خالد الأتاسي
خالد الأتاسي (1253 هـ ـ 1326 هـ/ 1837 م ـ 1908 م) هو فقيه حنفي شامي من عائلة الأتاسي الحمصية، تولى منصب مفتي حمص، وكان نائبًا لحمص وحماة في مجلس المبعوثان العثماني، وهو والد رئيس الجمهورية السوري هاشم الأتاسي.
ولد محمد خالد بن محمد بن عبد الستار الأتاسي الحمصي في مدينة حمص في أسرة تولت مناصب القضاء والإفتاء والتدريس، وتلقى العلم على يد عميه المفتي سعيد الأتاسي والشيخ أمين الأتاسي، ولكنه لم يدرك جده الشيخ المفتي عبد الستار الأتاسي، إلا أنه روى الحديث عن والده المفتي محمد الأتاسي وعن عمه سعيد الأتاسي.
تولى خالد الأتاسي منصب الإفتاء لمدينة حمص خلفًا لأبيه المفتي محمد الأتاسي، الذي توفي سنة 1879.
كان خالد الأتاسي يملك موهبة ارتجال الشعر، وله شروح فقهية ورسائل تتعلق بالأوقاف.
كان الأتاسي أول من خاض معترك السياسة من آل الأتاسي، وأول نائب من الأتاسيين، إذ انتُخب سنة 1876 عضوًا بمجلس المبعوثان (المجلس النيابي للخلافة العثمانية) عن متصرفية حمص وحماة، حيث اشتهر بخطبه ومداخلاته، قبل أن يعطل السلطان عبد الحميد الثاني هذا المجلس بعد أحد عشر شهرًا من تأسيسه.
تزوج الأتاسي مرتين:
الأولى مرة من الشريفة رقية السيد سليمان بنت محمد بن إبراهيم بن صالح بن السيد سليمان الأتاسي، سليلة بني عمه من آل السيد سليمان الأتاسيين، وكانت أم أولاده السادة خليل أفندي وهاشم بك ومظهر أفندي وعبد الهادي أفندي.
والثانية من سيدة من آل السباعي الأدارسة، الذين كانوا من أهل العلم والإفتاء والقضاء في حمص، ومنها كان أولاده السادة محمد أبو الخير أفندي والشيخ العلامة محمد طاهر أفندي ومحمد أبو النصر أفندي وعبد الكريم أفندي.
تولى ابنه الشيخ محمد الطاهر منصب الإفتاء في حمص من بعده طوال ستة وعشرين عامًا، كما تبوأ ابنه هاشم زعامة الحركة الوطنية في سورية، وتولى منصب رئاسة الجمهورية السورية عدة مرات.
وقد حرص الأتاسي على تلقين أولاده العلوم الشرعية والفقهية، إلى جانب تلقيهم العلوم المعاصرة واللغات الأجنبية والمناهج الحديثة، ولذلك أوفد معظمهم للدراسة في دمشق وبيروت وإسطنبول لمتابعة دراساتهم العالية.
وفاته
توفي خالد الأتاسي في حمص في 16 شعبان 1326 هـ (تشرين الأول/أكتوبر 1908 م)، ودُفن في مقبرة الأسرة الأتاسية في حمص.
https://ar.wikipedia.org/wiki/
المرحوم العلامة الشيخ خالد الأتاسي الحمصي
ولد المرحوم خالد بن محمد بن عبد الستار الأتاسي في حمص سنة 1253ﻫ ـ 1834م، ونشأ في مهد العلم والفضل فنبغ وفاق، وكانت حلقته العلمية تزخر بطلاب العلم، فنهلوا من مورده الصافي وأفادوا المجتمع.
كان رحمه الله شاعراً بليغاً يرتجل النظم في المناسبات الواقعية، فقد صدف أن سمع في مجلس ضمه مع الشاعر البيروتي المرحوم مصباح قريطم بعض أبيات من الشعر فشطرها على البديهة:
وظبيٌ تبدى حاملًا في يمينه | كناظره سيفاً إذا هزه أدمى |
فيا للورى حسًّا ومعنًى يهز لي | حساماً ونحوي طرفه صوب السهما |
يهددني بالقتل والقتل لم يكن | بأعظم من هجران مغرمه ظلما |
أأرهب من إتلاف روحي وما القضا | على الروح قاضٍ وهو لم يبق لي جسما |
ومن نظمه البديع قصيدة تبلغ (85) بيتاً في مدح النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا مطلعها:
قف بالمطي فهذا البان والعلم | وتلك نار قرى الأحباب تضطرم |
وهذه هي أطلال الأحبة قد | سمت دعائمها واحتاطها الحشم |
وهذه طيبة الفيحاء تربتها | للروح منتشق منها وملتثم |
دارٌ بها من رياض الجنة ازدهرت | على الدُّنا روضة تحيا بها الرمم |
دارٌ حوت قبر خير المرسلين ومن | لولاه دام بهذا العالم العدم |
وكان رحمه الله متضلعاً في العلوم الشريعة، فقد شرح المجلة، وله عدة رسائل تتعلق بالأوقاف، وأخرى اسمها (الأجوبة النفائس في حكم ما اندرس من المقابر والمساجد والمدارس).
وهو والد فخامة السيد هاشم الأتاسي زعيم البلاد من عهد فيصل إلى اليوم.
وفاته: وفي اليوم السادس عشر من شعبان سنة 1326ﻫ وتشرين الأول 1908م انتقل إلى رحمة ربه، ودفن في مقبرة أسرته في حمص.
أعلام الأدب والفن، تأليف أدهم آل الجندي الجزء الأول – ص 38 - 39.