أحمد بن عبد القادر الجيتكر الكوكني

تاريخ الولادة1272 هـ
تاريخ الوفاة1320 هـ
العمر48 سنة
أماكن الإقامة
  • الهند - الهند

نبذة

الشيخ أحمد بن عبد القادر الكوكني الشيخ الفاضل العلامة أحمد بن عبد القادر الجيتكر الشافعي الكوكني، نسبة إلى كوكن، على ما قيل طائفة من قريش خرجت من المدينة المنورة في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي خوفاً منه

الترجمة

الشيخ أحمد بن عبد القادر الكوكني
الشيخ الفاضل العلامة أحمد بن عبد القادر الجيتكر الشافعي الكوكني، نسبة إلى كوكن، على ما قيل طائفة من قريش خرجت من المدينة المنورة في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي خوفاً منه، فوصلت ساحل بحر الهند، وسكن بعض أفرادها في مدراس وحواليها، واشتهروا بالنوائط، وتوطن بعضهم في كوكن، وهي منطقة معروفة على ساحل بحر الهند فانتسبوا إليها، وكلهم شافعيون.
والشيخ أحمد ولد عشية النصف من شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، وسماه باسمه أحد السادات الحضرمية كان نازلاً عند أبيه في مدينة بمبىء، وهو نشأ في عفاف وطهارة، وكان من  صغر سنه مشهوراً بالفطنة والذكاء، مجبولاً على الكرم والسخاء، قرأ القرآن على الشيخ آدمالدهشني، والمختصرات على الحافظ محمد علي الكوكني وعلى غيره من علماء المعمورة، ثم لم يزل مشمراً عن ساق الجد في طلب العلم حتى فاق أقرانه، فقرأ المنطق والحكمة والأصول والكلام والطب وغيرها على مولانا عبد الله الحنفي البدايوني، والقاضي محمد إسماعيل المهري الشافعي الكوكني، والشيخ عبد الحميد باعكظه الشافعي الخطيب، والعلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، ومولانا نصر الله خان الخورجوي، والشيخ محمد شاه الحنفي المحدث نزيل دهلي، وبرع في كثير من العلوم لا سيما الفنون الأدبية، ولكن الزمان احتال عليه بالداء العضال ورماه بوجع في ظهره، حتى اشتد عليه المرض وانحنى ظهره، وحصلت له كلفة عظيمة من الجلوس والقيام والمشي، وكان مع شدة مرضه يلقى الناس ببشاشة، ويراعي معهم الخلق الحسن، ويحافظ على الأوقات، وكان أكثر وقته في المطالعة، وأكثر اشتغاله بنفع الخلائق من التدريس والمداواة والنصيحة، وشهد بفضله  وتبحره جماعة من الفضلاء، منهم: السيد علوي بن أحمد السقاف شيخ السادة في الحرم الشريف المكي، قال فيه: إنه ممن يشد إليه الرحال، ولو لم يكن لنا قصد في دخول الهند والخروج من مكة المشرفة سوى زيارته لكفى.
وله شعر رائق، غاية في حسن السبك، وجودة التركيب، وطلاوة الألفاظ، وجزالة المعنى، قد أرسل إلى جملة صالحة من قصائده الغراء، ووصفني بأبيات رائقة لست أهلاً لذلك.
فمن قصيدة نبوية له:
يا شوق بلغ إلى جيران ذي سلم سلام صب سليم الهم والألم
واستمطرن من ندى ألطافهم شبما يطي لظى لاعج في القلب مضطرم
وقل لهم أرسلوا طيفاً فطيفهم روح المحبين يحيي ميت النسم
من لي به وسهادي ظل يمنعه أو بالكرى وهو مدفوع بينهم
لولاهم ما كلأت الليل مكتئباً أرعى النجوم حليف الوجد والسقم
ولا جرى دمع عيني كالعقيق على ذكر العقيق وذكر البان والعلم
لولا اضطراب فؤادي من مياسمهم ما زاده خفقاناً بارق الظلم
ولا صبا القلب أو هاج البكا وصبا إن هب ريح جرت من رقمتي اضم
يا لائمي وشراب الحب أسكرني لو ذقت لذة كأس الحب لم تلم
ألست تعلم أن العدل في مهج ال عشاق يفعل فعل الزيت في الضرم
أعان شوقي جوى قد شب في كبدي وخانني في الهوى صبري ومعتزمي
هوى سرى في دمي قدماً فلا عجب إن ضن عيني بدمعي وهو عين دمي
والدهر لم يكفه أني الجريح به حتى رماني بداء غير منحسم
لم يصف مشرب في عيشتي أبداً فمم عوفيت بالآلام والنقم
ضاعت بضاعتي المزجاة صفوتها وما اكتسبت سوى حمل من التهم
يا ليت شعري لم الخلاق أنشأني أللتحسر والآلام والندم
هبني ذنوبي قد جمت أليس لها من الرسول شفيع رحمة الأمم
محمد بهجة الدارين نورهما سر الوجود وعين الجود والكرم
ومن قصيدة يرثي بها شيخه عبيد الله:
الله أكبر كاد الخير ينعدم والموت أفضل ما في الخلق يخترم
كلا ولا حي ينجو من مخالبه سيان عند المنايا القرم والقزم
مالي أرى الأرض تبقى وهي تنقصها جزر ومد لبحر الهول ملتطم

أرى الليالي والأيام سودها سود النوائب حتى بيضها ظلم
يا ماشياً فوق وجه الأرض ذا ميل ما تحت رجل إلا أعظم رمم
يا ظامئاً ليس يروي ظماه شبم لقد وردت سراباً وهو مضطرم
كن حيث شئت فلا تنفك من حرق ما دام روحك في الأعضاء تحتدم
لحا المهيمن ذي الدنيا وطالبها في بعدها نكد في قربها تهم
والعمر لحظة عين لا قرار لها وما مضى مثل ما لم يمض منعدم
جئنا بكياً ورحنا حاسرين على اله امات يلقي عليها الترب والرجم
وللزمان غلو في تلاعبه يبني فيهدم ما يبنيه أو يضم
أين الصناديد من فرس ومن عرب لم ينج داراً ولا صخر ولا هرم
أين الذي شيد الأهرام يحسبها تحميه عن مهرمات دونها حطم
سل هل تنبىء عن أبنائها سباء أو هل تخبر عن آرامها إرم
وليسأل القلعة الحمراء طارقها كم من دموع جرت فيها وطل دم
عفى الديار ديار العلم قاطبة قحط الرجال وأيم الله قد عدموا
في غدوة شفعت صبح القيامة من نعى تزلزل منه الشم والأكم
رزء تدارك منه الدين منسلما وقد وهت عروة الإسلام تنفصم
ومن قصيدة أنشأها لندوة العلماء:
عفى ديار علوم الدين قاطبة نسج الدبور وأرياح جرت نقما
يا للمدارس أضحت وهي دارسة يا للمكاتب تبكي العلم والعلما
أما سمعتم بكاها وهي صارخة صراخ ثكلى على مولدها اخترما
هذي المشاعر ضيم الدهر عطلها ورد واردها غيظاً وما كظما
هذي الشعائر لم يبق الصروف بها مقدار عشر العشير الوزن والقيما
وارحمتاه لأرض الدين ينقصها ريب المنون ممدا سيلها العرما
وارحمتاه لدين قل عصبته من كل حام حماه راسخ قدما
وارحمتاه لدين لات عدته فمد بالنهب أيدي عصبها الخصما
وارحمتاه لدين قل نادبه والرجال وواسيفاه واقلما
يا للبقية صونوا الدين تنتصروا يصونكم ويرد المجد والحشما
إني محذركم من وقع واقعة يمسي الوليد لديها هيبة هرما
ألا خذوا حذركم في كل آونة فما اتقى النار إلا كيس حزما
ووثقوا عروة الإسلام أوهنها تفرق فيكم قد حل مخترما
هذي اختلافاتكم كم شخصت بكم وسفهت عرب الإسلام والعجما
أليس أكمل هذا الدين ربكم أما أتم عليكم فضله النعماء
يا ليت شعري ففيما ذا اختصامكم وما الذي بعده ترضونه حكما

كم ذا التنازع ريح العز أذهبها كم ذا التشاجر ويحاً أثمر السدما
كم ذي الفتاوي وكم تكفير إخوتكم كم ذا التشاتم واذلاه واندما
هذا الذي فتر الإسلام نهضته هذا الذي قصر الأعزام والهمما
هذا الذي حير الأحرار ترقية هذا الذي غير الأخلاق والشيما
الله الله كونوا أصدقاء كما كانت معاشرة أسلافنا القدما
الله الله إن كنتم لهم خلفا فتابعوهم مع الإحسان لا جرما
وثقفوا أود الأحداث تربية حتى تقوم بهم شوق الكمال نمى
ضيعتموهم إذا الأقوام غيركم حازوا الفنون وفاقوا في النهى حكما
غداً سيسأل كل عن رعيته فما جوابكم يا معشر العلماء
توفي إلى رحمة الله سبحانه ليلة العشرين من محرم سنة عشرين وثلاثمائة وألف بمدينة بمبىء، أخبرني بذلك صنوه عبد الله الجيتكر.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)