الشيخ محمد علي الأصفهاني
الشيخ الفاضل محمد علي بن أبي طالب بن عبد الله بن عطاء الله الشيعي الأصفهاني المتلقب في الشعر بحزين كان من الشعراء المفلقين، ولد لثلاث بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث ومائة وألف بأصفهان وقرأ العلم على والده وعلى كمال الدين حسن الفسائي وعناية الله الكيلاني والسيد حسن الطالقاني ومحمد طاهر بن أبي الحسن القائني ثم سافر إلى شيراز وأخذ عن الشيخ المعمر شاه محمد الشيرازي ومحمد مسيح بن إسماعيل الفسائي وعن غيرهما من العلماء ثم رجع إلى أصفهان وأخذ عن الشيخ محمد صادق الأردستاني وصحبه مدة طويلة حتى برز في الفضائل وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون فسافر إلى الحجاز سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف وأقام ببلدة لار وكرمان أياماً وورد بهكر من بلاد السند سنة سبع وأربعين وسافر إلى الملتان ولاهور ودخل دهلي فأقام بها أياماً ثم ذهب إلى لاهور وسمع بها مقدم نادر شاه فرجع إلى دهلي واختفى بها عند علي قلي خان الداغستاني مخافة نادر شاه ولما رجع نادر شاه إلى بلاده نهض إلى لاهور فأراد زكريا بن عبد القادر صاحب لاهور أن يؤذيه فحماه حسن قلي خان الكاشي وجاء به إلى دهلي وقربه إلى محمد شاه سلطان الهند فأعطاه السلطان الأرض الخراجية فسكن بدهلي واشتغل بالشعر وهجا أهل الهند فسخط عليه الناس وأورد عليه سراج الدين علي خان الأكبر آبادي بإيرادات كثيرة فخرج من دهلي وذهب إلى أكبر آباد ثم إلى عظيم آباد فأكرمه راجه رام نرائن أحد ولاة تلك البلاد فأقام بها زماناً ثم جاء إلى بنارس واعتزل بها ولم يخرج قط منها، وأبياته بالفارسية تقارب عشرين ألفاً وله أبيات بالعربية لا تقارب الفارسية في الحلاوة.
ومن شعره قوله بالعربية:
وليس عنك سواد العين منصرفا مهما تشاهد بالتدعيج والكحل
اسمع كلامي ودع لامية سلفت الشمس طالعة تغنيك عن زحل
فمن أنيني حمام الأيك في طرب قد اقتدى بزفيري واقتفى رتلي
مني الأنين ومنكم ما يليق بكم بذلت جهدي لكم لا بد من بدل
وقوله:
فوالذي حجت الزوار كعبته وكم هنالك من داع ومبتهل
جرى مجاري دمعي حب حضرته وأشرق الشوق في صدري بلا طفل
ليس اصطباري ببعد الدار عن سكن بل من نحولي يا غوثي ومن فشلي
وكم دعوتك يا كهفي ومعتمدي مستنصراً فأتني بالنصر عن عجل
وقوله بالفارسي:
شادم كه از رقيبان دامن كشان كذشتي كو مشت خاك ما هم برباد رفته باشد
توفي لإحدى عشرة خلون من جمادى الأولى سنة ثمانين ومائة وألف بمدينة بنارس فدفن بها.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)
محمد علي بن أبي طالب، المعروف بالشيخ علي الحزين، الزاهدي الجيلاني:
فاضل، له اشتغال بالأدب.
من كتبه (نجوم السماء) و (أخبار أبي الطيب المتنبي وانتخاب الرائق من شعره) و (أخبار أبي تمام) و (شجرة الطور في شرح آيات النور - خ) . مولده بأصبهان، ووفاته في بنارس بالهند .
-الاعلام للزركلي-
الشيخ محمد علي الجيلاني المعروف بالحزين نزيل نبارس
هو من رجال حديقة الأفراح، قد ترجمه مؤلفها بقوله: عالم توجه الله بتاج الكمالات وألبسه حلى الشرف والكرامات، عارف أوضحت شمس معارفه البازغة منهج الفلاح، عابد صرف شريف عمره في طاعة ربه المناح. أديب، ديوان نظمه باللسان الفارسي نزهة الأبصار، بليغ، لطائفه باللسان العربي درر وأنوار. فمن جيد شعره قوله من لاميته المشهورة التي مدح بها الإمام المرتضى كرم اله وجهه:
وليس عنك سواد العين منصرفاً ... مهما تشاهد بالتدعيج والكحل
اسمع كلامي ودع لامية سلفت ... الشمس طالعة تغنيك عن زحل
فمن أنيني حمام الأيك في طرب ... قد افتدى بزفيري واقتفى رتلي
مني الأنين ومنكم ما يليق بكم ... بذلت جهدي لكم لا بد من بدل
فو الذي حجت الزوار كعبته ... وكم هنالك من داع ومبتهل
جرى مجاري دمعي حب حضرته ... وأشرق الشوق في صدري بلا طفل
ليس اصطباري ببعد الدار عن سكن ... بل من نحولي يا غوثي ومن فشلي
وكم دعوتك يا كهفي ومعتمدي ... مستنصراً فأتني بالنصر عن عجل
توفي في القرن الثالث عشر، ولم أعلم تاريخ موته رحمه الله.
حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر - ابن إبراهيم البيطار الميداني الدمشقي.