طلا محمد بن محمد حسن بن محمد أكبر البيشاوري
تاريخ الوفاة | 1310 هـ |
مكان الوفاة | مكة المكرمة - الحجاز |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
القاضي طلا محمد البيشاوري
الشيخ العالم الكبير القاضي طلا محمد بن القاضي محمد حسن بن محمد أكبر ابن خان العلوم الأفغاني البيشاوري أحد العلماء المشهورين في بلاد الهند، لم يكن مثله في زمانه في معرفة الفنون الأدبية، وكان جده قاضي القضاة بأفغانستان، وكذلك صنوه عبد الكريم وابن أخيه عبد القادر، وكان طلا محمد متولياً بديوان الإنشاء في كلكته، وولده محمد أسلم كان والياً من تلقاء الإنكليز في بعض المتصرفيات.
وبالجملة فإنه كان من بيت العلم والمشيخة، تأدب على ذويه وتفقه، ثم أخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث المشهور، ولازم الشيخ الصالح عبد الله بن محمد أعظم الغزنوي واستفاد منه، له نشاء الطرب في أشواق العرب مجموع لطيف، وله قصائد غراء في نصر السنة ومدح أهلها، منها قوله:
راحت سليمى فقلبي اليوم في قلق ومهجتي من لهيب الوجد في حرق
علياء في نسب غيداء في طرب لمياء في شنب كحلاء في الحدق
إذا بدت في أناس قال قائلهم سبحان من خلق الإنسان من علق
فبارك الله في حسن إذا طرحت على المناكب فوديها ذوي الحلق
كأنها الصبح في نور وفودتها سرادق الليل قد سيطت على الفلق
البيت أرقني والوجد أحرقني والقلب في دهق والعين في أرق
كأنني تحت أقدامي لفي جمر لا أستطيع على حال من القلق
وله من أخرى:
قاسي بمحمل سلمى وارتقى شجني وأسقم الهجر في أشواقها بدني
أضنى الهوى بنيتي في العشق يا أسفا لولا علي من الأثواب لم ترني
فما بجفني لم تنظر إلى أحد وما لقلبي لم يرغب إلى سكني
قد زاد همي وعيل الصبر أجمعه إذ طافني طيفها وافتر عن وسني
فلا أنيس إليه منتهى جذلي ولا صديق إليه مشتكى حزني
وله من أخرى:
قفا برياض الشعب خير المنازل بدمع غزير في الصبابات سائل
لبك ربوعاً شتت البين أهلها وأقفرها بالقطر تسكاب وابل
منازل حسن لا محا الله رسمها وعمرها عوداً بتلك القبائل
ألما على آثار ليلى وربعها ودار حموها بالرماح الذوابل
فداء لها نفسي وقلبي ومهجتي وخالص أموالي وسربي ونائلي
أيا سمرات الحي من أرض حاجز سقتكن وسمى الحيا بالهواطل
عهدت بكن الحي في خير منزل فيا طيبه أكرم به من منازل
وله من أخرى في مدح شيخه نذير حسين:
أئمة أيد الله الكريم بهم دين النبي نبي الجن والبشر
لولاهم ما عرفنا الدين من سفه وما أصبنا الهدى صفواً بلا كدر
فرحمة الله والرضوان يتبعها عليهم ما بكى ورق على سمر
قوم هم أيدوا الإسلام واتبعوا وحي السماء عن الجبار فادكر
فازوا من الله بالغفران وارتفعوا في الخلد واتكأوا فيه على السرر
هم في رياض التقى كالغيث في هطل هم في سماء العلا كالأنجم الزهر
ففي مودتهم نافس وطب وانل وقر عيناً بلا حقد ولا وغر
إن رمت فوزاً فخذ وارو حديث نبي عن معدن الرشد لا تترك ولا تذر
فمعدن الرشد في هذا الزمان أرى هو الهمام إمام العصر ذا القدر
محدث العصر داماء العلوم ومهدي الخ لائق في بدو وفي حضر
أعنى نذير حسين السيد السند الع لامة المرتضى من سادة الغرر
وكيف لا وهو من أولاد سيدنا الم بعوث شافع يوم البؤس والضرر
عون لغيث وشيخي في الحديث به تغيبت منكرات البدع في العصر
ومستقيم على درس الكتاب كت اب الله جل عن الأوهام والفكر
وبعده بأحاديث النبي بها له الهيام هيام الواله الضجر
وله من هذه القصيدة:
يا رب يا سيدي يا منتهى أملي ما لي سواك لكشف الضر والضرر
يا ربنا ارحم على فقري ومسكنتي هب لي ذنوبي وباعدني عن السقر
يا رب أكرم علي عبد سهى وأسى في الذنب منغمس في الإثم منغمر
فكم سهى في مشيب العمر واجبه وكم أسى في شباب غير معتكر
أنت الغني فلا يخشى احتياجك في شيء وأنت الغني عني وعن وزري
لا تنكرن بنا الدنيا بعونك يا منجي الغريق عن الداماء ذي الخطر
يا خالق الخلق ما لي من ألوذ به بغير فضلك عند الحادث الغير
يا سيدي يا إله العرش يا أملي ويا غياثي ويا كهفي ومدخري
سبحان ربك رب العز عز وجل عما يقول أولو الأهواء والنكر
وله من أخرى:
يا خالقي عبدك الخاطي الحزين لقد أتاك منكسراً فاجبر لمنكسر
مستغفراً من ذنوب لا عداد لها بعفوك الجسم يا رحمن لا تذر
فلا تدعني مليك العرش مطرحاً بين النوائب والأسدام والغير
حسبي لدى الموبقات الصم أنت فلا نرجو سواك لنيل السؤل والوطر
عليك يا ذا العطايا جرى معتمدي في كل خطب أتى بالضير والضرر
فاغفر وأكرم عبيداً ما له عمل من الصوالح يا رحمن في العمر
لكنه تائب مما جناه فقد أتاك مستغفراً يخشى من السقر
فإن رحمت على من جاء مفتقراً فأنت أهل به يا رب فاغتفر
وإن تعذب فإني أهل ذاك وذا عدل قويم بلا لوم ولا نكر
ثم الصلاة على خير الخليقة من كفاه معجزة أن شق في القمر
وآله الطيبين الطهر قاطبة وصحبه المكرمين السادة الغرر
ما هبت الريح واهتز النبات بها وما تغنت حمام الأيك في السحر
توفي إلى رحمة الله سبحانه سنة عشر وثلاثمائة وألف بمكة المباركة فدفن بالصلاة.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)