الشيخ عبد الله الجيتكر الكوكني
الشيخ الفاضل عبد الله بن المفتي عبد القادر الجيتكر الشافعي الكوكني، نسبة إلى كوكن على ما قيل طائفة من قريش خرجت من العرب في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي خوفاً منه فوصلت ساحل بحر الهند، وسكن بعض أفرادها في مدراس وحواليها واشتهروا بالنوائط، وتوطن بعضهم في كوكن وهي خطة معروفة فانتسبوا إليها، وكلهم شافعيون، والشيخ ولد ونشأ بمعمورة بمبىء، وقرأ العلم على صنوه الكبير الشيخ أحمد وعلى غيره من العلماء، وأسس دار الطباعة ببلدته لنشر الكتب العربية.
وكان من أجواد الناس مشهوراً في الفطنة والذكاء، له قصائد غراء بالعربية، منها ما أنشأ لندوة العلماء سنة 1320 هـ:
يا شوق بلغ إلى ساداتي العلما سلام عبد كئيب كابد الألما
والثم ثراهم وأخبرهم بحالته عسى يزيلون عنه ما به كرما
قد زاد عود ربيع في لواعجه وشق عن قلبه زهر إذا ابتسما
أبكاه حزناً غناء العندليب على ورد الرياض وقد سال العيون دما
شد المطوق فوق البان هيجه شجوا على ألفه قد بان منصرما
ألف به كان حبل الأنس متصلا فراغم الدهر حتى جثه جذما
والدهر يحجز بين اثنين ما اجتمعا ولا يزال مجداً في فراقهما
حتى ترى ما مضى كالطيف مدته أو لم يكن قبل قط الثمل ملتئما
قد ضاع من يده الدر النفيس وإذ ما اعتاض منه بديلاً هام وهو غمى
وما له أحد يشفيه من كرب إلا أراكين ناد ندوة العلماء
ومن تلك القصيدة:
ألم تروا فات من تشاجركم فوائد واستفاد الغير مغتذما
قد حيرتني أمور منكم صدرت وقد تركتم وراء الظهر ما لزما
كان اختلافكم للقوم رحمتهم فصحفت لنزاع بينكم دهما
أما لديكم كتاب جل منزله هدى ونور وتفصيل حوى حكما
كم آية خاطبتكم في إقامة ما أتى البشير وقد أحيى به أمما
والصلح خير وبالإصلاح آمرة آيات حق فمن يعمل بها سلما
فاصلحوا ما استطعتم ذات بينكم وأرعوا حقوق إخاء واحفظوا ذمما
حكم ذا الخصام وكم ذا الخلف بينكم لقد فشلتم ورزء فيكم عظما
كم ذي الفتاوي وكم تكفير بعضكم بعضاً وكيف إذا شددتم الرضما
قوموا فكونوا كنفس وهي واحدة إن التفرق منكم ضيع الحرما
وقوله من قصيدة أنشأها سنة 1321 هـ:
دع ذكر ربات الكليل وذر الصبابة والغزل
القلب مشغول فما للعشق فيه من محل
يا للرجال ألم تروا ماذا بقومكم نزل
هل عد مع عدة نرجوا بها دفع الجلل
قد عمنا الداء العضا ل من البطالة والكسل
داء أخل بعقلنا والجسم منه قد اضمحل
داء به فسد المزاج وفي الطباع بدأ الخلل
داء لقد سلب القوى عنا وعوض بالشلل
داء تعطل منه إحسا ساتنا والخطب جل
خطب أباد جموعنا حتى وصفنا بالفشل
خطب لهول وقوعه ال ولدان والسهم اشتغل
خطب تزلزلت الأرا ضي منه واندك القلل
خطب أقام قيامة قبل القيامة منذ حل
وارحمتاه لحالنا إذ نجم عزتنا أفل
واخيبتاه لقد أحا ط من الذل الظلل
يا للحمية اسعدي فتسددي فينا الوصل
هل تستقيم شؤوننا والحبل منا منفصل
قد زال شمس نهارنا في غفلة وبدأ الطفل
فالآن إن لم ننتبه هل بعد فينا من أمل
لله يا قوم اتركوا كل التشاجر والجدل
ماذا التجاهل والتغا فل والتساهل والمطل
ماذا التراخي في التق دم والتكاسل والمطل
بتعصب منكم لقد ضاقت ... جل الحيل
أودى تأخر كم عن ال أقران في شر الغيل
ما عندكم غير اللسا ن وليس يتبعه عمل
إن الكلام بغير شغل كالبكاء على الطلل
ومن تلك القصيدة:
فالعمر أقصر مدة والوقت يمضي بالعجل
لا ينفعنكم التأسف بعد ما يقضي الأجل
والله ليس نفوسكم تركت سدى لا تشتغل
فغدا سيسأل كلكم عما جنى عما فعل
ماذا يكون جوابه أم لم يجب عما يسل
ما الدين إلا النصح وا لله الموفق للعمل
وله غير ذلك من القصائد.
مات ببلدة بمبىء نحو سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)