أجمل بن محمود بن صادق الدهلوي
مسيح الملك أجمل
تاريخ الولادة | 1284 هـ |
تاريخ الوفاة | 1346 هـ |
العمر | 62 سنة |
مكان الولادة | دهلي - الهند |
مكان الوفاة | رامبور - الهند |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الحكيم أجمل بن محمود الدهلوي
المعروف بمسيح الملك حكيم أجمل خان الشيخ الفاضل العلامة أجمل بن محمود بن صادق بن شريف الحنفي الدهلوي، الحكيم الحاذق، المشهور بحاذق الملك، أحد الأذكياء الماهرين في الصناعة الطبية.
ولد بدار الملك دهلي سنة أربع وثمانين ومائتين بعد الألف، وحفظ القرآن وقرأ العلم على صديق أحمد الدهلوي، والشيخ عبد الحق الكمتهلوي المفسر، والمولوي عبد الرشيد الرامبوري، ومرزا عبيد الله بيكئ وغيرهم من العلماء، وقرأ الكتب الطبية بعضها على والده، وأكثرها على صنوه الكبير عبد المجيد خان، ولازمهما مدة طويلة، واشتغل بالتدريس في المدرسة التي أسسها صنوه عبد المجيد بدهلي سنة 1309 هـ، فدرس بها زماناً، ثم استقدمه نواب حامد علي خان صاحب رامبور إلى بلدته، وجعله رئيس الأطباء، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى دهلي وقام مقام أخيه في التدريس والمداواة، وأسس مدرسة لتعليم القابلات، وأسس مارستاناً مختصاً للنساء، وأسس مؤتمراً خصوصياً للأمور الطبية، وهو اليوم مشتغل بأن يرقى المدرسة الطبية المذكورة إلى أعلى مدارج الكمال، وحصل لها أرضاً خارج البلدة وبنى بها بناءاً شامخاً للمدرسة، وسافر إلى العراق، وزار بغداد والمشاهد حوالي سنة 1323 هـ، وسافر إلى بلاد الغرب سنة 1328 هـ، فرأى بها المدارس والمارستانات.
وله شهرة عظيمة في بلاد الهند، لقبته الدولة البريطانية بحاذق الملك سنة 1325 هـ إعترافاً بخدماته الطبية وعلو المنزلة في أهل الهند، ولما نشبت الحرب العالمية الأولى وظهرت معاداة الحلفاء للدولة العثمانية وتآمرها على مملكتها وبلادها وكان للدولة البريطانية النصيب الأوفر في هذه المعاداة هاج المسلمون في الهند وأبدوا سخطهم واستنكارهم، وكان الشيخ أجمل المترجم له من زعماء هؤلاء المسلمين، فرد الوسامات التي نالها من الحكومة الإنجليزية ولقب حاذق الملك الذي منحته، علامة للاستنكار ومجاراة لأهل ملته، وكان ذلك في سنة 1329 هـ، فقرر المسلمون أن يعوضوه بلقب آخر فمنحوه لقب مسيح الملك، وكان ذلك بقرار قرر في حفلة لجميعة العلماء في كانفور، وغلب عليه هذا اللقب الأخير واشتهر به، وضرب بسهم وافر في الحركة الوطنية المتحدة، وبذل جهده في جمع كلمة أهل الهند وطوائفهم وتأليف جبهة متحدة لتحرير البلاد ونيل الاستقلال، لذلك اشترك في المؤتمر الوطني الهندي، ورأس بعض حفلاته المهمة، وعمل مع غاندي وزعماء المؤتمر، وكان من أكبر أصدقائه، وكان جميع أهل الطوائف ينظرون إليه باحترام، ويجلونه لعقله وكبر نفسه ورزانته ونزاهته، وبقي محترماً كبير المنزلة عظيم الجاه عند جميع الطبقات، حتى بعد ما نشب الخلاف بين المسلمين والهنادك وحدثت الحروب الطائفية.
وسافر إلى أوربا مرة ثانية في سنة 1344 هـ، وزار عواصم أوربا الكبيرة، وزار سوريا وفلسطين ومصر، واحتفت به هناك الأوساط الإسلامية.
وكان مع اشتغاله بالسياسة دائم الاشتغال بالمطالعة، شديد العناية بالصناعة الطبية، كبير الاهتمام بتقدمها ورقيها، بحسب تغير الأحوال وتقدم العلوم، مواظباً على المداواة، والعناية بالمرضى، مشاركاً في الحركات العلمية والمشاريع الخيرية، رأس حفلة ندوة العلماء مرتين: مرة في دهلي في سنة 1328 هـ، وثانية في كانفور سنة 1345 هـ، له مشاركة جيدة في العلوم الأدبية، صنف له العلامة محمد طيب المكي والرامفوري النفحة الأجملية في الصلات الفعلية واختير عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق.
كان الشيخ أجمل جميلاً وسيماً، حسن الشارة، حلو المنطق، لطيف العشرة، حاضر البديهة، خفيف الروح، بشوشاً مع رزانة ووقار، وعفة نفس، لا تعتريه الحدة، ولا يغلبه الطيش، بعيداً عن التبذل، وهجر الكلام.
له مصنفات كثيرة، منها: القول المرغوب في الماء المشروب، وإزالة المحن عن اكسير البدن، وإيقاظ النعسان في أغاليط الاستحسان، والتحفة الحامدية في الصناعة النكلسية، والأوراق المزهرة والساعاتية، كلها باللغة العربية، وله رسالة في الطاعون، ورسالة في النحو، ورسالة في تركيب الأدوية، واستخراج درجاتها، وله المحاكمة بين القرشي والعلامة، وله حاشية على شرح الأسباب إلى مبحث السرسام، وله اللغات الطبية والمحمودية مقدمة اللغات الطبية، وله خطب مبتكرة بالأردو، ومقالات معجبة في السياسة، ومختارات في المسائل الطبية.
ومما خالف فيه جمهور الأطباء وهي عدة مسائل: تخصيص أيام البحران، بحسب الدورة القمرية، ليس بشيء، لأنها لا تقع كثيراً في الأيام المخصوصة بها كما نشاهد، ولذلك اضطروا إلى القول بتقدم البحران وتأخره، الحمى الصفراوية لا وجود لها لأن الصفراء لا تتعفن لوجوه، أحدها أن الصفراء تنصب من المرارة إلى الأمعاء فتمنع الفضول من التعفن، فالشيء الذي أودعه الله فيه منع التعفن كيف يتعفن، وثانيها أن الصفراء التي توجد في مرارة الحيوانات إذا وضعت في إناء فتبقى فيه، لا تتعفن، وثالثها أن الصفراء مثل الخل والخمر في اللطافة والحدة، وهما لا يتعفنان، الأخلاط لا تتعفن داخل العروق، لأنها دائمة الحركة مع الدم، والشيء الجاري لا يتعفن، طعم الصفراء ليس بمر، فإنا نجد كثيراً بخلاف ذلك، لا يجزم بوجود الغذاء المطلق الذي لا كيفية له قبل استحالته إلى الأخلاط، لأنه من المستحيل أن يصير الغذاء بجملته جزء عضو كما يقولون، بل تبقى عنه عند كل هضم لطخة، والغذاء المطلق تبقى منه أيضاً تلك اللطخة، إلى غير ذلك من المسائل.
ومن شعره قوله:
سعاد سافرت وبقيت وحدي أقاسي نار هجر وابتعاد
وكنا في الحديقة في اجتماع قضينا بعد ذلك بانفراد
فغابت شمسها في الغرب حتى بهت وعينها صادت فؤادي
كأني ذات ليل في منامي طويل الفرع مجتمع الوداد
توفي في الرابع من رجب سنة ست وأربعين وثلاثمائة وألف في رامفور، ونقلت جثته إلى دهلي ودفن بها.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)