حبيب الرحمن بن محمد تقي الشرواني

نواب صدر يار جنك

تاريخ الولادة1283 هـ
تاريخ الوفاة1370 هـ
العمر87 سنة
مكان الولادةغير معروف
مكان الوفاةغير معروف
أماكن الإقامة
  • مراد آباد - إيران
  • المدينة المنورة - الحجاز
  • حيدر آباد - الهند

نبذة

مولانا حبيب الرحمن خان الشرواني البهيكن بوري المعروف بنواب صدر يار جنك الشيخ الفاضل حبيب الرحمن بن محمد تقي الشرواني الحنفي البهيكن بوري أحد الفضلاء المشهورين بالهند.

الترجمة

مولانا حبيب الرحمن خان الشرواني البهيكن بوري
المعروف بنواب صدر يار جنك
الشيخ الفاضل حبيب الرحمن بن محمد تقي الشرواني الحنفي البهيكن بوري أحد الفضلاء المشهورين بالهند.
ولد لليلتين بقيتا من شعبان سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف بقرية بهكين يور من أعمال علي كده، ونشأ بها في رفاهة من العيش بظل والده وعمه نواب عبد الشكور خان، وعمر والده قرية باسمه حبيب كنج وأسس بها قلعة لمسكنه، وكان تلوح عليه علائم الرشد والسعادة في صغر سنه، فاشتغل بالعلم أياماً على المولوي عبد الغني القائم كنجي وقرأ عليه العلوم المتعارفة، وأخذ عن شيخ شيخه المفتي لطف الله الكوئلي أيضاً، وتعلم اللغة الإنكليزية في مدرسة العلوم بعليكده، وفي مدرسة كانت بآكره، وأقبل إلى الإنشاء والشعر، ثم إلى العلوم الشرعية، واستقدم شيخنا المحدث حسين بن محسن الأنصاري من بهوبال وقرأ عليه الصحاح قراءة تدبر وإتقان، وأجازه الشيخ، وإني أظن أنه ذكر لي أن الشيخ عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي أيضاً أجازه في الحديث، ودخل في الحادي والعشرين من رجب سنة خمس وثلاثمائة وألف في قرية مراد آباد، وبايع الشيخ الكبير فضل الرحمن البكري المراد آبادي.
وبالجملة فإنه نال الفضيلتين، وجمع الكتب النفيسة من كل علم وفن وأكثرها خطية نادرة الوجود، وصنف الكتب، وله مكارم وفضائل، وحسن خلق، واشتغال بالعلوم والعبادات، والقيام بوظائف الطاعات، وقضاء حوائج المحتاجين، والسعي في صلاح المسلمين، قلما يقر على القيام به غيره.
ثم اختار الله سبحانه له الصدارة في بلاد الدكن الإسلامية مع ما منحه من غزير المال والرئاسة في بلاده، فترك الأهل والوطن ابتغاء لوجه الله سبحانه في خدمة المملكة الإسلامية، تقبل الله منه وأيده فيما أراد من الخيرات، ولقد طلبه المير عثمان علي خان صاحب الدكن بما توسم منه الخير من غير أن يذكره لديه أحد، وذلك في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وألف، فعينه وزيراً للأمور الدينية، والأوقاف الإسلامية، وخصه بالتكريم، واستقام على هذا المنصب الخطير نحو ثلاث عشرة سنة، مع عفة ونزاهة وعزة نفس، واجتهاد في خدمة العباد والبلاد، وإعانة على المصالح الإسلامية والمشاريع الخيرية، متمتعاً بثقة صاحب الأمر، وثناء أهل العلم والدين، كان له سهم وافر في تأسيس الجامعة العثمانية في حيدر آباد، التي قررت تدريس العلوم والفنون في لغة أردو لأول مرة، وفي تكوين قسم الدراسات الدينية في هذه الجامعة، الذي كانت له فائدة كبيرة في تخريج الشباب الجامعين بين العلوم الدينية والعلوم المدنية، حتى اعتزل عنه وأحيل إلى المعاش حوالي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وألف، ولزم بيته محفوفاً بالكرامة، منقطعاً إلى مطالعة الكتب، وجمع النفائس منها، متوفراً على خدمة المراكز الدينية والجهود التعليمة، مشغولاً بالذكر وأنواع العبادات.
وقد وفقه الله للحج سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف، فسافر إلى الحجاز على قدم صدق وإخلاص، لا يصرف وقتاً، ولا همة في غير مقاصد الحج وعباداته، وزار مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، واستفاد من مكتباتها وعلمائها.
وكانت له عناية كبيرة بندوة العلماء من أول عهد قيامها إلى آخر يوم من أيام حياته، فكان عضواً تأسيسياً في لجنتها في أول يوم، واختير ثلاث مرات رئيساً لحفلاتها السنوية، وكان من أبرز أعضائها العاملين، شديد الاقتناع بمبادئها التعليمية والإصلاحية، ولما صدرت مجلة الندوة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف كلسان حال ندوة العلماء اختير العلامة شبلي بن حبيب الله النعماني والشيخ حبيب الرحمن الشرواني مديري التحرير للمجلة، وحازت إعجاب أهل العلم والأدب بمقالاتها التحقيقية، وأفكارها السليمة الراجحة، وكذلك كانت له صلة متينة قديمة بالكلية الإسلامية في علي كره إلى أن أصبحت الجامعة الإسلامية الشهيرة، فظل رئيساً فخرياً لقسم الدراسات الدينية فيها مدة طويلة، ومنحته الجامعة الدكتواره الفخرية في أصول الدين لست خلون من صفر سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وألف، اعترافاً بعلو منزلته وحسن خدمته للعلم والدين، وكان له اتصال دائم بالمجامع العلمية والمراكز الثقافية في الهند، يشترك في لجانها، ويرأس حفلاتها، فكان الرئيس الدائم لدار المصنفين في أعظم كره، والأمين العام للمؤتمر التعليمي الإسلامي في علي كره، واختير مراراً رئيساً للمؤتمرات الأدبية وألقى فيها خطباً ومحاضرات نالت الإعجاب والتقدير.
وكان من أصحاب الأساليب الأدبية في أردو وكاتباً مترسلاً بليغاً، يمتاز إنشاؤه بالحلاوة والطلاوة، والانسجام والرشاقة، والبعد عن التكلف والصناعة، ورسائله ومكاتيبه أنموذج للانشاء البليغ، تفيض بالحياة، وتسيل رقة وعذوبة، هي أشبه بالحديث منها بالكتابة، وكان خطيباً مصقعاً، يؤثر في الناس، وشاعراً مطبوعاً في اللغة الفارسية، ناقداً جهبذاً للشعر الفارسي والأردي وأدبهما، مؤرخاً واسع الاطلاع، كثير المطالعة، مؤلفاً بارعاً، يلوح على كتاباته أثر القبول.
وبالجملة كان من نوادر العصر ومحاسن الدهر، في الجمع بين الفضائل المتشتتة، والمحاسن المتنوعة، دين متين لا مغمز فيه وهمة عالية لا قصور فيها، وذوق أصيل في الأدب والشعر لا تكلف فيه، سلامة ذهن وحصافة رأي، وقوة إرادة وحسن إدارة، وحلاوة منطق ونزاهة لسان، قد جمع بين الرئاستين وفاز بالحسنيين.
كان شديد الغرام بجمع الكتب النادرة، وآثار السلف من مخطوطات وتوقيعات وغير ذلك، ينفق فيها المال الجزيل، وقد جمع مكتبة تحوي العدد الكبير من الكتب المخطوطة النادرة، وكان يقضي فيها وقتاً طويلاً، هو من أحب أوقاته إليه، ووضع له فهارس بنفسه وخطه، وقد ضمت هذه المكتبة إلى مكتبة جامعة على كراه الإسلامية، وخصص لها جناح خاص باسمه.
وكان شديد الحب لشيخه سيدنا فضل الرحمن الكنج مراد آبادي، لا يفتأ عن ذكره، وكذلك كان شديد الإعجاب بأستاذه مولانا لطف الله الكوئلي، وكلما ذكرهما جاشت نفسه، وتفتقت قريحته، وأرسل النفس على سجيتها.
كان فارع القامة، أبيض اللون والبشرة، حسن الهندام والهيئة، جميل الملبس والبشارة، كأنه من بقايا الأمراء الكبار في حكومة إسلامية سابقة، وقوراً مهيباً، موزون الكلام والمشي، لطيف العشرة والصحبة إذا بدأ عملاً استقام عليه مدة حياته، وإذا نزل عند صديق أو خصه بتكريم حافظ عليه إلى الأخير، صاحب بر ومواساة، شديد التكرم والبر بأهل الحرمين وجيران الرسول صلى الله عليه وسلم، محافظاً على الصلاة في الجماعة في المسجد في السفر والحضر، مواظباً على قيام الليل والصلاة على النبي عليه السلام، معتنياً بصحته وصفاء ذهنه، وحفظ أوقاته وأداء حقوق أصحابه.
له مصنفات في أردو انتفع بها الناس، من أحسنها علماء سلف وسيرة الصديق ومنها نابينا علماء جمع فيها أخبار العلماء المكفوفين، تنشيطاً لطلبة العلم وأهل هذا الزمان، وأستاذ العلماء في سيرة أستاذه مولانا لطف الله الكوئلي، وانتقد على ما كتبه الخطيب البغدادي عن الإمام أبي حنيفة في تاريخ بغداد، وله مقالات كثيرة جمعت في مجموعة في حياته، وله شعر في الفارسية والأردو.
مات رحمه الله يوم الجمعة لسبع خلون من ذي القعدة سنة سبعين وثلاثمائة وألف في عليكره، ودفن في قرية حبيب كنج.

الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)