شاه عالم بهادر شاه الدهلوي
الملك الفاضل الحليم محمد معظم بن أورنك زيب التيموري شاه عالم بهادر شاه بن عالمكير الدهلوي سلطان الهند، ولد في سلخ رجب سنة ثلاث وخمسين وألف، ونشأ في مهد السلطنة في أيام جده وأبيه وحفظ القرآن وقرأ العلم وتدرب على الفنون الحربية وتأدب بآداب السلطة وفي كل حين يزداد كمالاً مع أخلاق شريفة وخصال محمودة، وهو أكبر أولاد أبيه بعد سلطان محمد بن عالمكير المتوفي في حياة أبيه، وولي أعمالاً منها ولاية لاهور ثم ولاية كابل ولما توفي والده سنة ثمان عشرة ومائة وألف قام بالملك، وكان أخوه محمد أعظم ينافسه ويترشح للامارة فدار الحرب بينهما ثم بينه وبين أخيه كام بخش فقتل أخوه محمد أعظم المذكور في سموكده وقتل كام بخش فبايعه جميع الناس من كابل إلى أقصى بلاد الدكن واستبشروا بدولته واغتبطوا بها ولكنه كان سيىء التدبير والسياسة، غلب في عهده عظيم المرهلة فتغلب على أكثر بلاد المسلمين فسلم له شاه عالم ربع الخراج من بلاد الدكن وهو أول وهن ظهر منه فأدى إلى زوال شوكته ثم انقراض ملكه من أولاده.
وكان عادلاً رحيماً كريماً بارعاً في العلوم لم يزل يشتغل بمطالعة الكتب والمذاكرة، وكان شيعياً أمر أن يدخل في خطب الجمع والأعياد لفظ الوصي عند ذكر سيدنا علي المرتضي كرم الله وجهه فارتفع الصخب وكثر الضوضاء بمدينة لاهور فأمر بإحضار العلماء بين يديه وباحثهم في ذلك وقرأ بعض ما روى في إثبات الوصاية لسيدنا علي رضي الله عنه وبعض أقوال الفقهاء والمجتهدين في ذلك حتى كثر اللغط ورغب الناس كافة إلى العلماء سراً حتى أن ولده عظيم الشأن أيضاً مال إليهم، فلما علم السلطان رغبة الناس أمر أن يرجع الأمر إلى الأول حسبما كان جارياً في عهد عالمكير. مات في التاسع عشر من المحرم سنة أربع وعشرين ومائة وألف.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)