محمد بن عبد الله بن محمد المهدى بن أبي عبد الله القائم بأمر الله
الشريف الحسني
تاريخ الوفاة | 986 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
محمد: أمير المؤمنين بن عبد الله: أمير المؤمنين بن محمد المهدى: أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين أبى عبد الله القائم بأمر الله تعالى الشريف الحسنى سلطان المغرب.
بويع له بعد وفاة أبيه بمراكش المحروسة، ووصلت إليه البيعة لمدينة فاس [مجموعا شملها]، فجدّدوها وبقى فى ملكه إلى أن قدم عليه عمّه مروان؛ فأخرجه عن ملكه؛ وذلك أنه لما التقى الجمعان [فى الوكر] على مقربة من بنى وارتين. من أحواز فاس فرّ قائد الأندلس [الدهاق] الدغالى، وغدر مخدومه، ففرّ؛ فانقرضت عنها إلى مراكش بسبب ذلك، وكان أمر الله قدرا مقدورا.
ولم يدخل مدينة «فاس» بل جاز عنها إلى مرّاكش وجدّد حركة أخرى، والتقى مع عمه بوادى الرّيحان؛ فكانت الهزيمة عليه، ثم فرّ أيضا إلى مرّاكش؛ فحمل منها أمتعته المعتبرة، وما خفّ من ماله وفرّ إلى الجبل. جبل درن، ثم منه إلى بادس، ثم انتقل إلى سبتة، ثم إلى طنجة، واستنصر بملك النصارى على عمه وعلى المسلمين.
وهو [الذى خلعه عمّه أبو مروان: عبد الملك، واستصرخ باللعين] سبستيان؛ فأتى به فى سنة 986 وقد جمع النّصرانىّ المذكور نحو مائة ألف وخمسة وعشرين ألفا، وقصد «فاسا».
وكان خروجه من أصيلا؛ لأنها كانت على ملك اللّعين المذكور وقتئذ، فلما بلغ لوادى المخازن، وقد بلغ عبد الملك إليه بجيشه-ومعه أخوه أبو العباس. أحمد المنصور-تواقعا واشتبكت الحروب بينهما، وكان عبد الملك ضعيفا من سمّ كان به، سمّه رمضان العلج حيث أتى معه للمغرب غدرا له؛ وبلغ به الجهد فى ذلك اليوم أعنى يوم اللقاء، وجاءه وعده فى أوّل التفاف السّاق بالسّاق، وعلم بذلك أخوه أبو العباس، وكانت الكرّة أوّل مرّة على المسلمين، ثم إن أبا العباس أعمل الصبر، وقاتل قتالا عظيما؛ فلم يمرّ على النصارى إلا مقدار ثلاث ساعات إلا وهم كلّهم تحت أسره. أبقاه الله بين قتلى وجرحى وأسارى، ثمّ بايعه الناس بعد أن انقضت الغزوة بالمحل المذكور، وتمّت بفاس المحروسة، حضرها أهل الحلّ والعقد من الأعيان والفقهاء وأشياخ القبائل، وغير ذلك ممن عليهم المدار.
ولما كانت الكائنة المذكور توفى سبستيان اللعين المذكور؛ وفرّ محمد المذكور بنفسه، وقصد أصيلا؛ ليحصل على النجاة بها، وكان هنالك [واد عليه] قنطرة وجسر عظيم، جاز عليه النصرانى ومن معه؛ فلما أزعجته الواقعة [قطع من غير محل جواز فى الوادى المذكور؛ فغرق به ومات من حينه أيضا.
وكانت الواقعة] يوم الاثنين منسلخ جمادى الأولى سنة 986.
فانظر لحكمة الله القهار! أهلك ثلاثة ملوك فى يوم واحد. وأقام واحدا وهو أبو العباس المنصور! أبقى الله وجوده، وأدام سعوده.
وإنما أطلت فى هذه الترجمة لأفيدك بعض خبره. وأما حروبه التى كانت بينه وبين عمه أبى مروان، وأبى العباس المذكور، فحروب تفتقر إلى تأليف وحدها. وقصدنا: الاختصار فى هذه العجالة، والله الموفّق لا ربّ غيره، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.
كان السلطان المذكور فقيها أديبا مشاركا مجيدا قوى العارضة فى النظم والنثر، وكان مع ذلك متكبرا، متعطشا للدماء، متجبرا على الرعية. راجع ترجمته فى الاستقصاء 5/ 57 - 58
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)