الشيخ أحمد بن محمد المعصوم الشيرازي
الشيخ الفاضل أحمد بن محمد المعصوم بن نصير الدين بن إبراهيم الشيعي الدستكي الشيرازي، والد علي المعصوم صاحب سلافة العصر المشهور بنظام الدين أحمد، ولد ليلة الجمعة خامس عشر شعبان سنة سبع وعشرين وألف بالطائف، وحفظ القرآن وتلا بالسبع، وأخذ الفقه عن شرف الدين البافقي، والحديث عن السيد نور الدين الشامي، والعربية عن علي المكي، والمعقول عن شمس الدين الكيلاني، وبرع في الفنون سيما العربية، واعتنى بالأدب فنظم نظماً جيداً، وقدم الهند سنة ثلاث وخمسين وألف فأملكه عبد الله قطب شاه الحيدر آبادي ابنته فامتد باعه في الدنيا، وخدمته الشعراء بالمدائح، وقد انتهت إليه بسبب القربة إلى السلطان المذكور الرئاسة ببلدة حيدر آباد حتى أدرك السلطان أجله، وظنه أن يكون ملكاً بعده فلم يتم له ما أمله، وتولى الملك بعده مرزا أبو الحسن الحيدر آبادي في قصة يطول شرحها، فقبض عليه وسجنه إلى أن مات بها، ومن شعره قوله:
مثير غرام المستهام ووجده وميض سري من غور سلع ونجده
وبات بأعلى الرقمتين التهابه فظل كئيباً من تذكر عهده
يحن إلى نحو اللوى وطويلع وبانات نجد والحجاز ورنده
وضال بذات الضال مرخ غصونه تقيأه ظبي يميس ببرده
يغار إذا نافست بالبدر وجهه ويغضب إن شبهت ورداً بخده
كثير التجني ذو قوام مهفهف صبيح المحيا ليس يوفي بوعده
مليح تسامى بالملاحة مفرداً كشمس الضحى والبدر في برج سعده
ثناياه برق والصباح جبينه وأما الثريا قد أنيطت بعقده
فمن وصله سكنى الجنان وطيبها ولكن لظى النيران من نار صده
تراءى لنا بالجيد كالظبي لفتة أسارى الهوى في حكمه بعض جنده
روى حسنه أهل الغرام وكلهم يتيه إذا ما شاهدوا ليل جعده
يعنعن علم السحر هاروت لحظه ويروى عن الرمان كاعب نهده
مضاء اليمانيات دون لحاظه وفعل الردينيات من دون قده
إذا ما نضا عن وجهه بعض حجبه صبا كل ذي نسك ملازم زهده
وأبدى محيا قاصراً عنه كل من أراد له نعتاً بتوصيف خده
هو الحسن بل حسن الورى منه مجتدى وكلهم يعزى لجوهر فرده
وما تفعل الراح العتيقة بعض ما بمبسمه بالمحتسي صفو وده
وله غير ذلك مما رق وراق من الأشعار الفائقة، وكانت وفاته في سنة ست وثمانين وألف بمدينة حيدر آباد، كما في خلاصة الأثر.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)
أحمد بن محمد معصوم بن نصير الدين ابن إبراهيم:
والد صاحب (السلافة) له شعر حسن. مولده ومنشأه في الطائف بالحجاز.
استدعاه السلطان عبد الله بن محمد قطب شاه ملك حيدر آباد، فرحل إلى الهند سنة 1054 هـ، وأقام عنده مكرما، وتزوج بإحدى بنات السلطان، ووزر له، وطمع بالملك من بعده. فلما مات السلطان وولي الميرزا أَبُو الحَسَن الفارِسي، حدثت بينهما أمور، فاعتُقل وسجن إلى أن توفي بمدينة حيدر آباد .
-الاعلام للزركلي-
أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَشْهُور بِابْن مَعْصُوم الحسيني الحجازي المولد
ذكره وَلَده علي فِي سلافة الْعَصْر لَهُ أَن مولده لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشر شهر شعْبَان سنة 1027 سبع وَعشْرين وَألف بِالطَّائِف وَحفظ الْقُرْآن وتلاه بالسبع وَأخذ الْفِقْه عَن شرف الدَّين اليافعي والْحَدِيث عَن السَّيِّد نور الدَّين الشامي والعربية عَن علي المكي والمعقول عَن الشَّمْس الجيلاني وبرع فِي الْفُنُون سِيمَا الْعَرَبيَّة واعتنى بالأدب فنظم نظماً جيداً وارتحل إِلَى الْهِنْد فوصل إِلَى سلطانها قطب الدَّين شاه صَاحب حيدر آباد في شهر شَوَّال سنة 1054 فَعَظمهُ وأكرمه وَكَانَ قد اشتاق اليه غَايَة الاشتياق واحتال على وُصُوله فَلَمَّا وصل إليه زوّجه ابْنَته واستوزره
وَيُقَال انه استولى على المملكة بعده وَهَذِه من الغرائب وَمن شعره قَوْله فِي غُلَام لَهُ ضربه فَبكى
(ترَاءى كظبي نافر من حبائل ... يصول بِطرف فاتن مِنْهُ فاتر)
(وَقد ملئت عَيناهُ من سحب جفْنه ... كنرجس روض جاده وبل ماطر)
وَأَجَازَهُ وزيره أَحْمد بن مُحَمَّد الجوهري بقوله
(وظبي غرير بالدلال محجب ... يرى أَن فرض الْعين ستر المحاجر)
(رماني بِطرف أسبل الدمع دونه ... لكي لَا أرى عَيْنَيْهِ من غير سَاتِر)
وَمَات المترجم لَهُ فِي يَوْم السبت لثلاث بَقينَ من صفر سنة 1085 خمس وَثَمَانِينَ وَألف وَهُوَ امامى الْمَذْهَب غفر الله لَهُ
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع - لمحمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني.