نصير الدين البرهانبوري

تاريخ الوفاة1119 هـ
أماكن الإقامة
  • برهان بور - الهند

نبذة

السيد نصير الدين البرهانبوري الشيخ العالم الفقيه نصير الدين الحسيني البرهانبوري أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ في تصون تام واقتصاد في الملبس والمأكل ولم يزل على ذلك براً تقياً ورعاً عابداً ناسكاً صواماً قواماً ذاكراً لله سبحانه في كل أمر رجاعاً إليه في سائر الأحوال

الترجمة

السيد نصير الدين البرهانبوري
الشيخ العالم الفقيه نصير الدين الحسيني البرهانبوري أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ في تصون تام واقتصاد في الملبس والمأكل ولم يزل على ذلك براً تقياً ورعاً عابداً ناسكاً صواماً قواماً ذاكراً لله سبحانه في كل أمر رجاعاً إليه في سائر الأحوال، كان لا ينام في الليل إلا نحو ساعتين بعد العشاء ثم ينهض ويتهجد ويشتغل بتلاوة القرآن بلحن شجي ويبكي كثيراً في أثناء التلاوة حتى تبل دموعه ملابسه، وكان يكتب القرآن وكتب التفسير والسلوك فيسترزق بها وكانت قدماه ويده اليسرى مشلولة، وكان لا يختلط بأهل الدنيا ولا يتركهم أن يختلطوا به ولا يقبل النذور والفتوحات ولو كان يقبل شيئاً من الهداياً من أحد يجزيه بأفضل منها وأثمن.
قال خافي خان في منتخب اللباب: إنه كان يتنفر عن اختلاط الأمراء فيقابلهم بوجه عبوس ولا يقبل نذورهم بل يعظهم بقول مر ليتنفروا عنه، قال: إن منور خان جاء يوماً في حضرته وكان والياً على تلك الناحية فقال له نصير الدين: إني لا أعلم في وصولكم إلي طائلاً غير أن فيلتكم وعساكركم تضيق على الناس طرقهم في ذهابهم وإيابهم ويشركونني في هذا الظلم واللوم فليت شعري ما الحامل لكم على إيقاع الناس في الضيق لسد الطريق، فأجابه منور خان: إني أتردد إليكم لتجذبوني إليكم، فقال: إني أذنبت ذنباً كان عاقبة ذلك أن شلت قدماي وإحدى يدي فإن استعددت لذلك فانتظر مكافأة سوء المعاملة لمخلوق الله سبحانه، قال: إن عناية الله خان كان من معتقديه فحرض السلطان، يجعل له شيئاً من بيت المال فأشارالسلطان إلى خواجه أدهم الذي كان صدراً بمدينة برهانبور أن يفتش عن حاله ثم يعرض على السلطان ما يناسب له من يومية أو شهرية، فذهب إليه أدهم وأقرأه رسالة السلطان، فقال له نصير الدين: لعلك أخطأت في مجيئك عندي لأن الصفات الأربعة التي كتبوها في المراسلة لا توجد في، أما السيادة فلا أنكرها ولا أدعيها ولكن الصفات الأخرى من العلم والصلاح والاستحقاق فليس لها عين ولا أثر في نفسي فلعلهم أرادوا بها غيري ممن يسمى بإسمي، فانقبض الصدر من قوله وتكدر باله وقال: لعل عندكم بضاعة التوكل، فقال: بلى إن مفاتيح رزقي بيد من يحتاج إليه مائة مائة آلاف مثل سيدك الذي تحتاج إليه، انتهى.
توفي في سنة قاتل فيها شاه عالم أخاه كام بخش بعد ستة أشهر من قتاله، كما في منتخب اللباب وكان ذلك سنة تسع عشرة ومائة وألف.

الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)