مولانا عصمة الله السهارنبوري
الشيخ الفاضل الكبير عصمة الله بن محمد أعظم بن عبد الرسول الحنفي السهارنبوري أحد الأفاضل المشهورين في بلاد الهند، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور وقرأ العلم وحقق الأصول والفروع والعربية والمعاني والبيان والهيئة والهندسة والحساب وفنوناً أخر، وله مصنفات كلها مقبولة عند العلماء، وكان مكفوف البصر، مكشوف البصيرة يدرس ويفيد ويصنف ويفتي.
ومن مصنفاته حاشية على شرح الكافية للجامي في النحو وشرح بسيط على تشريح الأفلاك للعاملي في الهيئة وشرح على خلاصة الحساب للعاملي المذكور صنفه سنة 1086 هـ مفيد ممتع، وله رسالة في حرمة الغناء والمزامير أولها: سبحانك اللهم أرنا حقائق الأشياء كما هي ولا تجعلنا من الناس من يشتري لهو الحديث والملاهي إلخ، صنفها سنة 1089 هـ تسع وثمانين وألف، ورتبها على مقدمة وسبعة فصول وخاتمة، المقدمة في معنى الغناء وتعيين المبحث، والفصل الأول في الآيات الدالة على حرمة الغناء والمزامير، والثاني في الأحاديث الدالة على حرمته، والثالث في أقوال المجتهدين الدالة عليها، الرابع في أقوال الصوفية الدالة عليها، الخامس في حرمة الرقص، السادس في الأجوبة عن الأحاديث التي تمسك بها المبيحون، السابع في سبب اشتهار إباحة الغناء بين المتصوفة، الخاتمة في الرد على أهل الغناء والرقص بلسان الحقيقة بعد الرد عليهم بلسان الشريعة - وهذه الرسالة موجودة عندي.
ومن مصنفاته كتاب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صنفه سنة إحدى وتسعين وألف سنة 1091 هـ، وسماه رقيب باب المعروف والمنكر وهو مرتب على مقدمة وفصول وخاتمة، أما المقدمة ففي تعريف الأمر والنهي، وأما الفصول فثلاثة منها في الآيات والأحاديث الدالة على وجوب الأمر والنهي، والرابع في أركان الأمر والنهي، والخامس في الرد على الذين اتخذوا ترك تعرض الخلق وإيذائهم طريقة لهم، والسادس في أمر الأمراء والسلاطين، والسابع في الولاية والحكومة وشرائطها، وأما الخاتمة ففي سيرة الخلفاء الراشدين وغيرهم، رضي الله عنهم وعنا أجمعين، أوله: الحمد لله الذي يأمرنا بالعدل والإحسان إلخ.
توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف، كما في تبصرة الناظرين للسيد محمد البلكرامي.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)