محمد بن أحمد بن عبد الله الهاشمى.
من أعيان أهل المرية ووجوهها، وأهل الحلّ والعقد بها، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بابن شلبطور.
كان من أشياخ بلده، ووزرائه، وكان له حظّ من الطّلب، وقسط من حوك الشعر.
قرأ بالمريّة على شيوخ وقته، وتأدّب بأبيه أبى جعفر، وكان فاضلا سريا، وأصهر إلى القائد الجليل أبى الحسن الرنداحى: قائد أسطول المرية بأن تزوج ابنته، ولما صيّر القائد أبو الحسن إلى إفريقية وصل معه، فأقام ببجاية مدّة، ثم تحوّل إلى تونس، وبعد زمان قدم إلى المريّة، فأقام بها إلى أن توفى.
ومن نظمه: قصيدة يهنّى الخليفة أمير المؤمنين أبا الوليد : إسماعيل بما فتح الله عليه وعلى المسلمين بجزيرة الأندلس، من هزيمة ملوك قشتالة سنة 710.
بلغ الهدى من نصره ما أملا … ورأى حقيقة ما رآه تخيّلا
فتح أفاض على الزمان وأهله … نورا كساه طلاقة فتهلّلا
[والأرض ترفل فى مضارب حظه … حسناء والدنيا ترومك تجتلى
ومنها:
أخضعت حدّ الكفر بعد عتوّه … وهددت من رأس العدا ما قد علا
روّيت من دم أهله وحماته … بيضا مهنّدة وسمرا ذبّلا
لله عينا من رأى أشلاءهم … تدعو لها الجفلى القشاعم فى الملا
لولا اكتفالك نصر دين محمّد … أضحى بأقطار الجزيرة مهملا
ومنها:
من كان أمر الله عاضد حزبه … سنّت له أقداره ما أمّلا
توفى سنة 723.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)