عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن الإمام البرشكي التلمساني

عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن الإمام البرشكي ثم التلمسانى.
كان أبوه إماما ببعض مساجد برشك، فاتهمه حينئذ المتغلب عليها وهو يومئذ زيرى بن حماد بأن عنده وديعة من المال لبعض أعدائه؛ فطلبه بها، فلاذ بالامتناع؛ فقتله وارتحل ابناه: عبد الرحمن هذا وأخوه عيسى إلى تونس، وأخذا بها كثيرا من العلم، وأقاما بالجزائر يبثان العلم بها؛ لامتناع برشك عليهما. وكان السلطان أبو يعقوب قد غلب على تلمسان وعلى كثير من أعمالها، وبعث الميانة عماله، ومعهم الكاتب «منديل بن محمد الكنانى» فارتحلا من الجزائر واحتلا بمليانة فحليا بعين منديل الكنانى قلوبهما؟ ؟ ؟ واصطفاهما. واتخذهما لتعليم ولده محمد، ثم هلك أبو يعقوب، وقام بالملك حفيده أبو ثابت، ووقع بينه وبين أبى زيان بن يغمراسن صلح على الإفراج عن تلمسان، فارتحل وعاد إلى المغرب، ومر الكنانى المذكور بتلمسان عند قفوله ومعه هذان الأخوان؛ فأوصلهما إلى أبى حمو، وأثنى عليهما، وعرفه بمقامهما فاغتبط بهما أبو حمو. واحتط لهما المدرسة المعروفة بهما بتلمسان، وأقاما عنده على هدى أهل العلم وسننهم. وهلك أبو حمو فكانا كذلك عند ابنه أبى تاشفين، إلى أن زحف السلطان أبو الحسن إلى تلمسان، وملكها عنوة سنة 737 وكانت لهما شهرة في أقطار المغرب أثبتت لهما في نفس أبى الحسن محبة؛ فاستدعاهما لحين دخوله، وأدنى مجلسهما، ورفع محلهما على أهل طبقتهما، وأجمل مجلسه بهما. ثم استنفرهما للغزو، وحضرا معه واقعة طريف، وعادا إلى بلدهما.
وتوفى أبو زيد إثر ذلك سنة 743 .
فى التعريف-بعد هذا: وتبوأ أبو موسى الكرامة، ثم صحبه إلى إفريقية سنة ثمان وأربعين مكرما موقرا عالى المحل قريب المجلس فلما استولى على إفريقيا سرحه إلى بلده، فأقام يسيرا ومات في الطاعون الجارف سنة تسع وأربعين وبقى أعقابهما بتلمسان في تلك الكرامة طبقا عن طبق. راجع ترجمتهما في تعريف الخلف 2/ 201 - 213، وشجرة النور 1/ 219 - 220، ونيل الابتهاج ص 166 - 168، والديباج المذهب 1/ 486 بتحقيقنا.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ‍)