محمد بن يعقوب بن يوسف المنجلاتى الزواوى.
من أهل بجاية أبو عبد الله، ويعرف بالزّواوى، كان فقيها، حافظا مستبحرا فى حفظ المسائل والفروع. ولّى قضاء بجاية، ثم أخّر عنه، وكان صديقا لناصر الدين المشذّالى، فلقيه بعد صرفه عن القضاء، فتودّد إليه، وأعلمه بأن صرفه مما أشفق منه، وشقّ عليه، وأنشده:
يعزّ علينا أن نرى ربعكم يبلى … وكانت به آيات حكمكم تتلى
قدم المرية فى حدود سنة 715 رسولا من بجاية إلى المغرب، فاجتاز عليها فى قفوله إلى بجاية، واجتمع عليه طلبة المريّة وفقهاؤها للأخذ عليه؛ فتفقّهوا عليه فى الفرائض من مختصر أبى عمرو بن الحاجب؛ وكان متحقّقا بعلمها.
أخذ عن أبيه الشيخ الفقيه العالم أبى يوسف: يعقوب، والشيخ المحدّث أبى محمد: عبد العزيز بن مخلوف بن كحيلا، وغيرهما.
قال: لما أردت وداع أمير المسلمين أبى سعيد: يوسف بن عبد الحق أنشدنى رحمة الله ورضوانه عليه/:
محبتى أوجبت مقامى … وحالتى تقتضى الرحيلا
هذان خصمان لست أقضى … بينهما خوف أن أميلا
ولا يزالان فى خصام … حتى أرى رأيك الجميلا
توفى يوم الجمعة الثانى لشوال سنة 730 .
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)