تيمور لنك
تاريخ الولادة | 728 هـ |
أماكن الإقامة |
|
نبذة
الترجمة
تيمور لنك سلطان المغل، ثار بالمشرق، وقتل علماء أهل دمشق، وملك سنة 803
فى ص: «تامور» وفى الشذرات: «تمو» و «تيمور» قال: وكلاهما يجوز. وهو؟ ؟ ؟ تيمور كوركان، ومعناها: صهر الملوك. ولد سنة 728 بقرية تسمى خواجا أبغار من عمل «كش» أحد مدائن ما وراء النهر. قيل: ان والده كان اسكافا، وقيل: كان أميرا عند السلطان حسين صاحب مدينة بلخ، وكان أحد أركان دولته، وان أمه من ذرية جنكيز خان.
وكان تيمور من أتباع طقتمش خان آخر الملوك من ذرية جنكيز خان، فلما مات وقرر فى السلطنة ولده محمود استقر تيمور لنك وتزوج أم محمود، وصار هو المتكلم فى المملكة، ويتطلع الى الملك، وما لبث أن نازع صاحب بخارى وانتزعها، ثم خوارزم الى أن انتظم له ملك ما وراء النهر، ثم سار الى سمرقند وتملكها، ثم زحف الى خراسان وملكها، ثم ملك «هراة» و «طبرستان» و «جرجان» بعد حروب طويلة فلجأ صاحبها شاه، وتعلق بأحمد بن أبى أويس صاحب العراق فتوجه تيمور اليهم ونازلهم بتبريز وأذربيجان فهلك شاه، وغلب تيمور على البلاد، ثم بلغه نبأ ثورة مضادة لحكمه فعاد الى بلاده وأخمدها وأباد مثيريها واستقل بمملكة المغل، وعاد الى أصبهان سنة أربع وتسعين فملكها، ثم تحول الى فارس فملكها، ثم رجع الى بغداد سنة خمس وتسعين وفى ربيع الاول سنة 803 نازل حلب فملكها وفعل فيها الأفاعيل الشنيعة، ثم تحول الى دمشق واستباح الدماء والأعراض والحرق والتدمير بما لم يجز له مثيل فى التاريخ وفى سنة 804 قصد بلاد الروم فغلبها. وكان مغرى بقتل المسلمين وغزوهم، وترك الكفار. وكان بطلا شجاعا جبارا ظلوما غشوما سفاكا للدماء، وكان أعرج سلت رجله فى أوائل أمره، وكان يصلى عن قيام جهورى الصوت، لا يحب المزاح، وله فى الشطرنج اليد الطولى، وزاد فيه جملا وبغلا وكان ماهرا فيه لا يلاعبه الا الأفذاذ، وكان يقرب العلماء والصلحاء والشجعان، والأشراف، وينزل منازلهم، ولكن من خالف أمره أدنى مخالفة استباح دمه، وكانت هيبته لا تدانى لهذا. وكان له فى الحروب فكر صائب، وفراسة نافذة، وحيل ومكايد قلما أخطأ، عارفا، بالتواريخ، حاذقا للغة الفارسية والتركية والمغلية، وكان يقدم قواعد جنكيز خان ويجعلها أصلا، ولذا أفنى جمعا جما مع أن شعائر الاسلام فى بلاده كانت ظاهرة، وكانت له فى كل بقعة مخابرات وجواسيس اعتمد عليهم فى السلم والحرب وفى رجب من السنة الثامنة للقرن التاسع قصد بلاد الصين فاشتد عليه وعلى جيشه البرد حتى عبروا «سيحون» وهو جامد وما لبثت أن عصفت بهم الرياح والثلوج فهلك من جيشه من هلك وهو مواصل سيره لا يبالى حتى عجز بدنه وتلف كبده، وكلت أعضاده ووافته منيته فى تاسع عشر شعبان من هذه السنة. راجع تفصيل القول فيما مضى فى شذرات الذهب 7/ 62 - 67.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)