أحمد بن محمد بن أبى بكر القيسى.
من أهل المرّية. أبو جعفر، يعرف بالسياسى، وكان يحترف بالتوثيق، فيقصده الناس لدماثة أخلاقه، وكان من شعراء المرّية وأدبائها، حافظا لكثير من اللغة وأشعار المولدين، مرتاضا فى أعمال الحساب، وله شعر، إلا أنه كان يميل فيه إلى التعمق [والألفاظ الوحشية] فخلت منه خزائن الحفاظ. وكان مولعا بالسيمياء والأسماء والأوفاق، وغير ذلك من الرياضات.
توفى بالمرّية سنة 745.
ذيل وفيات الأعيان المسمى «درّة الحجال في أسماء الرّجال» المؤلف: أبو العبّاس أحمد بن محمّد المكناسى الشّهير بابن القاضى (960 - 1025 هـ)
القاضي الأديب أبو جعفر احمد بن محمد بن أبي بكر القيسي، رحمه الله تعالى
حسن الأغراض، نقي الجواهر والإعراض، ذو أدب أشهى من فصل القراض، ومعان أوحى من نظرات العيون المراض، ولي القضاء فاستقام الاود، واقيم القصاص والقود، وظهرت الصيانة، وبهرت الديانة؛ ومن شعره الذي يدل على إنفساح مداه، وكرم مراحه في البلاغة ومغداه، قوله:
أمنها على إن السهى منه لي أدنى ... خيال سرى نحوي يشق الفلا وهنا
يشق الفلا والخيل والبيد والقنا ... ولو سيم كسر النبت ما اسطاعه وهنا
سرى سلخ شهر في فواق حلوبة ... فلله ما انأى سراه وما أدنى وقال من الأمثال والحكم:
امنح الود من علا الناس قدرا ... من له بالوداد نفس مطيعه
واحفظ الود من عوادي التجني ... فالتجني حاول وفد الطبيعة وقال أيضا:
ليس حلم الضعيف حلما ولكن ... حلم من لو يشا لصال اقتدارا
من تغاضى عن السفيه بحلم ... اصبح الناس دونه أنصارا
من يزوج كريمة الهمة العليا ... علوا فقد أجاد الخيارا
ستريه لدى الولاد بنيها العلم ... والحلم والأناة كبارا وقال أيضا:
إذا ما جنى يوما عليك جناية ... ظلوم يدق السمر باسا ويقصف
فلا تنتقم يوما عليه بما جنى ... وكل امره للدهر فالدهر منصف وقال أيضا:
دار العدو إذا لم تستطعه ورد ... وريده ان يساعد مرة قدر
من مكنته الليالي من رقاب عدا ... فلم يبدهم أبادوه إذا قدروا
الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - لسان الدين بن الخطيب، محمد بن عبد الله.