الشيخ إسحاق بن إبراهيم القنوجي
الشيخ العالم الفقيه إسحاق بن إبراهيم الحنفي القنوجي أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، ولد ونشأ بقنوج، وقرأ العلم على أساتذة المدرسة العربية بديوبند وتخرج عليهم، ثم سافر إلى بهوبال وتقرب إلى نواب صديق حسن القنوجي، فجعله عاملاً في قطعة من أقطاع بهوبال.
له قصائد في مدحه وفي مدح صاحبته نواب شاه جهان بكيم، ومن شعره قوله:
بشرى ففردوس النشاط قد أزهرا واهتز عنقود المنى فتنورا
والأرض كالأطلال مخصبة خضرة فإذا تشمس عاد يوماً مقمرا
ما أطيب الأحياء أزكى ما زهت يا للشباب يشق أعراق الثرى
وكأن آفاق السماء عشية محمرة في عكس ورد أحمرا
وترى الشقيق حبابة محمرة مقلبوة بثت ببحر أخضرا
والبيض لو قلبت ظهور قبيعها درر فرائد في الزمرد نشرا
وكأن عاجلة المسرة أثرت إن الثريا كالأقاح تكشرا
أبت الثمار غصونه فمججنها وكذا الأويرق والمعادن أثمرا
سال النضار على الجداول حقبة لا بد للأشجار أن تنتضرا
سيقانها مصفرة فكأنما ذهب سبيك قد نما فتشجرا
هذي الرياض وما ذكرت كأنها وجه الحبيب برائقً وزواهرا
ما للحدائق أخرجت أثقالها تشكو طلاها الياسمين وعبهرا
ماذا السؤال عن الرياض تضوعت أو ما ترى جو السماء معطرا
يا صاحبي لا باس إن لم تطلع أن تلك إلا عن حديق لن ترى
روض الكواعب كلها روض المنى روض الغواني اللابسات غدائرا
الفاترات المحدقات كحيلة الناعمات الرافلات تبخترا
الحاجبات وجوههن مدللاً والمبديات من الجمال مشاعرا
والفاحم الوجف الأثيث كمدجن متساحم قد غم روضا أزهرا
وكأنه شمس ضممت وراءها مخروط ظل الأرض فهو كما ترى
فهي الليالي لو تراه مدبرا وهو النهار أو الذكاء منورا
تعس الجوى مستأصلاً بالي وقد أفنى الهوى مهجاً فمالي لا أرى
ومع الحزين من الكآبة إذ جرى يعتل ما يلهي الطبيب فلو درى
همل الدموع كنظم در هالك شوقاً لنظم مياسم نفعت الكرى
إلى غير ذلك من الأبيات.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)