إسماعيل بن وجيه الدين المراد آبادي
اللندني
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
المفتي إسماعيل بن الوجيه المراد آبادي
الشيخ الفاضل العلامة إسماعيل بن المفتي وجيه الدين المراد آبادي المشهور باللندني، كان من العلماء المشهورين في الفنون الحكمية، قدم لكهنؤ في صباه، وقرأ العلم على من بها من العلماء، وولي العدل والقضاء بمدينة لكهنؤ، فاستقل بها زماناً، ثم بعثه نصير الدين الحيدر اللكهنوي ملك أوده بالسفارة إلى ملك الجزائر البريطانية، فسافر إلى انكلترا وأقام بها زماناً، وتزوج هناك بأوربية كانت تسمى بمس دف، فاشتهر باللندني بطول إقامته بلندن عاصمة الجزائر البريطانية، وكان يذكر باختلال العقيدة، وإني سمعت شيخنا محمد نعيم اللكهنوي يقول: إنه لما رجع عن أوربا مع صاحبته وبنيه أشارت عليه زوجته أثناء الطريق أن يرتحل إلى الحجاز ويتشرف بالحج والزيارة فاستنكف عنه، وقال لها: إني لا أعتقد في الجدران، انتهى.
ومن مصنفاته حاشية على شرح التهذيب لليزدي، وحاشية على شرح هداية الحكمة للميبذي، وحاشية على تشريح الأفلاك للعاملي، وشرح على المقامات للحريري بالفارسي، وله قسط كبير في تصنيف تاج اللغات وهو في سبع مجلدات كبار صنفه الشيخ أوحد الدين البلكرامي والسيد غني نقي الزيد بوري والمفتي سعد الله المراد آبادي والمفتي إسماعيل اللندني وغيرهم من العلماء، أوله:
سبحان الذي علم آدم الأسماء بحذافيرها وألهمه لغات الأشياء بنقيرها وقطميرها إلخ، وذلك الكتاب صنف في عهد نصير الدين الحيدر المذكور وكتب له الخطبة إسماعيل اللندني فطرزه بمدائح الحيدر في الخطبة بقوله:
خليلي عوجا عن شمال العقنقل وحطا رحال العيس في عضد عوكل
فندعو رباعاً لا تجر دعاءنا لما قد عفت من سجم غيم مظلل
عفا الله أهضاباً سعت في خرابها فباتت طلولاً بادرات التعطل
ألا عوجا في العوج روحي فداكما فمهلاً ورفقاً بالكثيب المؤمل
فتلك رباع عطلت عن أهيلها قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
أيا سائق الأظعان إن كنت محسناً إلى مغرم صاب عديم التوسل
فالثت حماك الله عن مسقط الردى بسقط اللوى بين الدخول فحومل
ولله أيام غضار مضين في غضور وجمدان وحومة جندل
لحى الله دهراً بات في النجد داهراً فنكد عيشاً مخضلاً بالتفتل
وخرب داراً بعد دار بضيمه ولم يبق داراً يا بدارة صلصل
ودار بدارات فشغر سوحها عن الأهل يا ويلاً لدهر محول
أقول لبرق لائح من أبيرق لك الخير يا برق الأبيرق أمهل
كبيت لقد أوريت زندي فجاءة وألعجت ناراً في الحشا المتفلل
وكان رجائي منك إرواء غلتي فلجت بعكس من رجاء مسول
نضيت على السيف في الليل طاغياً أما خفت من شهمي وعوني وموئلي
عميد الورى غوث الخلائق كلهم ثمال اليتامى ملتجي كل أرمل
ومن شعره قوله في الرثاء:
لحى الله دهراً قد رماني بغربة وطول صدود لاح لي بعد قربة
إلى الله أشكو من زمان يجورني هو الله مولانا إليه لشكوتي
إذا سرنا يوماً أساء بنا غداً وألقى علينا شدة بعد شدة
إذا فرجت آنا همومي فعاد بي مصراً بضيم لحظة بعد لحظة
إذا رمت شكلاً أولاً وانتظمته رماني بضرب أول ذا نتيجتي
ولي من صعوبات النوائب مبلغ كثير فلا يحصى بعد وعدة
إذا زال هم ناب هم منابه وهذا لشأني في نوائب سفرتي
ولولا همومي ألحقتني من الأسى لما بنت من آلي وأهلي وأسرتي
ولا سيما من ربني وهو والدي ولا سيما أمي وشقي وشقتي
إلام فؤادي ذائب بفراقهم وحتام أبكي في صدود وفرقة
فشمرت للأسفار ذيلي مكابداً خطوب كروب قد جفتني بسطوة
تحملت كلاً من رخاء وزعزع تقلبت في شأني رخاء وبؤسة
بليت بغم وانتياب من النوب ولا زلت أطوي بلدة بعد بلدة
فجربت أقواماً وفحصت أمرهم وأدركت شأن الناس في كر أمرة
فجالست كلاً من شريف وماجد وطالت بهم دهراً عهودي وصحبتي
ومازجت كلاً من ذكي وحازم وفي ذاك قد ضيعت وقتي وفرصتي
ونادمت كلاً من أمير ومترف ونضرتهم طراً ببشري ونضرتي
ووافقت كلاً من كريم وذي ندى ضربت على أبواب كل بصكة
ولاقيت كلاً من أريب وحاذق يحل بفكر صائب عضل عقدتي
فما ألمعي فاق إلا وزرته نديماً له مستيقناً كل نكتة
فما أوحدي حاز كل فضائل ونلت به إلا ولي منه حصتي
فزاولت في كل الفنون ودرسها ومارستها في كل يوم بليلة
فأصبحت بحراً زاخراً في جواهر ال علوم وأمواجي أفكار فطنة
وأمسيت طوداً شامخاً من نفائس ال فنون ومن رأى طرف ذروتي
وإني أنا شمس العلوم وبدرها وقطب درايات ومركز درية
كلامي شفاء للغواية إذ جرت وقولي قانون النجاة بجملة
كنايات تقريري رموز إلى النهى إشارات تحريري عيون لحكمة
ولكن دهراً سد بابي بأقفل فهل فتح باب سد لي تحت قدرتي
ولا غرو إن أرخى الزمان زمامه إلي فإني أهل ذاك لعظمتي
إذا ما أريد الشيء يأتي بضده ولم يأت طوراً ما يوافق منيتي
فما لي نقص من هموم تهمني ولا لي محيص من شدائد نقمتي
فهل لي على الأرضين من صارخ يغي ثني رحمة فيما عرت من مصيبتي
وهل من أوب إلى بلدة لها صعود وفي بعدي عنها لشقوتي
وتلك التي قد مس جلدي ترابها وفيها لمن جيدي نيطت تميمتي
وتلك هي الأرض التي طاب ماؤها وراق هواها فهي طابت كطيبة
ويكفي لها مجداً وفخراً ورفعة ثواء أبي فيها وأمي وإخوة
فهم في حماها كالنجوم إذا بدت وهم في رباها كالشموس المضيئة
فرقاهم المولى إلى المرتقى العلي وصان حماهم من طروق البلية
ولا زال في خضل حدائق مجدهم بماء رضاء ساح من بحر رحمة
إلهي لئن أوليتني جملة الجدي فما راحتي إلا بلقيا عشيرتي
ولقياهم عندي رياض من المنى ووصلتهم لي نعمة بعد نعمة
إذا سرت يا ريح الصبا نحو موطني ولاقيت من رهط هناك وجيرتي
فأشرر إليهم ما ترى من أسى وحي لهم عني بعظمي تحيتي
وسلهم أيا رهطي هل غاب عنكم ضجيعي وكمعي بل فؤادي ومهجتي
إذا حن قمري على غصن أيكة بكيت بكى الثكلى بذكرى حبيبتي
ورجعت ألحاني على ذكر عهدها فجاوبت ورقاء على ألبان حنت
ورددت أصواتي بوجد هاجني فهيجت أحزان الحمام بنوحتي
وهل ينفع الترديد من بعد بينها ومن بعد ما راحت إلى دار تربة
سقى الله مثواها وطاب ثراؤها وأدخلها في سوح روضات جنة
على الله تكلاني هو البر للورى وبالله حولي وهو رب البرية
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)