عبد الرحمن بن محمد بن على بن عبد الله الأنصارى
الأسيدى القيروانى المعروف بابن الدباغ أبو زيد.
«المعروف بالرباع» وهو خطأ والدباغ: جده وسبب تسميته بذلك أنه طلب للقضاء فلما عرف بذلك بكر إلى دار الدباغ، وعرى حوائجه، وتحزم، ثم أخذ يتلأ بالدلو من بثر الدار، ويفرغ على الجلود، فلما وصل الرسول طلبه في داره وفي المسجد، فلم يجده وما زال يبحث عنه حتى وجده، فقال له: يا سيدى تحب البشارة؟ فقال له: ارجع بما معك وقل لمن بعثك به: وجدته دباغا فلا يليق بكم أن تقدموا من كانت هذه حالته قاضيا على رقاب الناس، فلما تحرى طالبوه عن أمره قالوا: نعرف أنه ما صناعته دبغ الجلود بحال وإنما ذلك بقصد الهروب من القضاء لنجاة نفسه، وقدموا غيره.
الشيخ الفقيه العدل المؤرخ المحدث المسند.
مولده بالقيروان في الثانى من ذى الحجة عام 605.
أخذ عن جماعة ذكرهم في فهرسته منهم أبو زكرياء: يحيى بن محمد البرقى، وأبو عبد الله: محمد بن إبراهيم الحنفى، وأمين الدين ابن أبى طلحة، وعن أبى محمد بن عبد السلام بن عبد الغالب الصوفى وغيرهم.
وأجاز له جماعة عن أعلام المشرق، كأبى محمد بن عبد الوهاب بن رواج، وأبى التقى: صالح بن شجاع، وأبى الحسن: على بن هبة الله ابن الجميزى، وأبى الفضل: السعد، وأبى القاسم بن الحاسب، وسواهم.
وله تآليف منها «سراج المتقين المنتخب من كلام سيد المرسلين» حذا به حذو الشهاب، و «منائح أهل الدين، وطوائف أئمة المتقين، فى ذكر من كان بالقيروان من الصحابة والتابعين،
ومشاهير العلماء الراسخين، وافاضل الأولياء والصالحين وفهرست؟ ؟ ؟ بشيوخه، والأربعون التاسعية، من تحريمه؟ ؟ .
أجاز لابن جابر بتونس.
توفى في ربيع الآخر سنة 699 رحمة الله تعالى عليه .
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)