الحكيم محمد أرشد الدهلوي
الشيخ الفاضل العلامة محمد أرشد بن عبد الشافي خان مسيح الملك الدهلوي المشهور بشفائي خان، كان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة أصله من دهلي انتقل منها إلى فيض آباد في أيام الفترة عند ورود أحمد شاه الدراني فاغتنم قدومه شجاع الدولة وأكرمه غاية الإكرام، له شروح وتعليقات على الكتب الطبية منها فوائد شفائي شرح موجز القانون ومنها شرح الأسباب والعلامات ومنها جراحة المعاندين في عدم بقاء جرم الأدوية الغذائية.
ومن فوائده في شرح الموجز:
وكان ممن تفرد بقول الوجود المعتدل الحقيقي في الخارج فقال في ذلك المبحث، والحق عندي هو خلاف ذلك، ولا أستحي بقول القائلين إنه يخالف الجمهور، بل أستحي عن لومة لائم بأنك خرجت عن تقرير الحق في متابعة الجمهور، فإن رعاية التقليد في أكثر المواضع يستر الحق، بل يمكن وجود المعتدل الحقيقي عندنا وإثباته موقوف على مقدمة وهي: أن الثقيل ما يتوجه إلى المركز والخفيف ما يتوجه إلى المحيط، والطلب لا يكون إلا عند الخروج عن حيز الطبعي، وإذا كان العنصر في الحيز فلا ينسب إليه الخفة ولا الثقل، ويعلم أيضاً أن الحركة تنعدم بوجود العائق، فإن الأرضية غالبة على أبداننا، فمن طبائعنا الهبوط إلى المركز لو لم يكن كثافة الأرض عائقة عنا فكذلك المعتدل الحقيقي مع تساوي ميوله إلى أحياز العناصر يمكن وجوده عندنا، فإن الأرضية والمائية اللتين فيه مقتضيتان للثقل والهبوط، وكثافة الأرض مانعة عن ذلك وإنا لا نسلم استحالة اقتضاء الجسمين المختلفين بالحقيقة لمكان واحد لإمكان اقتضاء أحدهما بالطبع والثاني بالقسر، انتهى.
توفي سنة ثلاثين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ فدفن بها وله ثمانون سنة، كما في روز روشن.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)