الشيخ محمد أنور الكوباموي
الأمير الفاضل محمد أنور بن محمد منور بن نعمة الله بن عبد الحي بن عبد القادر العمري القنوجي ثم الكوباموي نواب أنور الدين خان شهامة جنك كان من الأمراء المشهورين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكوبامؤ وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم سافر إلى دهلي وولي على تسبيح خانه في أيام شاهجان ابن جهانكير فاستقل بها زماناً، ولما دارت الحرب بين أبناء السلطان اعتزل عن تلك الخدمة ورجع إلى بلدته وأقام بها إلى أن تولى المملكة عالمكير بن شاهجهان فذهب إلى معسكره وعرض عليه رسالة للامام الغزالي وكانت مكتوبة بيد المصنف ففرح به عالمكير وقربه إليه وسأله: هل كان أحد من آبائك من عبيد الدولة؟ فأجابه: أنهم كانوا عباد الله وإني لسوء الحظ دخلت في عبيد الدولة،
فاستحسن جوابه عالمكير وأعطاه المنصب وجعل دبيراً في ديوان بخشي أول فاستقل به زماناً ثم اشتاق إلى الحج والزيارة فسافر إلى الحرمين الشريفين وأعطاه عالمكير ثلاثمائة ألف من النقود لأهل الحرمين فاشترى بها الأرز والأكسبة بمدينة سورت ثم باعها بجده فحصلت له تسعمائة ألف ففرقها على أهل الحرمين وأخذ عنهم الوصولات وأقام بمدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أعوام وفي كل سنة كان يذهب إلى مكة المباركة ويحج ثم حصل سند الفراشي للحرمين من سلطان الروم لعالمكير ورجع إلى الهند ففرح عالمكير بحسن خدمته وأعطاه ألفين له وألفين للخيل منصباً ولقبه نواب أنور الدين خان شهامة جنك كما في أساس كرنالك.
وقال خافي خان في منتخب اللباب: إنه لما فرغ من البحث والاشتغال سافر إلى دهلي وتقرب إلى المكير فسأله عن آبائه وجدوده فأجابه بما ذكر، فرضى الملك عنه لصدقه وحيته وجعله دبيراً في ديوان مخلص خان البخشي وطفق يلقبه بخان فقبل المنصب والخدمة وأبى اللقب وأقام بتلك الخدمة مدة ثم استعفي عنها وعزم على سفر الحجاز فأعطاه عالمكير بضعة لكوك ليفرقها على الفقراء في مكة المباركة فرحل إلى الحرمين الشريفين وحج وزار ورجع إلى الهند ومات بعد وصوله إلى أورنك آباد قبل أن يدرك السلطان، انتهى.
توفي لخمس خلون من رمضان سنة عشر ومائة وألف بأورنك آباد فنقل جسده إلى كوبامؤ كما في أساس كرنالك.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)