مولوي نور الدين الرامبوري
الشيخ الفاضل نور الدين بن إسماعيل الحنفي الرامبوري أحد المتكلمين، لم تكن له خبرة بالكتاب والسنة، وله مصنفات كثيرة منها: الفاروق بين الحق والباطل أوله: الحمد لله كلام قديم لبيان بالجمال له، إلخ، صنفه سنة ثمان وستين ومائتين وألف، ومنها خليفة الرحمن في الفقه والكلام كلاهما بالعربية.
قال في كتابه الفاروق في حق يزيد بن معاوية عليه ما يستحقه: هو شريف من أشراف قريش وساداتهم نسباً وحسباً جميعاً، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأئمة من قريش، ولأنه اقتدى به جميع أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بعضهم فاتباعه صار أمراً مسنوناً في أمر خلافة الله عند الله له، وما وقع من اختلاف بين عثمان بن عفان ومحمد بن الصديق وبين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وبين حسين بن علي ويزيد بن معاوية في أمر صحة خلافة الله وعدمه فعند الله لا اعتبار له، فإن قال أحد من الناس إني لا أتبع يزيد بن معاوية ولا أذكره بالخير لأنه لم يتبعه حسين بن علي قطعاً، فقل له: الخارجي يقول كذلك إني لم أتبع علياً لأنه لم يتبعه معاوية بن أبي سفيان، والرافضي والخارجي كل واحد منهما يقول إني لا أتبع عثمان بن عفان لأنه لم يتبعه محمد بن الصديق في آخر أيام خلافته، فما تقول في جوابهما فهو جوابك بلسانك، إلخ.
وقال في خليفة الرحمن إن يزيد كان شاعراً عالماً دبيراً حسن الوجه، وكانت عمته أم حبيبة زوجة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والصلاة والسلام كما وجب على آله كذلك وجب على صهرائه لأن الصهرية سبب القرابة نسباً وحسباً جميعاً.
وقال: كانت خلافته باختيار معاوية بن أبي سفيان وبيعة الصحابة كلهم أو بعضهم منهم عمرو بن العاص، واتباع الصحابة واجب، وكان اتباع خلافتهم واستخلافهم أيضاً واجباً لقوله صلى الله عليه وسلم: أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم.
قال: وإذا عرفت هذا فنسبة الفسق والكفر إلى يزيد بن معاوية حرام واستحلاله كفر، وما قيل إنه جوز اللعن على أهل بيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنه أمر بالملاهي وشرب الخمر وظلم الناس وغير ذلك فهذا كله بهتان عظيم لا يجوز سمعه.
وقال: يزيد بن معاوية كان خيراً من جميع الناس في زماننا لأنه رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يحل ذكره إلا بالخير، انتهى، وإني لم أقف على سنة وفاته.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)