محمد بن أحمد الطوكي

أبي الرضاء

تاريخ الولادة1273 هـ
تاريخ الوفاة1314 هـ
العمر41 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • بوبال - الهند
  • دهلي - الهند

نبذة

الشيخ محمد بن أحمد الطوكي الشيخ الفاضل الكبير محمد بن أحمد الطوكي أبو الرضاء، كان من العلماء المشهورين، ولد ببلدة طوك سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف ونشأ بها، وحفظ القرآن، وقرأ المختصرات على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى بلاد شتى وقرأ الكتب الدرسية على المفتي لطف الله بن أسد الله الكوئلي على غيره من العلماء

الترجمة

الشيخ محمد بن أحمد الطوكي
الشيخ الفاضل الكبير محمد بن أحمد الطوكي أبو الرضاء، كان من العلماء المشهورين، ولد ببلدة طوك سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف ونشأ بها، وحفظ القرآن، وقرأ المختصرات على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى بلاد شتى وقرأ الكتب الدرسية على المفتي لطف الله بن أسد الله الكوئلي على غيره من العلماء، ثم لازم الشيخ فيض الحسن السهارنبوري، وتأدب عليه، ثم دخل دهلي وأخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث.
وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، قوي الحفظ سريع الكتابة، يكتب النسخ والتعليق بغاية الحلاوة، وكان حسن المحاضرة كثير المحفوظ بالأدب والشعر يسرد على محالها، ولكنه كان شديد التعصب على الأحناف، بذاء اللسان يهجوهم ويشنع عليهم على رؤس الأشهاد، ولذلك غضب عليه نواب إبراهيم علي خان أمير ناحية طوك وأمر بحبسه، ثم أطلقه بشفاعة عمه عبيد الله خان فذهب إلى بهوبال فوظف له نواب صديق حسن القنوجي فأقام بها مدة طويلة، رأيته بها وجالسته، ثم رجع إلى بلدته طوك سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف، وكان مريضاً بالإستسقاء، فمات بها.
ومن مصنفاته شرح بسيط على ديوان الحماسة، وشرح على ديوان المتنبي، وحاشية على لامية العرب للشنفري، وله الدراسة الوافية في العروض والقافية والقصيدة البديعة في ذم المقلدة الشنيعة تشتمل على اثنتين وثمانين ومائتين بيت، وأخرى تربو على مائة وخمسين بيتاً، وله قصائد غيرها، وشعره جيد حسن السبك سهل المأخذ، منها قوله:
هواكم بقلبي والجوى في تمدد وشوقي للقياكم مقيمي ومقعدي
أبى القلب أن يسلو الأحبة صابراً وأن يرتضي نوماً بجفن مسهد
أناجي نجوماً طول ليلي كأنني أطارت كرى عيني ليلة أرمد
لقاؤكم المطلوب أحلى من الكرى وأشهى من العيش اللذيذ المرغد
وكم بت أبكي من تذكر جيرتي وأرعى عهوداً كن في خير معهد
بكت عين قلبي بالدماء تحزنا إذا ذكرت أيام وصل مبعد
وما لي لا أبكي وقد حازني النوى ولم أعط منكم نظرة المتزود
أطارت تباريح الحوى كل بنيتي ومل طيبي طول سقمي وعودي
إلى كم أقاسي شدة من فراقكم أذوب بنار في الحشا متوقد
رحلتم فبالله كم من حبائل تصيد فؤادي من أغاني المغرد
سلبت لذيذ العيش لا عيش بعدكم أعيش وعيشي عيش جيران أكمد
أقاسي أواماً في هجير غرامكم ولم أرض غير الوصل والدهر موردي
وأنتم شفائي لا دوائي غيركم ومنكم أرجي الفوز في نيل مقصدي
فمنوا على من يرتجي بقدومكم حياة فؤاد بالسرور المجدد
وإن لم تلاقوني بأنس ورغبة فيا وجد لا تذهب ويا حسرة اشهدي
وقوله من أخرى:
إلى الله أشكو المشركين ببلدة بليت بها منكم بكرب وغربة
أقمت لديهم مدة في ديارهم كئيباً حزيناً من أذاهم وجفوة
أصبت بحقد منهم وقلائهم فكم شدة قاسيتها وبلية

أقضي الليالي ساهراً متفكراً مخافة كيد منهم وخديعة
وضاقت على الأرض جداً برحبها هجوماً لأنواع الخطوب الملمة
وجدتهم عمياً عن الحق والهدى ومقتحمي لج الضلال وبدعة
فنبهتهم عن غفلة ودعوتهم إلى دين رب العالمين وشرعة
وذكرت بالقرآن سراً وجهرة ورغبتهم في الاتباع بسنة
نصحتهم باللين كي يأخذوهما ويصغوا إلى قولي بأنس ورغبة
وأخبرت عن بطلان تقليد مذهب وعرفتهم ما جاءنا بالأدلة
وكررت تذكيري رجاء لنفعه ورددت نصحي مرة بعد مرة
واسمعتهم فيما أمرنا بأخذه أحاديث ترغيب وآثار رتبة
فلم يذعنوا للحق بل زاد زيغهم وطغيانهم دون الرجوع وتوبة
ولم ينتهوا عن غيهم وضلالهم وساءتهم مني مذمة بدعة
وأغضبهم إنكار تقليد مذهب وعزهم إنكار زور بكثرة
فأعرض عني كلهم وتأخروا وقد ألفوا عن أخذ نهج طريقة
ولو كان من يدعو إلى الزيغ والهوى أجابوا إلى التقليد من غير فترة
وكيف تلقوا بالقبول هدايتي وقد آمنوا بالجبت من طول مدة
أصروا على ما ضل آباؤهم به ولم يأخذوه عن دليل وحجة
مذاهب اختاروا برأي معوج على الملة الغراء غير محجة
مات نحو سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف، ببلدة طوك.

الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)