أبي الرضا محمد بن وجيه الدين الدهلوي
تاريخ الوفاة | 1101 هـ |
مكان الولادة | دهلي - الهند |
مكان الوفاة | دهلي - الهند |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
الشيخ أبو الرضا محمد الدهلوي
الشيخ العالم الصالح أبو الرضا محمد بن وجيه الدين العمري الحنفي الدهلوي أحد العلماء المبرزين في التصوف، ولد ونشأ بدار الملك دهلي وقرأ العلم على الحافظ بصير وعلى خواجه عبد الله بن عبد الباقي النقشبندي الدهلوي، ثم سلك مناهج الإنزواء والتجريد والتوكل والعمل بالكتاب والسنة، واستفاض من روحانية الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني وغيره من المشايخ فيوضأ كثيرة.
وكان قوي العلم فصيح اللسان عظيم الورع واسع المعرفة صبيح الوجه طويل القامة أبيض اللون خفيف اللحية لين الكلام، يذكر كل أسبوع يوم الجمعة ويدرس في العلوم كلها إلى أن كبرت سنه، فترك الاشتغال المفرط بذلك واقتصر على تدريس مشكاة المصابيح وتفسير البيضاوي.
وكان صاحب مقامات علية وكرامات جلية ومعارف خاصة ومواجيد صادقة، يستغرق دائماً في بحار التوحيد ويقتفي آثار الشيخ محي الدين بن عربي وعين القضاة الهمداني وحسين بن منصور الحلاج وغيرهم في مسألة وحدة الوجود، كانت بينه وبين الشيخ عبد الأحد بن محمد سعيد السرهندي مطارحات تفعم بها بطون الصفحات، قد أورد الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي شطراً من ذلك في الجزء الثاني من أنفاس العارفين وكان الشيخ ولي الله المذكور ابن أخيه. ومن فوائده رحمه الله بناء الطريقة القدسية الرضائية على عشر كلمات: تنزيه المقصود وتفريد الهمة وتجريد التوحيد ومطالعة الجمال في الأنفس والآفاق والإطلاق والفناء في اللاهوت والبقاء بالهاهوت والذكر بالاجتماع والجمع بين الجهر والخفاء والحد مع الأصفياء والصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الابتداء والانتهاء.
ومن فوائده رحمه الله الفناء فقدان لوازم البشرية إما ذهولاً عن علمها أو علماً بانعدامها أو حالاً حقيقياً، والفناء على تسع مراتب، الأولى الذهول وهو عبارة عن عدم شعور العبد بنفسه عند الاستغراق في ذكر الحق لأهل الحجاب أو عند بروز أنوار الجمال لأهل الكشف، الثانية الذهاب وهو فناء العبد عن أفعاله لشهود أفعال الحق كالقلم بيد الكاتب وقد يطلق على الترقي، الثالثة السلب وهو عبارة عن فناء صفات الخلق بظهور صفات الحق، الرابعة الاصطلام وهو فناء العبد عن ذاته بوجود ذات الحق، الخامسة الانعدام وهو فناء العبد عن فنائه فلا يبقى عنده شعور بأنه فان، السادسة الحق وهو زوال الحس من نفس العبد فتقبل الصفات الإلهية من غير تعمل كما تقبل صفات نفسه فهو أول مقامات التحقق بالله، السابعة المحقق وهو زوال الحصر والخد من جسمانية العبد وروحانيته، الثامنة الطمس وهو ذهاب أحكام البشرية من طبعه وعادته وظاهره وباطنه فلا يعتريه الجوع المفرط والسهر الدائم وغيرهما، التاسعة المحو وهو كمال الزوال بسائر آثار الخليفة بظهور آثار الحقيقة، فالمراتب الخمس الأول مخصوصة بأهل الفناء، والأخيرة بأهل البقاء والبقاء، صفة إلهية لا يتصف بها العبد بغير فنائه عن نفسه، انتهى.
مات في السابع عشر من محرم سنة إحدى ومائة وألف بدهلي فدفن بها، كما في أنفاس العارفين.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)