عبد الحق بن أبى سعيد بن أحمد بن أبى سالم المريني

تاريخ الوفاة869 هـ
أماكن الإقامة
  • فاس - المغرب

نبذة

عبد الحق بن أبى سعيد بن أحمد بن أبى سالم بن أبى الحسن ابن أبى سعيد بن يعقوب بن عبد الحق المرينى أبو محمد أمير المؤمنين. وهو الذى ثارت عليه عامة فاس؛ بمشورة الفقيه الخطيب أبى فارس: عبد العزيز الورياغلى، الذى تقدم ذكره. وسبب ابتداء هذه الفتنة: أن عبد الحق المذكور لما مات على بن يوسف الوظاسى-على ما يأتى في وفاته ان شاء الله تعالى-قدّم للوزارة يحيى بن الوزير أبى زكريا بن زيان الوطاسى، وكانت أيام وزارة علىّ المذكور مواسم بحسب تدبير أمر الرعية.

الترجمة

عبد الحق بن أبى سعيد بن أحمد بن أبى سالم بن أبى الحسن ابن أبى سعيد بن يعقوب بن عبد الحق المرينى أبو محمد أمير المؤمنين.
وهو الذى ثارت عليه عامة فاس؛ بمشورة الفقيه الخطيب أبى فارس: عبد العزيز الورياغلى، الذى تقدم ذكره.
وسبب ابتداء هذه الفتنة: أن عبد الحق المذكور لما مات على بن يوسف الوظاسى-على ما يأتى في وفاته ان شاء الله تعالى-قدّم للوزارة يحيى بن الوزير أبى زكريا بن زيان الوطاسى، وكانت أيام وزارة علىّ المذكور مواسم بحسب تدبير أمر الرعية.
ولما استقلّ يحيى بالوزارة صار يبدّل ويغيّر في الجند، وأمور الملك.
ومن جملة ما فعله: عزله لقاضى فاس الفقيه ابن علاّل المصمودى، وقدم الفقيه: يعقوب التسولى؛ فلما تبين عبد الحق فعله للسلطان، وأنه غيّر عليه ملكه، ذبحه هو وأخويه: بوشامة، وبو بكر، وعمه فارس بن زيان، ومحمد ابن الوزير: على بن يوسف، وبقى البحث على أخويه: الشيخ ومحمد الحلو، فلم يجدهما؛ لاختفاء الحلو، وخروج الشيخ للصيد في ذلك اليوم، فكان ذلك من لطف الله تعالى بهما؛ فصار الشيخ فارّا في البلاد-إلى أن احتال الحلو في الخروج خفية، ولحق به، وبقيا تارة بنواحى الصحراء، وتارة بحوز البلاد، وتارة بالبلاد الهبطية-إلى أن احتال الشيخ فى أخذ مدينة أصيلا-بعد مدة مضت، واستقرّ بها، وصار أعيان بنى مرين من جند عبد الحق المذكور-يبعثون خيفة للشيخ الوطاسى: المرة بعد المرة، أن يصل إليهم فلم يمكنه ذلك.
وكان عبد الحق لا يقدّم أحدا للوزارة بعد يحيى.
وجملة أيام وزارته سبعون يوما؛ فلما صح عند عبد الحق أنهم نقموا عليه ذبح بنى وطاس، وميلهم للشيخ ابن بوذكرى، وشافهوه بذلك ولّى عليهم اليهود، وتمكّن بالظّفر منهم، وقدّم للوزارة: اليهوديين: هارون وشاويل، وشرعا في أخذ أهل فاس بالضرب الوجيع، والفئ رجالا ونساء.
وكانت اليهود تتحكم في الشرفاء، والفقهاء، وأكابر الناس.
وكان له حاكم يقال له لحيسن جدّ واجتهد فى الأخذ، ولم يزل الحال مستمرا كذلك إلى أن أخذ لحيسن امرأة شريفة بالبليدة قيل بدار القومي اليوم، بقرب، درب جنيارة، وصار يضربها الضرب الموجع ويقول لها هاتى المال؛ فتقول له: «توسلت لك بجدّى رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟ ! » فيقول اليهودى: «أكثروا عليها بالضرب؛ لتوسلها إلىّ بالرسول! ! » فلما أن بلغ خبرها للعامة، وشاع؛ اجتمع الناس عند خطيب القرويين أبى فارس: عبد العزيز الورياغلى، وقالوا له: «أما ترى ما نحن فيه من الذّلّ وتحكّم اليهود فينا! ؟ » فاجتمع رأيهم على بيعة محمد بن على الشريف ابن عمران الجوطى مزوار الشرفاء بفاس، ووزارة ولده محمد: المدعو بالحفيد؛ فبايعوه، وقامت العامة، وطلع الشريف بالقلقليين إلى البلد الجديد: دار الملك، وذلك في أواخر شهر رمضان سنة 869 ووقع القتال على ملاّح اليهود، فأخذوا بأجمعهم، وفيئت أموالهم، وكان عبد الحق بالحركة بحوز ايزاجن، فلما بلغه الخبر؛ رحل وأسرع في مجيئه، وثبت ذلك عند جنده فتنكرت الوجوه، وصار في كل منزلة تقل عليه المحلة، وأيقن عبد الحق النكبة؛ فلما أن بلغ إلى حوز فاس استشار وزيره: هارون اليهودى ماذا يفعل؟ فقال له اليهودى: «لا تقدم على فاس، وإنما يكون قدومنا على مدينة مكناسة؛ لأنها بلدنا، وبها قائدنا، ويظهر لنا الحال، فما استتمّ كلامه حتى ضربه رجل برمح من بنى مربن، يدعى فتيان بين يدى عبد الحق، وقال [إلى] متى يبقى علينا ذل اليهودية؟ وصار يضربه باقى الجند، ومات، وقالوا لعبد الحق: لا اختيار لك في نفسك! ؟ تقدم أمامنا الى فاس، وانتهبت محلته، ووقع فيها الفئ، وعاين المنية، وجاء الى أن بلغ عين القواديس بخارج البلد الجديد فخرج له الوزير الحفيد وأركبه على بغلة بالبردعة، ونزع خاتم الملك من يده، وعبثت به أيدى الإهانة في يوم مشهور برز فيه كافة أهل المغرب، وأجمع الناس على ذمّه، وشكروا الله على أخذه، وأدخل البلد الجديد، وذبح بالفور سنة 869 ودفن بجامع البلد الجديد، وذلك في غدوة يوم الجمعة سابع وعشرين رمضان، وبقى نحوا من سنة وأخرج من قبره، ودفن بالقلة، وخلص  الملك للشريف، والملك لله تعالى وحده، وكان في أيامه الوباء سنة 892.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)