي سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف قدم استقالته عن الأمانة العامة الكلية، وقبلت في السادس من شعبان من هذه السنة، وقوبلت بتأسف عام، وشعور بالاعتراف والإعجاب بشخصيته وأعماله، وكان يدعو إلى استقلال المسلمين السياسي، وأن تكون لهم جبهة سياسية منفصلة عن الهندوس، ويعارض الانتخاب المشترك، وقاد المسلمين سياسياً مدة طويلة، وتمتع بإحترام وثقة نادرة، ضعفت صحته أخيراً وتمادى به المرض فاعتزل في البيت. كان المولوي مشتاق حسين من نوادر العصر ونوابغ الرجال في الصرامة وقوة العزم، الرسوخ في العقيدة، والثبات على المبدأ، والتمسك بالأخلاق الفاضلة في الإدارة والسياسة، والأمور الخلافية، كثير الجد فيما يعانيه من الأمور، بعيداً عن الهزل وسفاسف الأمور وخسائس الأغراض، حريصاً على خدمة أمته وإخوانه، وقوراً مهيباً، سليم العقيدة، محافظاً على الواجبات الدينية، والشعائر الإسلامية، كان لا يدخر مالاً، اعتزل الخدمة في حيدر آباد وله راتب ضخم ومنصب كبير، وليس عنده ما يرجع به إلى وطنه، فباع أثاث بيته، واستعان به على السفر.
كان عبلاً جسيماً، قصير القامة، قصير العنق، كبير اللحية، وكان يحلق رأسه غالباً، ويلبس الطربوش.
كانت وفاته لأربع خلون من ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف، وصلى عليه جمع حاشد، ودفن في أمروهه.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)