عبد الرحمن التلمساني
عالم ، صوفي .
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن يلس ، التلمساني ، المالكي ، الشاذلي .
ولد بدمشق في حي الدقاقين ؛ قرب الشاغور سنة 1351ه . أخذ العلم في مدرسة والده ( مدرسة الإرشاد والتعليم ) ، وتابع دراسته في المدارس الرسمية بدمشق ، ومنها حصل على الشهادة الثانوية ، ثم انتسب إلى كلية الشريعة بالجامعة السورية ، وبقي فيها حوالي سنتين . وخلال ذلك توظف في المجلس النيابي ، وبقي فيه عشر سنوات تقريبا .
ارتحل إلى الجزائر موطن أجداده ، فأتم تحصيله العالي ، وعين أستاذا بثانوية ابن باديس في وهران . وهناك سعى في عمارة مسجد تلمسان باسم جده الشيخ محمد التلمساني ، وأقام فيه شعائر الطريقة الشاذلية .
ثم قصد باريس للمعالجة ، وتعرف فيها إلى الدكتورة ( إيف دي فتري ) أستاذة الفلسفة الفرنسية في جامعة السوربون ، واتفق معها على تقديم دكتوراه عن ( تصوف أبي مدين المغربي التلمساني ) . كما تعرف إلى المستشرق جاك بيرك ؛ رئيس قسم الفلسفة الذي شجعه على عمله . ولكن الأجل حال دون إتمام العمل .
كان كل سنة ينزل دمشق في دار عمه أبي زوجته الشيخ سہیل الخطيب بالمهاجرین .
كان عالما صابرا محتسبا ، سيدا كريما أبي النفس لا يشتكي رغم مرضه الثقيل ، بل تمتلئ نفسه بالأمل والتوكل على الله في كل أحواله . يغلب عليه مشرب التصوف ، ومال إليه بكليته علما وعملا . كانت له اليد الطولى في نشر التصوف على الطريقة الشاذلية في الجزائر ، واظب على حلقة كل يوم جمعة قبل الصلاة يقرأ فيها ( روح البیان ) لإسماعيل حقي الإزميرلي في التفسير . عمل على طبع بعض أوراد العارف أحمد العلوي ، ونشرها في الجزائر إلى جانب نشر كثير من العقائد الصوفية .
وفي إحدى زوراته لدمشق رأى النبي علة في نومه يثني عليه ، ويقول له : « أنت ما » ، ثم اشتد عليه مرضه فتوفي يوم الاثنين 11 شعبان 1403/ 23 أيار 1983م، ودفن بمقبرة الباب الصغير في قبر جده .
من كتاب تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري لمحمد مطيع الحافظ ونزار أباظة.
يوجد له ترجمة أوسع في الكتاب.